على بعد يومين من عيد الأضحى المبارك، يستعد المغاربة للاحتفال بهذه السُنة في أجواء تطبعها حركية غير عادية تتجلى في انتعاش الرواج التجاري المرتبط بأضحية العيد، وبروز مهن موسمية لها علاقة بهذه المناسبة.

ويشكل اقتناء أضحية العيد بالنسبة للمغاربة في كل المدن المغربية، ومنها القنيطرة، أهم الطقوس والسمة الأساسية التي تسود هذه الأجواء غير اعتيادية المرتبطة بهذه المناسبة، حيث تلجأ الأسر إلى اقتناء أجود الأضاحي في الضيعات الفلاحية والأسواق والمحلات التجارية الكبرى، وأيضا عبر شبكة الإنترنت، ونقلها بعد ذلك باستخدام دراجات ثلاثية العجلات، أو شاحنات صغيرة أو عربات.

ورغم مظاهر الفوضى التي لم تستثني مختلف الخدمات كقطاع النقل الطرقي، والاختناق المروري بأهم  شوارع المدينة…، فإن الحركية التي تعرفها عاصمة الغرب، تسودها أجواء مليئة بحماس متفرد، حيث تستشعره وتراه أينما وليت وجهك، في كل شوارع وأزقة المدينة..

وإلى جانب بيع أضاحي العيد، تنتشر، خلال هذه المناسبة الدينية التي تغير ايقاع الحياة لدى كافة المسلمين عبر العالم، مهن موسمية مرتبطة بهذه المناسبة منها شحذ السكاكين بالطرق التقليدية، وبيع الفحم ولوازم الشي وعلف الأغنام وسط شوارع وأزقة الأحياء الشعبية.

وفضلا عن ذلك، تنشط مهن أخرى صبيحة يوم العيد، تجسدها تجمعات الشباب الذين يعملون على شيء رؤوس الأضاحي وغيرها، بالإضافة إلى تقطيع الأضاحي، وجمع جلودها وتجفيفها في إطار تقليد ضارب في القدم.

وفي هذا السياق، يرى العربي، وهو مربي أغنام بإقليم القنيطرة، أن عرض القطيع من الأغنام هذه السنة قادر على ضمان الاكتفاء الذاتي وتلبية الطلب المتزايد بشكل كاف خلال هذه الأيام المباركة.

وأكد هذا الفلاح، في تصريح صحفي، أنه قام بتربية 100 رأس من الأغنام نصفها جاهز لأضحية العيد، مشيرا إلى أنه بالرغم من بعض الصعوبات المرتبطة بارتفاع أعلاف الماشية والمصاريف البيطرية، يأمل العربي في تحقيق أرباح كافية لتغطية هذه المصاريف، إذ يعتبر أن بيع أضحية العيد يدر دخلا متواضعا مقارنة بالتكاليف التي تتطلبها تربية الماشية.

وبالنسبة لفريد، وهو أب أسرة، فإن شراء أضحية العيد ليس بالأمر الهين لأنه اضطر إلى زيارة عدد من الضيعات والمحلات التجارية الكبرى قبل العثور على الأضحية المناسبة مع مراعاة للجودة والثمن.

وفي يوم العيد، تنطلق أجواء العيد باكرا مع صلاة العيد بالمسجد، وهي سنة مؤكدة يليها ذبح الأضحية، ثم تتولى النساء بإعداد الكباب، بينما ينتظر طبخ جزء من اللحم بالمساء أو في اليوم التالي حتى يكون اللحم مناسبا للطهي.

ووفقا للخبراء، فمن الضروري ضمان نظافة البيئة والمساحات، وتنظيف أماكن الذبح، وجمع المخلفات في أكياس مغلقة جيدا وتجنب إلقائها في قنوات صرف السائل.

في الريبورتاج التالي نتعرف على قصة سعيد مع صناعة “مجامر” الشواء من اطارات “البوطات”..كواحدة من المهن الموسمية الفريدة المتربطة بمناسبة عيد الاضحى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *