تيسير في هذه القمة لقاء بين تبون و إيمانويل ماكرون، حيث تم اللقاء بالبوس والعناق بين بلد الشهداء وبين  رئيس الدولة  التي أعدمت الشهداء.

*أحمد الدافري

هناك قصص يتم تداولها في شبكات التواصل الاجتماعي، من صنع الخيال، لا أساس لها من الصحة، حول فواجع تحدث بمناسبة عيد الأضحى.

لعل منها الخبر الكاذب الذي يتحدث عن إمرأة اشترت الخروف وتركت طفلها الصغير  يحرسه في السوق، وذهبت كي تقضي غرضا ما.

فجاء لص على دراجة نارية ثلاثية العجلات، وأخبر الطفل أن والدته قد أرسلته كي يوصل الخروف إلى البيت.

صدقه الطفل وسلمه الخروف، فلما عادت المرأة ولم تجد الخروف ضربت إبنها بقطعة حجر على رأسه ففارق الحياة.

هي حادثة حسب المنشورات التي تروجها، حدثت في مدن كثيرة.

حدثت في سوق الأربعاء، وفي وزان، وفي القنيطرة، وفي القصر الكبير..

لا يهم أين حدثت.

المهم بالنسبة إلى من يروج القصة ويتقاسمها أنها وقعت. ويجب تصديقها.

وهناك بالفعل من يصدقها.

لأن العقل البسيط، من طبعه أنه كسول، يأخذ الخبر الجاهز ويصدقه كيفما كان.

ولأنه ليس للعقل البسسط إمكانية التحقق من الخبر.

فالعقل البسيط ليس صحفيا محترفاً، أول ما يسمع خبرا خطيراً مثل هذا، يتصل بالجهات ذات المصداقية التي يمكنها أن تؤكد أو تتفي له الخبر.

المنشورات المزروعة هنا وهناك، التي تروج الأخبار الزائفة، يكون أصحابها عادة أشخاصا مرضى بالكذب، ويعيشون من أجل الكذب، ولا يشعرون بأنهم ذوو أهمية إلا إن كذبوا.

في الصورة اسفله نموذج من هؤلاء الأشخاص الكذبونين.

الأمر يتعلق بخبر في صفحة الإذاعة الجزائرية بالفرنسية.

الخبر يقول بأن الرئيس تبون سيلقي خطابًا في قمة الدول السبع G7 التي اختتمت  السبت 15 يونيو..

لكن القمة اختُتمت ولم يلق فيها تبون أي خطاب.

قمة الدول السبع نظمتها هذه السنة إيطاليا،  وهي عبارة عن منتدى تشارك فيه رسمياً سبع بلدان يُعتبر اقتصادها هو الأقوى في العالم.

هذه البلدان هي الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، كندا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا وفرنسا.

تكون الدول السبع ممثلة في قمة G7 بقادتها، وكذا برئيس لجنة الاتحاد الأوروبي ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، ويقوم البلد المنظم بتوجيه دعوات لقادة بلدان أخرى من أجل أن يحلوا ضيوفا على المنتدى، دون أن يشاركوا في النقاشات الرسمية التي يتم حولها إصدار توصيات في اختتام القمة.

هذه السنة، الرئيسة الإيطالية جورجينا ميلوني وجهت دعوات لعدد من قادة الدول، بهدف تيسير اجتماعات غير رسمية بينهم.

وهكذا، تم تيسير في هذه القمة لقاء بين تبون و إيمانويل ماكرون، حيث تم اللقاء بالبوس والعناق بين بلد الشهداء وبين  رئيس الدولة التي أعدمت الشهداء.

وقد كانت مناسبة كي يظل الرئيسان مع بعضهما طوال الوقت، واتفقا على التنسيق فيما بينهما لما فيه فائدة رئيس فرنسا في الاتتخابات التشريعية التي سيتم تنظيمها في نهاية هذا الشهر والتي يُعول على أن يشارك فيها الفرنسيون من أصل جزائري بكثافة، مع الوعد بدعم فرنسا للسيد تبون من أجل عهدة ثانية في الانتخابات الرئاسية يوم 7 سبتمبر المقبل.

غير هذا، لم يُسمح للسيد تبون بإلقاء لا خطاب ولا مولاي بّيه.

المهم هو الكذب. ولا شيء سوى الكذب.

أيها الكذبونون.

وهذا ما كان.

*كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *