شكل موضوع “أمراض الحساسية .. تخصص طبي أفقي”، محور المؤتمر الوطني الـ27 للجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية، المنظم يومي 24 و25 ماي الجاري بفاس.
وشكل المؤتمر، المنظم بمبادرة من الجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية، مناسبة لتسليط الضوء على الطابع الأفقي لهذا التخصص، وأهمية دور أخصائي أمراض الحساسية في مقاربته الخاصة لأمراض الحساسية، حسب العضو المصاب وسن المريض، علما أن مجالات الاختصاص المرتبطة بالحساسية عديدة ومتنوعة.
ويمثل هؤلاء الخبراء تخصصات مثل طب الأنف والأذن والحنجرة وطب العيون وطب الرئة والأمراض الجلدية والاضطرابات المناعية والعلاج المناعي لمسببات الحساسية، بالإضافة إلى حساسية الأغذية والأدوية والحشرات.
وفي كلمة في افتتاح أشغال هذا اللقاء، أفاد رئيس الجمعية المغربية للتكوين المستمر في أمراض الحساسية يونس الجودري بأن طب أمراض الحساسية يتقاسم هذه الالتقائية مع تخصصات أخرى مثل طب السرطان وهي تخصصات معترف بها على أنها قائمة بذاتها، متسائلا “لماذا لا يتم الاعتراف بعلم أمراض الحساسية كتخصص متكامل”.
وأضاف أن مهام الطبيب المختص في أمراض الحساسية تتمثل، بالخصوص، في تقييم العوامل الخارجية التي تسبب في المرض، والمعرفة المعمقة لهذه الأمراض، وكذا التكفل العلاجي، مضيفا أن هذه المقاربة التي تشمل التشخيص والمعالجة والوقاية تشكل أساس تخصص الحساسية وتميزه عن التخصصات المرتبطة بباقي الأعضاء.
وحذر الجودري من أنه “سنة 2050، سيكون 50 في المائة من سكان العالم مصابين بالحساسية، ولن تكون أي أسرة بمنآى عن هذا المرض، مؤكدا ان المغرب “ليس بمنأى عن هذا المرض حيث يعاني كل شخص من بين ثلاثة أشخاص بمرض مرتبط بالحساسية تتفاوت حدته، أي أزيد من 12 مليون شخص“
واعتبر ان أخصائيي أمراض الحساسية يحتلون مكانة مهمة في منظومة العلاجات المحلية وعلاج المرضى المصابين بالحساسية، من خلال دورهم الهام في تكوين الأطباء ومهنيي الصحة .
وأكد، في سياق متصل، أنه يتعين على هؤلاء الأخصائيين إيلاء مزيد من الاهتمام للمشاكل الأكثر تعقيدا ، معربا عن أسفه ل”عدم الاعتراف بعلم أمراض الحساسية كتخصص متكامل بالمغرب”.
وسجل أن “الحساسية لا تُدرس في المسار الأساسي لطلبة الطب، علما أن الطلب على العلاج منها يشهد ارتفاعا متزايدا”، مضيفا أنه يتعين تقديم أفضل العلاجات للمرضى الذين يحق لهم اختيار طبيب قادر على الاستجابة لتطلعاتهم.
وخلص الجودري إلى أن “طب أمراض الحساسية يشكل تخصصا متكاملا، وينبغي ان يتم الاعتراف به على هذا النحو بالمغرب، ولهذا الغرض سيواصل المهنيون معركتهم من أجل الحصول على هذا الاعتراف”.