“هي مناسبة، لكي نتساءل حقا عن حجم المعارك التي يخوضها الحداثي اليوم في مختلف واجهات الصراع المجتمعي والثقافي؟. وهل حقا موضوع المرأة يهم الحداثي اليوم ؟“.
*عبد المطلب عميار / كاتب وسياسي
يبدو لي أن وضعية ما يسمى بـ”الصف الحداثي الديمقراطي” هي أسوء حالاً مما كانت عليه خلال العشرين سنة الماضية عند “الخطة الوطنية لادماج المرأة“، وأسوء حالا كذلك مما كانت عليه قبل وبعد دستور 2011.
وأسوء حالا مما كانت عليه منذ تدشين مسارات التناوب والمصالحة.
لذلك، فإنني مقتنع تماما بأن الشروط الموضوعية لمباشرة الاصلاح بما يخدم التحديث غير متوفرة، وأن موازين القوى مختلة، وتلعب لفائدة القوى المحافظة.
واليوم عندما يستعير البعض معجم الحروب بالقول بأن “معركة” مدونة المرأة هي بين معسكر الحداثيين، ومعسكر الاسلاميين، فإنهم بذلك يشخصون وضعا غير موجود في الأصل طالما أن موضوع إصلاح مدونة المرأة يهم الدولة – ربما– أكثر من الحداثي نفسه.
وهي مناسبة، لكي نتساءل حقا عن حجم المعارك التي يخوضها الحداثي اليوم في مختلف واجهات الصراع المجتمعي والثقافي.؟. وهل حقا موضوع المرأة يهم الحداثي اليوم ؟.
ربما كانت الدولة ستكون في وضع أفضل لو كانت مسنودة بقوى سياسية و مجتمعية حقيقية تدفع في إتجاه الإصلاح المتقدم ، لكن مجريات الوقائع، تؤكد بأن هذا الورش كما أوراش أخرى، لن يسمح بتحقيق أكثر من ” حجم” ما هو متاح .
إن الحداثي وهو يتفرج عما يجري، إنسحب إراديا من المعركة … ولحسن الحظ أنها ستحسم مرة أخرى بالتحكيم الملكي.