بينما خرجت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي، ببلاغ تنفي فيه صلتها بـ”قبلة باريس”، وتضارب المصالح، ذكرت وسائل إعلام من فرنسا، أن الملياردير أندرو فورست قام بحجز رحلة إلى المغرب هذا الأسبوع.
و نشر موقع Africa Intelligence الصادر عن شركة موجودة في باريس، صباح يومه الثلاثاء 28 ماي 2024، خبرا تحت عنوان :المغرب. الرئيس التنفيذي لشركة التعدين الأسترالية فورتسكيو Fortescue يتوجه إلى الرباط”
وقال الموقع بأن الملياردير أندرو فورست قام بحجز رحلة إلى المغرب هذا الأسبوع لبدء مشروع الطاقة الخضراء المشترك لمجموعته Fortescue مع المكتب الشريف للفوسفاط.
وأضاف الموقع أنه من المنتظر أن يصل الملياردير الأسترالي أندرو فورست، المدير العام لمجموعة التعدين الأسترالية فورتسكيو، إلى المغرب هذا الأسبوع للقاء صناع القرار الاقتصادي المغاربة، بمن فيهم وزير الصناعة والتجارة رياض مزور.
نفي قاطع
وفي تطور جديد لما بات يعرف بـ”قبلة باريس”، خرجت ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عن صمتها، من خلال توجيه بلاغ في الموضوع إلى الرأي العام.
ونفت الوزيرة، في بلاغ لها حصلت جريدة“le12.ma” على نسخة منه، اي علاقة لها بما نشتره إحدى الصحف الاسترالية المسماة “The Australian” وتم تداوله دون التحقق من مصداقيته من طرف بعض الصفحات والمنابر الإعلامية الوطنية، وتضمنت صورة لشخصين، رجل وامرأة، مصحوبة بتعليق مفاده أن “الأمر يتعلق بوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في الحكومة المغربية ورجل أعمال أسترالي”.
وجاء في البلاغ، “تنفي ليلى بنعلي، نفيا قاطعا وجازما اي علاقة لها بالصور التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، كوزيرة مسؤولة في حكومة المملكة المغربية تدافع عن المصالح العليا للبلاد”، مؤكدة “التزامها التام بكرم الأخلاق وحسن السلوك كامرأة وأم مغربية”.
وأضاف بلاغ الوزيرة، “أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ادعاء زائف وعار من الصحة تماما”، مشيرة أن “محاولة التشهير التي طالتها من خلال المنشور المذكور، ليست الأولى باعتبارها شكل من أشكال الانتقام والاستهداف الصادرة عن تجمعات مصالح”.
وردا عن شبهة تضارب المصالح، أكدت الوزيرة أن “الصفقات العمومية وطلبات العروض في مجال الاستثمارات الطاقية التي تشرف على إسنادها المؤسسات والمنشآت العمومية الموضوعة تحت وصاية الوزارة، تخضع لضوابط وقواعد الحكامة الجيدة“.
وهددت الوزيرة، باللجوء إلى “سلوك كافة الإجراءات والمساطر القانونية المتاحة دفاعا عن مصالحها ومصالح الوزارة ضد كل من سيثبت تورطه أيا كان مركزه”.
مشروع مشترك
في التاسع من شهر أبريل الماضي، أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الرائد العالمي في تغذية النباتات والأسمدة الفوسفاطية، و“Fortescue Energy”، التابعة للشركة الرائدة عالميا في مجال الطاقة الخضراء والمعادن والتكنولوجيا (FortescueLtd)، عن مشروع مشترك يهدف إلى تطوير الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالمغرب.
وذكرت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط و“Fortescue”، في بلاغ مشترك، أن هذه الشراكة بنسب متساوية تهدف إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء بالمغرب وأوروبا والأسواق الدولية، مشيرتين إلى أنها تشمل أيضا التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع ومركزا للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة التي تعرف نموا متسارعا بالمغرب.
وتتحد Fortescue ومجموعة OCP، الرائدتان على التوالي في مجالي الحديد والفوسفاط، مـن أجل تحقيق أهدافهما المتعلقة بخفض الانبعاثات، وتتقاسمان رؤية مشتركة حول الدور الحاسم للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في خلق مستقبل مستدام علـى مستوى العالم.
وتسلط الاتفاقية الضوء على الرؤية المشتركة لمجموعة OCP وFortescue من أجل المساهمة في جعل المغرب مركزا لإنتاج الطاقة الخضراء وتصنيعها مع تحقيق مزايا كبيرة على المدى البعيد للمملكة.
وقدم الشريكان مخططا لأربعة مشاريع رئيسية في المغرب. ويتعلق الأمر بقدرة إنتاج متكاملة واسعة النطاق للأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وتوليد الطاقة، والتحليل الكهربائي، وتحرير الأمونياك وإنتاج الأسمدة؛ وتصنيع التكنولوجيا والتجهيزات الخضراء.
كما تشمل هذه المشاريع مركزا للبحث والتطوير والتكنولوجيا، يقع بالقرب من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية قرب مراكش، لتعزيز المشروع المشترك، والمنظومة البيئية وفاعلين آخرين، من خلال البحث في الطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر ومعالجة المعادن؛ وكذا التعاون بين صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية للمقاولات من أجل تحفيز الاستثمار في التطورات التكنولوجية الرئيسية.
وتهدف هذه الشراكة إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء لاستخدامهما على حد سواء كمصدر للطاقة الخضراء وفي تصنيع الأسمدة المحايدة من الكربون والمشخصة لتوفيرها بتكلفة مناسبة لجميع الفلاحين عبر العالم.
شراكة الإستراتيجية
ونقل البلاغ عن مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة OCP، قوله إن “شراكتنا الإستراتيجية مع Fortescue تجسد التزامنا المشترك بالسعي إلى إزالة الكربون، والدفع بتطوير المنشآت المتطورة وتوفير الطاقة المتجددة، والمنتجات والتكنولوجيا بأسعار تنافسية“.
وأكد التراب أن “ذلك يشكل خطوة رئيسية نحو تحقيق رؤيتنا المتمثلة في ضمان الأمن الغذائي العالمي ومكافحة التغيرات المناخية في الوقت نفسه“.
ومن جانبه، أكد أندرو فورست آو، الرئيس التنفيذي ومؤسس Fortescue، أنه “بشكل مشترك، ستقوم Fortescue ومجموعة OCP بإنشاء منصة رائدة وتنافسية على الصعيد العالمي للمساهمة في دعم جهود المغرب نحو التحول إلى قوة في مجال إنتاج وتصنيع الطاقة الخضراء. معا، سنصبح فاعلا أساسيا وممرا أخضر لأوروبا من وإلى حوض المحيط الأطلسي“.
وأضاف أن “المغـرب سيلعب دور فاعل رئيسي في الانتقال الطاقي العالمي نظرا لتوفره على موارد واعدة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية على مستوى العالم، بالإضافة إلى واجهتين بحريتين وقربه من قارة أوروبا والأمريكتين”، معربا عن فخره بالشراكة مع OCP، “التي نتقاسم معها التزاما طموحا بالاستثمار في الطاقات المتجددة، والمنتجات والتكنولوجيا للحد من الانبعاثات العالمية“.
متوافقان تماما
وفي هذا الصدد، أكد مارك هاتشنسون، الرئيس المدير العام لــ Energy Fortescue أن OCP وFortescue متوافقان تماما فـي طموحاتهما.
ونعتزم بالمغرب إنشاء واحدة من المقاولات الرائدة عالميا في مجال الطاقات المتجددة، والتصنيع والتكنولوجيا، وهو ما سيساهم ليس فقط في توفير سوق محلية واسعة النطاق ومتنامية للمنتجات الخضراء، بل لديها القدرة أيضا على تزويد بلدان وقارات أخرى“.
وأضاف أن “هذه لحظة متميزة بالنسبة لـ Fortescue ومجموعة OCP والمغرب حيث سنساهم في إحداث ثورة في الطريقة التي نوفر بها الطاقة لكوكبنا وتنويع الأمن الطاقي العالمي في المستقبل إلى جانب خلق الآلاف من فرص الشغل والصناعات بالمغرب“.
وستستفيد هذه المشاريع المقترحة أيضا من خبرة INNOVX، وهي منصة للمقاولة متعددة القطاعات مخصصة لتطوير المقاولات المبتكرة والمستدامة والمساهمة في إنشاء أنظمة بيئية ناشئة ذات تأثير محلي قوي.
وأوضح البلاغ أن هذا المشروع المشترك يظل خاضعا للشروط التي قد تقتضي تعليق العمل بالاتفاقية، بما في ذلك الموافقات التنظيمية.