لا يتردد الشاهد المغربي في الاعتراف بأنه خائف من عصابات كبيرة ومنظمة ودولية وليست سهلة، موضحا أن عدم خروجه بوجه مكشوف يرجع إلى خوفه على الشباب المغاربة العالقين في ميانمار.

الرباط-العربية عادل الزبيري

بعد مفاوضات طويلة، وافق مواطن مغربي على تقديم شهادته عن قصته مع وادي الموت في ميانمار.

ففي بلدة صغيرة، في وسط المغرب يعيش حسن، اسم مستعار لمواطن مغربي، في العقد الثالث من العمر، من الناجين من جحيم أحد معتقلات عصابات العملات المشفرة في وسط آسيا.

لا يتردد الشاهد المغربي في الاعتراف بأنه خائف من عصابات كبيرة ومنظمة ودولية وليست سهلة، موضحا أن عدم خروجه بوجه مكشوف يرجع إلى خوفه على الشباب المغاربة العالقين في ميانمار.

وتقدم الشاهد المغربي فور عودته إلى المغرب، بشكاية إلى السلطات المغربية.

الشاهد المغربي للعربية.نت والحدث.نت: الخاطفون يعرفونني جيداً

وتعليقا على مقطع فيديو للمواطن المغربي يوسف، الذي كشف عن وجود معتقلات لمافيا دولية في ميانمار، أوضح الشاهد أن يوسف المغربي غامر بحياته، معترفا بالشجاعة الكبيرة لهذا المواطن المغربي الذي فجر ملفا كان مسكوتا عنه سابقا.

وعن أسباب خوفه، يعترف الشاهد المغربي بأن الخاطفين السابقين في ميانمار، يتوفرون على نسخة رقمية من جواز سفره، إضافة إلى ملف لصوره الشخصية، موضحا أن المافيات مقر نشاطها الرئيسي في ميانمار، لكن نشاطها يمتد إلى كل من الكامبودج ولاوس.

وتبدأ رحلة العذاب للضحايا المغاربة الحالمين بمستقبل أفضل بفرصة عمل في تايلاند، بوقوعهم ضحايا لمغاربة آخرين يستغلون ثقة المغاربة بهم، فالشاهد المغربي أكد للعربية.نت والحدث.نت أنه لو اقترح عليه شخص آخر، غير صديقه المغربي لم يكن ليثق فيه. فالمغاربة يعملون مع شبكات ميانمار، ويصفهم الشاهد بالمجرمين، ولا يهمهم مصير الضحايا، يهمهم المال فقط.

واصطياد الشاهد المغربي تم عن طريق مغربي تعرف عليه في دولة عربية، موضحا أنه كذب عليه، وصور له الأمور بطريقة غير حقيقية، ومن أجل جره إلى شراك جحيم ميانمار، جرى اقتراح فرصة عمل مغرية ماليا في تايلاند، فتمت إضافته على مجموعة مغلقة على تطبيق اجتماعي للتواصل الاجتماعي، واللغة الإنجليزية أساس التواصل.

قبل الجحيم.. اختبارات قبول ووعود بأموال غزيرة

وخضع الضحية المغربي إلى اختبار عن بعد عبر تطبيق للتواصل الاجتماعي بالصوت وبالصورة، كما طلبت العصابة من الضحية المغربية تصوير فيديو بهاتفه المحمول باللغة الإنجليزية، يتحدث فيه عن مهاراته، وأن فرصة العمل الموعودة في شركة العملات المالية المشفرة، للقيام بمهام الترويج وجذب مستثمرين يرغبون في تدوير أموالهم في العملات المشفرة على شبكة الإنترنت.

وفي عرض العمل، تلقى الضحية المغربية، ووعد براتب مالي أساسي يتراوح ما بين 800 و1000 دولار أميركي، بالإضافة إلى نسبة أرباح على كل استقطاب للراغبين في الاستثمار المالي في العملات الرقمية، قد تصل إلى 20 ألف دولار أميركي.

وتراهن مافيا العملات الرقمية المشفرة على استقطاب ضحايا يتقنون اللغة الإنجليزية والتعامل مع الحواسيب، بحسب شهادة الضحية المغربي.

ولا تشترط المافيا في ميانمار إتقان الاشتغال في مجال العملات الرقمية، بل يجري تقديم وعود للضحايا بأنهم سيخضعون للتدريب لاحقا، بعد التحقاهم بمقرات العمال الموعودة في مملكة تايلاند.

ولم يتوقع الضحية المغربي أن يسقط ضحية لصديق عاشره لسنوات طويلة، موضحا في حديثه للعربية.نت والحدث.نت، أن أسوأ ما توقعه أن يبقى عالقا من دون تذكرة سفر للعودة إلى المغرب.

ففي تايلاند، بحسب الضحية المغربي، كان في استقباله عنصر أمني من شرطة المطار، وفي ماليزيا استقبله مواطن صيني سلمه ملفا ورقيا كاملا، مكنه من دخول قنصلية تايلاند للحصول على الفيزا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *