في خطوة تهدف إلى تفعيل مسطرة عزل رؤساء جماعات ومنتخبين كبار أمام المحاكم الإدارية، أحال عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، على الوكيل القضائي للمملكة، 30 ملفا تتضمن خروقات جسيمة.

وحسب جريدة “الصباح”، التي نشرت الخبر، فقد أحالت السلطات الوصية، لائحة جديدة تضم أكثر من 15 رئيسا على محاكم جرائم الأموال في مختلف جهات المملكة، وذلك من خلال تحريك المادة 64 من قبل الولاة والعمال، وتلقيهم الجواب من رؤساء تطاردهم شبهة الفساد.

وأضافت الجريدة، أن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، كان قد توعد بملاحقة لصوص المال العام، الذين ترشحوا وفازوا في الانتخابات السابقة، ووصلوا إلى رئاسة المجالس، وشرعوا مبكرا في التخطيط للاستفادة من “ريع” وفساد المؤسسات المنتخبة.

وأفادت مصادر الجريدة، أن وزير الداخلية، الذي وصلته أنباء غير سارة عن ممارسات رؤساء جهات ومجالس مدن كبرى ومتوسطة، أقسم بأغلظ أيمانه أنه “لي فرط يكرط”، وأنه لن يتسامح مع أحد مهما كان انتماؤه، وأن العقاب سيكون شديدا، لأن مهمة المنتخب الكبير، ليست سرقة المال العام وجمع الثروات.

ومن المرتقب أن يفعل وزير الداخلية دور المفتشية العامة للإدارة الترابية مباشرة بعد تعيين مفتش عام على رأسها في التعيينات المرتقبة في صفوف كبار مسؤولي الوزارة، لكي تواصل محاكم جرائم الأموال إدانة رؤساء جماعات، ضمنهم من سيحاكم بأثر رجعي، وهو ما يؤشر على أن الجحيم ينتظر العديد من “كبار المنتخبين”، الذين “امتلأت بطونهم” بالمال العام.

فبعد إدانة أكثر من رئيس جماعة، أخيرا، بالسجن النافذ والموقوف التنفيذ، أمام محكمة جرائم الأموال بالرباط ومراكش وفاس والبيضاء، بجناية تبديد أموال عامة وخاصة ووجود خروقات في تدبير صفقات، فإن زلزالا يرتقب أن يضرب جماعات جديدة، رصدت فيها خروقات لا تقبل التأجيل.

وتتجه وزارة الداخلية إلى التجاوب مع تدخلات سجلت داخل لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، بإخراج كل ملفات رؤساء جماعات سابقين وحاليين، وإحالتها على محاكم جرائم الأموال.

 وسيعاد فتح ملفات رؤساء بعدما طالها النسيان، وهو ما يعيد إخراجها من الحفظ، والشروع في محاكمة كل من تورط في اختلاسات مالية أو التلاعب في ملفات ذات حمولة مالية أو إدارية، وفق ما أوردته الصباح.

وكانت عدة أصوات داخل المؤسسة التشريعية، قد طالبت بمحاكمة بعض المسؤولين الترابيين ورؤساء جماعات، بهدف الرفع من درجة الزلزال المتوقع أن يضرب منتخبين كبارا، ضمنهم من مازال يخضع إلى تحقيقات ماراثونية أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

وقبل موجة الاعتقالات، التي طالت رؤساء جماعات، سجلت اعتقالات في صفوف بعض أصحاب مكاتب دراسات ومقاولات، كانت تستحوذ على جل الصفقات، بمباركة من جهات نافذة في المديرية العامة للجماعات المحلية لم يمسسها أي سوء، وظلت بعيدة عن المحاسبة، ولو على المستوى الإداري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *