أبو تريكة كان يقول ذلك أمام محلل القناة الآخر رود خوليت نجم هولندا السابق الذي هو بالطبع غير مسلم.
أعلن أمس حكم مباراة ألمانيا ضد الدنمارك عن إيقاف المباراة في حوالي الدقيقة 32 ضمن مرحلة ثمن نهائيات كأس أمم أوروبا بسبب تهاطل أمطار طوفانية على ملعب مدينة دورتموند، كانت مصحوبة برعد وبرق وبتساقط البرَد.
في لحظة التوقف تلك، عوض الحديث في أمور كرة القدم، تساءل محلل قناة بيين سبورت أبو تريكة: هل الملعب لن يتأثر بهذه الأمطار، وهل اللاعبون لن يتأثروا كذلك، وبدأ يتحدث عن كون الجمهور الآن مرعوب مما ابتلاه به الله سبحانه وتعالى، وعن أن ملاعب ألمانيا فيها عيوب.
وقال بأنه يشك في أن هذه الملاعب جاهزة، ويشك في أن سلامة الجمهور في المدرجات مضمونة، وأضاف أن الله سبحانه وتعالى عندما يريد أن يكشف أحدا فهو يكشفه.
أبو تريكة قال بالضبط : “ربك سبحانه وتعالى يحب قطر. لأنكم (أي الألمان) كنتم تهاجمون قطر، ورأيتم فيها ملاعب مثل السجاد…. وربنا لما يريد أن يفضح أحدا فهو يفضحه.. لم تكن هناك أية مؤشرات أن الطقس سيتغير ولا أنه سيكون برق أو رعد.. لكن الله سبحانه وتعالى لما يريد أن يكشف أحدا فهو يكشفه. وطالما أن النوايا صافية فإن ربك يأتيك بحقك ولو بعد سنين. بعد سنتين من تنظيم كأس العالم، العالم كله يجب أن يرفع القبعة لقطر .. ربك سبحانه وتعالى يحب قطر..”.
إذن حسب أبو تريكة، الله سبحانه وتعالى يحب قطر، والدليل أنها نظمت كأس العالم بشكل رائع، عكس ألمانيا التي لديها ملاعب غير جاهزة وفيها عيوب كثيرة، وكانت تهاجم قطر قبل مونديال 2022، وأن الله سبحانه وتعالى يسر أمور الطقس لقطر التي لم تتعرض فيها أي مباراة للإيقاف بسبب الأمطار، مع تأكيد أبو تريكة على أنه من الضروري أن نقول هذا الكلام لأننا مسلمون.
أبو تريكة كان يقول ذلك أمام محلل القناة الآخر رود خوليت نجم هولندا السابق الذي هو بالطبع غير مسلم.
ماذا لو أن رود خوليت الهولندي، فضل هو الآخر أن يتحدث في أمور الدين، وقال بأن الإله الذي يعبده المسيحيون الألمانيون والهولنديون والأوروبيون سواء كانوا كاثوليك أو أورثودوكس أو بروتستانت، يحب ألمانيا، وجازاها في هذه اللحظة بشلالات من الأمطار، لأن الماء هو الحياة، وذلك كي تُنتعش الأرض وتزدهر الحياة، وتمتلئ الوديان والآبار والخزانات، ويتم استغلال فائض الماء في توليد الطاقة وفي الزراعة وتزيد المساحات في الاخضرار، ويغني الطير وتنعدم الأراضي القاحلة التي يموت فيها الطيور من العطش، والدليل على أن إله الألمان يحبهم، أن كل تلك الأمطار الطوفانية، التي تهاطلت على الملعب، لم تؤثر إطلاقا على عشبه، وظل مستويا مثل البساط، تتدحرج فيه الكرة بكل أناقة، ولم يفطن أي أحد بعد استئناف المباراة أن أمطارا طوفانية أوقفتها حوالي نصف ساعة، بل الأكثر من ذلك أن ألمانيا فازت في المباراة بنتيجة 2-0 ولعبت بطريقة جيدة ومقنعة. فهل الله سبحانه وتعالى يكره ألمانيا؟. رود خوليت بالتأكيد لم يتحدث بهذا الكلام.
ولا يمكن أن تجد في أي قناة في العالم لها محللون عقلاء، من يربط مثلا وقوع أحداث ناتجة عن الطقس والطبيعة، بغضب الله سبحانه وتعالى، وإلا فإننا كنا سنجد مثلا في قناة من بلد مسيحي محللا يهزأ بالعالم الإسلامي ويقول بأن الله سبحانه وتعالى يغضب على المسلمين ويبتليهم في موسم الحج بموجة حر هائلة تجد معها الحجاج كبار السن يتساقطون موتى في طرقات مدينة مكة المكرمة.
رود خوليت تم التعاقد معه في بيين سبورتس كي يتحدث في الكر. وهو يعرف أن الكرة هي الكرة، وأن الدين هو الدين.
وهذا ما كان.
*كاتب صحفي