هيئة التحرير

 

يتواصل نشر غسيل البيت الداخلي لحزب البّاجْدة، الذي اهتزّ مؤخرا، ومنذ مدّة، وقبل سنوات… إلخ. بفضائحَ لا أول لها ولا آخر أعطتْ وتُعطي وستُعطي الدليلَ على أن “مشروع” الركوب على الإسلام السياسي للوصول إلى السلطة لا يطول، ولو نجح مؤقتا أو… خُيّل لمهندسيه أنه نجح ونجحوا.

في آخر فصول مسرحية رموز حزب “اللامبة”، التي تؤشّر المعطيات على أنها ستطول، انفجر عبد الاله بنكيران في وجه أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بعد تمرير القانون المؤطر 51.17 المتعلق بتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بدل العربية، لغة القرآن.

وقد صوّب الأمين العام السابق لحزب المصباح، في كلمة بثها على خاصية المباشر (live) في حسابه الفيسبوكي، أمس السبت، سهام انتقاده اللاذع نحو قياديي الحزب، وخاصة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، الذي اتهمه بجعل الحزب “أضحوكة الزمان”، بعد تمريرا القانون المذكور، في ظل امتناع 12 عضوا من الحزب على التصويت.

وإذا كان المغاربة قد عرفوا في بنكيران “مهرّجا” أكثرَ منه رئيسَ حكومة، بلجوئه المتكرر إلى استعمال كلمات فضفاضة وغير دالة على شيء في عالَم السياسة، بطريقته الشعبوية التي ضحك بها على “المداويخ” ليراكم الثروات ويستفيد من امتيازات ريعية .. كل ذلك، أدركه بنكيران وزيادة، اللهْ يبارك، وهو لا يتوقف عن تبرير فشل حكومته في تنزيل “الرفاه” الذي وعد به، هو و”مهندسو” خطة حزبهم للانقضاض على السلطة  مستغلا الحراك الشعبي في 2011..

إذا كان المغاربة يستحضرون هذه المعطيات وهم يتابعون “حلقات” هذه التمثيلية الإضافية بين أمينين عامين، سابق وحالي، لحزب مترنّح، فإنهم يسائلون ضمير هؤلاء (بافتراض أن لهم هذا الضمير) بعد ماذا؟ بعدما رهن المغرب لصندوق النقد الدولي سنوات قادمة وأنهك جيوب المغاربة باقتطاعات “عجائبية” من أجور فئات واسعة، موازاة مع إثقال كاهل عموم الشعب المغربي بزيادات متتالية في المواد الاستهلاكية؛ حتى بات أكثر من نصفهم يودّون الهجرة من هذه البلاد وتركها لهم يواصلون امتصاص خيراتها، مدّعين “طهرانيةً” زائفة.

في خضمّ ذلك، يتواصل “السقوط الحرّ” لحزب أجهز على حلم المغاربة بتغيير توفّرت مؤشراته ذات ربيع اغتصبه إخوانٌ شرعوا الآن في نشر غسيل بيتهم الداخلي المتفجّر أمام الملأ.

ونهمس في أذنك وفي آذان “عباقرة” حزبك، أخذا بعين الاعتبار أنك ستُتذك في جوابك عن أي سؤال بإقحام واحد من تماسيحك والعفاريت ولسنا ندري أي مخلوقات أخرى: عارْفين باللي ماشي ضرباتْك النّفسْ فعلا على هذا القانون (القانون -الإطار 51.17) الذي ينص على تعليم أبناء المغاربة المواد العلمية بالفرنسية، ما تراه ألسّي بنكيران “مسا بهوية المغاربة”، وقد علّلت ذلك بعجز فئة واسعة من الشعب المغربي عن “الدّفع” لتمكين أبنائهم في دروس إضافية لدعم وتقوية مؤهلاتهم في اللغة الفرنسية..

ونعرف أنه في كواليس هذه المسرحية سيتم تمرير القانون، لأنه لم يبق، بعدما صادق عليه المجلس الأعلى للتعليم والبرلمان، إلا عرضه على الملك ي في المجلس الوزاري كي يؤشّر عليه فيدخل حيّز التنفيذ.

ونهمس في أذنك وأذن مهندسي حزبك ومهندسي حتى هذا الفصل الجديد من “صراعك” مع البكماني.. عفوا، العثماني أننا نعرف أن هذا القانون الجديد (بعد التأشير الملكي عليه) الذي سيحكم منظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي إلى غاية 2030، يتشكل من 10 أبواب و57 مادة تحصر إحداها (وهي المادة الـ43) مجانية التعليم في التعليم الإلزامي، يْعني الابتدائي والإعدادي، ما عدا ذلك (أي التعليم الثانوي والتعليم العالي) لن يكون إلزاميا بالنسبة إلى الوزارة الوصية، ومن خلفها الدولة التي تتولّون منذ “زمان” لم يضحك بتاتاً في وجه المغاربة، بل ضحكتم فيه على ذقونهم، تسييرها.

والآن تواصلون، بهذا التنابز بالاتهامات، في إطار “اِشغلهم بالخاوي واضربهم بالعامْر”، مسرحيتكم المكشوفة، التي ستعرّي سوءتَها، لا محالة، انتخابات 2021 وتُسقط عنكم آخر الأقنعة.. كنْ هاني ألسي بنكيران، أنت و . العثماني: ستنجحون، بتمرير القانون -الإطار في حصر مهمّة الدولة في تدريس أبناء المغاربة فقط من التحضيري حتى التاسْعة (“الكارتريامْ” القديمة) وبعدها… غادي تخلّيوهوم يضبّرو لريوسهومْ أو محاينهومْ بتعبير أدقّ..

نعرف أنه في الكواليس يتم (ولا بأس في خضمّ ذلك من تدويخ عباد الله بفيديوهات الاغتصاباتات وفضايح “المشاهير” وحتى النّكرات) تعزيز “الخوصصة” (وفي رواية أخرى “الخَصخصة”) التي يواصل مهندسوها دقّ آخر المساميرر في نعش المنظومة التعليمية. فالمادة الـ45 من القانون تنص على إقرار “مبدأ المساهمة” في تمويل التعليمَين الثانوي والعالي والتعليم.. بالعربية تاعّرابتْ: إلى ميزينا يقراوْ ولادنا، إلى ما ميزيناشّ غادي يكون مصيرهم الهدر المدرسي وما غاديشّ نحلمو أنهم يفوتو الإعدادي، في أحسن “الأحوال”.. هذا هذا “الحال” التي يراد لأبنائها بتمرير هذا القانون ألسي بنكيران، نعرف ذلك!
ونعرف أن حكومتكم بهذا القانون ستضع مجانية التعليم على سكة بداية النهاية، استمرارا منها في الانصياع لإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد و”الصناديق الأخرى” وْداكشّي، التي رهنتم مصير البلاد والعباد بشروطها وإملاءاتها إلى زمان غير ضاحْك طبعا إلا على… ذقون المغاربة..
گاع هادشّي عرفناه ألسي بنكيران.. إيوا، غيرْ خلّي عْندك ديك الهضرة ديال “تحلايقيتْ”.. ماشي هادشّي عْلاش تّناخبو عْليكم الـ”مْداويخ”!… ماشي باش تْجعلوهم… أضحوكة الزّمانْ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *