جمال اسطيفي

 

هل كان لا بد أن ينظم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لقاء تواصليا مع أسرة كرة القدم الوطنية للحديث عن “وضعية كرة القدم الوطنية” بعد الإقصاء في كأس إفريقيا للأمم؟ وهل كان ضروريا، أيضا، أن يتم رسم صورة سوداوية عن الأندية وكرة القدم المغربية والتدبير وربط ذلك بإقصاء المنتخب الوطني أمام منتخب بنين، الذي لم يسبق له في تاريخ مشاركاته في “الكان” أن حقق أي فوز؟

وفي هذا الإطار لا بد أن نتساءل هل المنظومة الكروية في بنين ومدغشقر، اللذين تأهّلا إلى ربع نهائي “كان” مصر، أفضل ممّا هي عليه من المغرب!؟

هل المنظومة الكروية في الجزائر، التي فازت باللقب، أو السينغال، التي لعبت النهائي، أو حتى نيجيريا وتونس، اللذين وصلا إلى الدور نصف النهائي، أفضل من المغرب!؟

وهل ما يصرف على كل هذه المنتخبات أكثر مما يصرف على المنتخبات الوطنية المغربية؟

إن بين المغرب وكل هذه البلدان مسافة كبيرة جدا. وإذا كانت المنظومة الكروية في المغرب تحتاج إلى تجويد وشفافية أكبر واحترام للقانون، بكل أبعاده وتجلياته، فإن ربط إقصاء المنتخب الوطني أمام بنين بالمنظومة الكروية هو من باب التجني ومن باب إلباس الحق بالباطل والباطل بالحق.

لم يقص المنتخب الوطني في “الكان” لأن حكيم زياش أهدر ضربة جزاء، مثلما يحاول البعض أن يروج، ولكنه أقصي لأسباب تقنية خالصة، يتحمل فيها المدرب نصيبا من المسؤولية وتتحمل فيها الجامعة نصيبها أيضا، بما أنها اختارت، عن وعي أو دون وعي أو لأن المنتخب الوطني يراد له أن يكون كل شيء، أن تربط مصيرها وعملها بنتائج المنتخب الوطني الأول.

هناك أمور إيجابية في كرة القدم المغربية يجب تطويرها وهناك أمور سلبية يجب تفاديها، لكنْ إذا استمر التعويم وهذا الخلط المتعمّد للأوراق فإن الإصلاح الحقيقي لن يتم.

أحد أبرز سلبيات المشهد الكروي أن غالبيته العظمى ليست لها الجرأة لتطرح آراءها وتصوراتها، فالبحث يتم بكيفية حثيثة ومتسارعة عن المواقع وعما ينفع الشخص وليس المنظومة الكروية.

وقد تابعنا في الصخيرات انحطاطا في مستوى النقاش وتطبيلا يضر أكثر مما يفيد، وفي بعض الأحيان، انتحارا فكريا.

إن كلام العقلاء منزه عن العبث وإننا في حاجة إلى نقاش صريح وهادف وعقلاني وتطارح للأفكار، وليس إلى التجييش، الذي قد تكون له نتائج لحظية وانفعالية، لكنها حتما لن تخدم المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *