ساعات بعد وفاتها، اختار خالد الصمدي، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، في حكومة سعد الدين العثماني، ان يعزي في وفاة أم الملك محمد السادس، لالة لطيفة، بطريقته الخاصة، حيث روى في تدوينة عنونها بـ” مشهد لن انساه أبدا ” على حسابه الخاص، على موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، مشاهد من مشاركته في الوفد الذي عينته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لمرافقة الراحلة لالة لطيفة، أثناء أدائها مناسك الحج.

وكتب الصمدي،” مباشرة بعد سماعي لبلاغ النعي من الناطق الرسمي بالقصر الملكي، قفز الى ذهني مشهد لن يفارق مخيلتي أبدا، مشهد وقوفها رحمها الله وصديقاتها لفترة طويلة دون تحرك وهن يشاهدن الكعبة المشرفة، مباشرة بعد دخولنا من باب الملك عبد العزيز بالمسجد الحرام، لأداء مناسك العمرة في موسم الحج 2005.

وأضاف الوزير الإسلامي: “وقفة بقلوب خاشعة وعيون دامعة، وألسنة بالدعاء لاهجة، قبل الدخول الى المطاف ومنه إلى المسعى، ولن أنسى صبرها بعد النزول من عرفات لأداء طواف الافاضة، في دائرة السطح كسائر الحجاج دون طلب الاستعانة بأي بروتوكول أمني خاص إلا من بعض المرافقين المساعدين”.

وتابع الصمدي:” استمر الطواف في ظل ازدحام شديد من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الرابعة مساء، مع أداء صلاة الظهر في المطاف مع ما في ذلك من عناء، وتعب شديد لا يتناسب ووضعها البدني والصحي”.

وكشف المسؤول السابق في حكومة البيجيدي، ظروف مرافقته للأميرة لالة لطيفة، موضحا:”فقد تشرفت وزميلي الدكتور محمد السرار الأستاذ بكلية الشريعة بفاس، بتكليفنا من طرف اللجنة العلمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمرافقة صاحبة السمو الملكي الشريفة للا لطيفة والدة جلالة الملك في أداء مناسك العمرة والحج، فكانت رحمها الله وأكرم مثواها كما عرفناها عن قرب قمة في التواضع والرحمة واللين والسخاء والحرص الشديد على أداء كل تفاصيل مناسك الحج حتى أتمتها كاملة في جلد وصبر، تقبل الله منها”.

وختم الصمدي تدوينته بالدعاء للأميرة الراحلة بالقول: “اللهم تغمدها بواسع رحمتك وأسكنها فسيح جناتك، وتقبل منها صالح الأعمال، واجعلها في مقعد صدق عندك، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأسبغ اللهم رداء الصحة والعافية وطول العمر والتمكين على أمير المؤمنين سبط الرسول الأمين جلالة الملك محمد السادس، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *