أصدرت غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمدينة فاس، قبل قليل من يومه الاثنين، حكمها في الملف الذي يتابعا فيها صاحبي أغنية “شر كبي أتاي”، والتي أثارت ضجة كبيرة، بين الشباب وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
وقضت هيئة الحكم وفق معطيات جريدة “le12.ma”، بمؤاخذة المتهمين من أجل ما نسب إليهما، ومعاقبة كل واحد منهما بالحبس النافذ لمدة سنتين اثنين.
وتوبع صاحبي أغنية “شر كبي أتاي”، والتي احتلت الطوندنس المغربي، على موقع رفع الفيدوهات “يوتيوب”، قبل أن يعمد على حذف الأغنية بسبب حملة التبليغات، في حالة اعتقال، بتهم تتعلق بـ”تحريض القاصرين دون الثامنة عشر على الدعارة أو البغاء والتحريض على ارتكاب جناية أو جنحة بواسطة وسيلة إلكترونية تحقق شرط العلنية، والمشاركة في ذلك”.
وكانت غرفة الجنح التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمدينة فاس، قد أرجأت الاثنين الماضي، النظر في الملف الطي يتابعا فيها صاحبي أغنية “شر كبي أتاي”، إلى غاية 29 أبريل الجاري، من أجل النطق بالحكم.
وجاء قرار الهيئة المحكمة، بعد التماس بضم الملفين المتعلقين بهذه القضية، اعتبارا لوحدة موضوع الملفين بعد أن تمت إحالة المتهمين على النيابة العامة، التي قررت متابعتهما معا في حالة اعتقال، وإعطاء مهلة لإعداد الدفاع.
كما وجهت للمتهم الثاني الذي تم إيقافه من قبل المصالح الأمنية يوم الخميس الماضي، بموجب مذكرة بحث صدرت في حقه عقب إيقاف زميله الأول، تهم تتعلق بـ”تحريض القاصرين دون الـ18 على الدعارة أو البغاء، والمشاركة”ّ.
وفقد أمرت النيابة العامة بابتدائية فاس، المتهم الثلاثيني، من أب جزائري وأم مغربية، متزوج وأب لطفل، بإيداعه سجن بوركايز، بعدما أحالته عليها، صباح، المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن فاس، قد أوقفت “الرابور”، الخميس الماضي، في إطار البحث الذي باشرته، بناء على شكايات قدمتها أطراف مختلفة، تتهمه، وزميله، الذي استدعي وتخلف عن الحضور، بالتحريض على التغرير بالقاصرات وعلى اغتصابهن.
يذكر أن الأغنية حققت انتشارا واسعا على تطبيق “تيك توك” و”الانستغرام”، وأصبحت تتردد على لسان الآلاف من الشباب الذين ساهموا في انتشارها رغم كلماتها المخلة بالحياء وطريقة أداءها.
وسبق أن خرجت منظمة “ما تقيش ولدي” عن صمتها بخصوص مجموعة من الأغاني الخادشة للحياء، وخاصة أغنية “شر كبي أتاي”، والتي يدعو أصحابها لاستغلال القاصرات جنسيا واغتصابهن، بجملة صريحة مباشرة و واضحة.
وأكدت جمعية “ماتقيش ولدي” في بلاغ لها اطلعت عليه جريدة “le12.ma“، أنه في حين أن المجتمع المدني والحقوقي وكافة المجتمع المغربي يجمع الشتات الذي تخلفه آفة البيدوفيليا ويضمد جراح معانات الضحايا و يعالج المآسي الناتجة عنها، و كذلك يكافح من أجل محاربة ظاهرة اغتصاب الاطفال و القاصرين”.
وتابعت، “وفي ظل إمكانية الاطفال الوصول إلى فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر هذه الاغاني بدون مراعات أصحابها لأخلاقيات الفن والموسيقى و أهدافه و يستعملونها لتمرير رسائل مباشرة خطيرة كالتحريض على الاستغلال الجنسي للقاصرات واغتصابهن، في الأخطر أنه يتم الاستماع لها وتنشر بكل بساطة“.
وأضافت، “لذلك فإن المنظمة تسلط الضوء على ما تتضمنه هذه الأغاني، وستقوم بجميع الاجراءات القانونية اللازمة من أجل متابعة كل من يقوم بالتحريض على استغلال الاطفال واغتصاب القاصرات عبر الاغاني؛ كما أن بعض الجمل ما هي إلا انعكاس لممارسات تطبق على أرض الواقع“.
ودعت منظمة “ماتقيش ولدي”، كل غيور على أطفال المغرب أن يقوم بالإبلاغ عن محتويات أي فيديو أو أغنية تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الطفولة او تحرض على استغلال الاطفال و القاصرين”.