إستكشف القرض الفلاحي للمغرب وبنك الاستثمار الأوروبي التحديات والفرص الاقتصادية التي تطرحها المخاطر المناخية للمغرب.
الرباط -le12
– قام الخبراء بتحليل معمق لآثار تغير المناخ على الفلاحة المغربية، مع تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة للقطاع المالي في المساهمة في التخفيف من هذه المخاطر.
– جمع الاجتماع بين ممثلين عن صانعي القرار وعن الفاعلين الاقتصاديين للموافقة بين جهودهم بشأن الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون، مما يدل على التزام قوي لصالح الحلول المستدامة.
الرباط- le12
نظم القرض الفلاحي للمغرب (CAM) وبنك الاستثمار الأوروبي (BEI) الخميس، لقاءا بالرباط يهدف إلى التحسيس بقضايا تغير المناخ وتعزيز حلول مستدامة للاقتصاد المغربي.
وقد شارك خبراء وصناع قرار وفاعلون في القطاع المالي في هذا اليوم الغني بالمناقشات والتفاعلات البناءة.
في المغرب، آثار تغير المناخ معترف بها على نطاق واسع.
وتؤثر حالات الجفاف المتكررة والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة وتقلب التساقطات بشكل كبير على الاقتصاد ولا سيما على القطاع الفلاحي.
ولمواجهة هذه التحديات، يورد بلاغ مشترك بين القرض الفلاحي للمغرب وبنك الاستثمار الأوروبي،
أدمجت سياسات الدولة القطاعية في المغرب التكيف مع تغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على تدبيرالمياه.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون أولوية وذلك لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الطاقات المتجددة.
يؤثر تغير المناخ أيضا على القطاع البنكي من خلال زيادة مخاطر تخلف المقترضين عن السداد.
ولذلك، فإن الإدارة السليمة لمخاطر المناخ وتفعيل استراتيجيات القدرة على التكيف مع المناخ ضروريان للتخفيف من هذه الآثار ومواكبة الاستثمار في اقتصاد مستدام.
وفي هذا السياق، يختتم هذا الحدث مشروع المساعدة التقنيةالتي منحها بنك الاستثمار الأوروبي (BEI) للقرض الفلاحي للمغرب (CAM)، وهو المشروع الذي مكن البنك من فهم أفضل لمخاطر المناخ ومواصلة تحديد فرص التمويل المستدام.
وخلال كلمته الافتتاحية، أشار محمد فيكرات، رئيس مجلس الادارة الجماعية للقرض الفلاحي للمغرب، إلى الالتزام الدائم للبنك بالتنمية المستدامة ودوره في دعم التحول الأخضر للقطاع الفلاحي.
من جانبها، عرضت ماتيلدا سيرافولو، رئيسة قسم الاقتصاد والبيئة في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، تجربة الاتحاد الأوروبي في مجال تغير المناخ وقدم أدريان دي باسومبيير، رئيس ممثلية بنك الاستثمار الأوروبي في المغرب، استراتيجية بنك الاستثمار الأوروبي للمناخ.
بعد ذلك، ناقشت كنزة خمسي، مديرة المناخ بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، التوجهات والتوقعات المستقبلية للتغير المناخيفي المغرب، فضلا عن آثارها على الاقتصاد المغربي. من جانبه، قام رياض بلاغي، الباحث في الاقتصاد الفلاحي، بتحليل تأثير المناخ على الفلاحة المغربية.
وقد شكل اللقاء منبرا لاغناء الحوار وتبادل وجهات نظر مختلف الجهات الفاعلة حول تحديات التكيف مع تغير المناخ ودور القطاع المالي في هذا السياق.
وضم خبراء مرموقين: فوزي البكاوي، مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، وآسيا بنحيدة، رئيسة لجنة التنمية المستدامة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، ويوسف فرحات، نائب مدير مديرية الميزانية ورئيس وحدة المناخ بوزارة الاقتصاد والمالية و جودفروي غروجان، مدير في المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، وإبراهيم العروي، رئيس مجموعة صناعيي قطاع تحويل البذورالزيتية.
ومكنت مداخلات الفاعلين الاقتصاديين والفلاحين والباحثين والمديريات الوزارية من مناقشة الانتظارات فيما يتعلق بتمويل الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون، وتعزيز مرونة أدوات التمويل في مواجهة مخاطر المناخ.
وقال محمد فيكرات رئيس مجلس الادارة الجماعية للقرض الفلاحي للمغرب:” لقد سررنا بجودة الشراكة مع بنك الاستثمار الأوروبي”.
وأضاف:سيسمح لنا المشروع بتعزيز نظمنا الداخلية لإدارة مخاطر المناخ وتوطيد عروضنا التمويلية للتحول الأخضر من أجل دعم زبنائنا على أكمل وجه لمواجهة التحدي الرئيسي الذي يمثله تغير المناخ بالنسبة لبلدنا”.
من جهته صرح أدريان دي باسومبيير، ممثل بنك الاستثمار الأوروبي في المغرب” إن الآثار الضارة لتغير المناخ واضحة بالفعل في المغرب، لا سيما من حيث تقلب مستويات هطول الأمطار وما ينتج عنها من جفاف مزمن.
وفي هذا السياق، فإن تعاوننا مع القرض الفلاحي للمغرب له أهمية خاصة، ويوضح رغبتنا المشتركة في تقييم مخاطر المناخ بشكل أفضل”. “وبصفته بنكا في الاتحاد الأوروبي وبنكا للمناخ، فإن بنك الاستثمار الأوروبي مصمم على دعم المؤسسات المالية، ومن خلالها، الشركات الصغيرة والمتوسطة لفهم هذه المخاطر بشكل أفضل وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، لتحويل التحديات إلى فرص وبالتالي تعزيز مرونة الاقتصاد المغربي.”
بنك الاستثمار الأوروبي (BEI)
لقد كان بنك الاستثمار الأوروبي والمملكة المغربية شريكين متميزين لأكثر من 40 عامًا.
ويقوم بنك الاستثمار الأوروبي بتمويل تطوير وتنفيذ المشاريع الرئيسية في القطاعات الأساسية للاقتصاد المغربي مثل دعم الأعمال والفلاحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة والنقل وحتى الطاقات المتجددة.
بنك الاستثمار الأوروبي، الذي يعتبر مساهموه من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هو مؤسسة تمويل طويل الأمدللاتحاد الأوروبي.
يهدف بنك الاستثمار الأوروبي العالمي، الفرع المتخصص لبنك الاستثمار الأوروبي، إلى زيادة تأثير الشراكات الدولية وتمويل التنمية خارج الاتحاد الأوروبي. بنك الاستثمار الأوروبي العالمي هو شريك رئيسي لاستراتيجية البوابة العالمية(Global Gateway) للاتحاد الأوروبي ويهدف إلى تعزيز شراكات أقوى وأكثر استهدافا داخل فريق أوروبا جنبا إلى جنب مع مؤسسات تمويل التنمية الأخرى والمجتمع المدني. بنك الاستثمار الأوروبي العالمي يجعل بنك الاستثمار الأوروبي أقرب إلى السكان المحليين والشركات والمؤسسات من خلال مكاتبه في جميع أنحاء العالم.
Global Gateway هي استراتيجية الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى الحد من عجز الاستثمار العالمي، وإقامة روابط ذكية ونظيفة وآمنة في مجالات التكنولوجيا الرقمية والطاقة والنقل،وتعزيز أنظمة التعليم والصحة والبحوث.
تجسد استراتيجية البوابة العالمية نهج فريق أوروبا الذي يجمع بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومؤسسات تمويل التنمية الأوروبية.
ويهدف إلى تعبئة ما يصل إلى 300 مليار يورو من الاستثمارات العامة والخاصة خلال الفترة 2021-2027، من خلال إنشاء روابط أساسية بدلا من التبعيات، وكذلك عن طريق سد فجوة الاستثمار في جميع أنحاء العالم.
القرض الفلاحي للمغرب
يعتبر القرض الفلاحي للمغرب فاعلا رئيسيا في القطاع البنكي المغربي.
منذ إنشائه، كان البنك الرائد لتمويل الفلاحة في المغرب. وبالتوازي مع أنشطته البنكية التقليدية، يشارك بقوة في الإدماج المالي للفلاحين وفي التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي. وكفاعل ملتزم بالتنمية المستدامة، فإنه يساهم في الانتقال إلى اقتصاد أكثر اخضرار وأكثر صمود.