تصدر العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024، أجندة لقاء عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، بكبار مسؤولي الأمن والاستخبارات في فرنسا، الأمر الذي أكد من جديد المهنية العالية والاستباقية التي عرفت بها الأجهزة الأمنية المغربية في مواجهة مختلف التهديدات الأمنية خاصة ذات الطابع الإرهابي.
وبالنظر للعناية الخاصة التي حظي بها حموشي، والوفد الأمني المرافق له من قبل مختلف أطياف الأجهزة الأمنية الداخلية والخارجية الفرنسية، فقد تم توشيح المسؤول الأمني المغربي، بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي، وذلك اعترافاً بجهوده في توطيد وتطوير التعاون الأمني المشترك بين بلادنا والجمهورية الفرنسية.
ولإلقاء الضوء على دواعي تغير الموقف الفرنسي، من مطالبته بمتابعة حموشي من أجل شكاية كيدية وهمية، إلى استقباله استقبال الضيوف الكبار، كان هذا الحوار مع يوسف الإدريسي الحسني، رئيس الجمعية الفرنسية المغربية لحقوق الإنسان:
بداية ما قراءتكم لتغير الموقف الفرنسي، من مطالبته السابقة بتوقيف حموشي، بناء على شكايات واهية، إلى الترحيب به وتوشيحه بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الفرنسية؟
موقف السلطات الفرنسية فيه اعتراف كبير بكفاءة حموشي، وتابعنا جميعا أن عبد اللطيف حموشي، تم توشيحه من قبل بعدة أوسمة هنا في فرنسا، منها وسام جوقة الشرف الوطني، وهو أعلى وسام بفرنسا.
وبتوشيحه اليوم، بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية، تحاول فرنسا تصحيح مسارها وطي صفحة الماضي، وتلمح للمغرب على أنها مستعدة لطي صفحة الماضي، وأن نواياها اليوم هي نوايا سليمة، وتتطلع للمستقبل، …
وفي آن واحد، إذا لاحظت فهذا التكريم والوسام الذي تم منحه لحموشي هو ضربة قاضية للقضاء الفرنسي، لماذا؟ . لأنه أذا تذكرنا في 2014 وعندما كان هنا في باريس، تم استدعاؤه، وجرى إرسال سبعة ضباط فرنسيين إلى السفارة، المغربية آنذاك، وكان شكيب بن موسى هو السفير، وتم إبلاغ السفير باستدعاء حموشي إلى القضاء قصد استجوابه في أشياء منسوبة إليه من بينها الاختطاف والتعذيب إلى غير ذلك بناءا على شكاية معروف من حركها ومن وراء من حركها.
فالتوشيح الأخير، الذي قامت بها السلطات الفرنسية هي ضربة قاضية موجعة للقضاء الفرنسي ولكل تلك الشكايات الواهية، وفي آن واحد.
كما أن فرنسا، تحاول بذلك استدراك وتصحيح أخطائها، وفي نفس الوقت تعترف بالعمل الجبار الذي تقوم به الاستخبارات المغربية وعلى رأسها حموشي، وتعترف بمجهودات المغرب في مكافحة الإرهاب، وبأنه شريك لا محيد عنه في الاقتصاد وفي محاربة الإرهاب، الي غير ذلك من القضايا قصد اعادة الدفء للعلاقات المغربية الفرنسية.
كان ضمن برنامج لقاء حموشي مع الأجهزة الأمنية الفرنسية، تأمين أولمبياد باريس، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، ألا ترى أن هذا التعامل البراغماتي، كشف ازدواجية وتناقض الموقف الفرنسي؟
صحيح، وهذه مسألة يتفق عليها الجميع، وأصبح من المعروف أن المغرب من الدول القوية في مجال الاستخبارات، وحتى الفرنسيون يعترفون بكفاءات الاستخبارات المغربية، بما فيها ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا، وغيرها كثير.
فاختيار المغرب من ضمن دول إفريقية وعربية، للمشاركة في تأمين أولمبياد باريس يحمل دلالات كبيرة، واعتراف ملموس بأن المغرب له مكانته، وأصبح من الدول التي تملك سمعة قوية في مجال الاستخبارات، وأنه أصبح شريكا قويا لجميع الدول لا يجب الاستغناء عنه.
لقد فهمت فرنسا أن المغرب دولة قائمة بذاتها، ونحن في الجمعية الفرنسية المغربية لحقوق الإنسان في ظل الأزمة التي كانت بين البلدين نبهنا غير ما مرة، أن الجفاء الذي تعامل به فرنسا المغرب في موضوع المهاجرين خاصة المغاربة، وإشكالية تقليص التأشيرات وترحيل المهاجرين غير النظاميين، أيام كورونا، غير مقبول. لقد راسلنا مختلف المسؤولين الفرنسيين الحاليين والذين سبقوهم، بما فيهم رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون والوزير الأول ووزير الداخلية، وقلنا إن تلك المعاملة الجافة تسيء لفرنسا أكثر ما تسيء للمغرب.، وحاولنا دائما إعادة الدفء للعلاقات المغربية الفرنسية.
كان المغرب وراء حماية دول غربية من ضمنها فرنسا من عمليات إرهابية دموية، ما موقف الأجهزة الأمنية والجمعيات الحقوقية الفرنسية من هذا الدعم المجاني لحماية أمنهم؟
هذا بالذات ما يؤكد لنا أن المغرب تفوق بكثير على جميع الدول اللي كانت رائدة في المجال الاستخباراتي، وباعتراف دول مثل فرنسا إسبانيا بلجيكا ألمانيا هولندا وغيرها كما قلت سابقا.
وهنا يجب أن نستحضر أنه بمناسبة الألعاب الأولمبية، ستحضر حشود كبيرة وبأعداد غفيرة، وستكون المقاهي والمطاعم والفنادق ممتلئة عن آخرها.
ولهذا يجب تأمينها بشكل استباقي، لمنع أي عملية إرهابية محتملة، قد تستهدف وتزعزع الأمن في بلد ينظم تظاهرة عالمية، وفي هذه النقطة بالذات يظهر الدور الهام للاستخبارات المغربية باعتبارها رائدة في هذا الباب.
وحضور حموشي إلى فرنسا جاء في هذا السياق، لأن فرنسا على يقين أنه سيشرف وسيقود هذه العملية باقتدار ومهنية عالية، لأن الأجهزة الأمنية الفرنسية لوحدها تبقى “قاصرة” في موضوع التأمين و”التحرك الاستباقي”.
فرنسا توشح حموشي. تأمين أولمبياد باريس تصدرت أجندة لقاءاته بكبار المسؤولين