المرأة في آيت أورير كسرت المحرمات إبان فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب و كانت إلى جنب أخيها الرجل في الدفاع عن  الوطن و التمرد على عائلة الكلاوي التي استوطنت المنطقة،

*محمد وأموسي كاتب صحفي

هذا العمل الرمضاني الهابط ( ولاد يزة) الذي تبثه القناة الأولى خلال شهر رمضان، بدل أن يعزز الوعي بأهمية ⁧‫تمكين المرأة‬⁩ لدى المشاهد تم تحويله إلى مادة للتنمر و السخرية منها ، إما بتصويرها ساذجة أو  متسلطة تنفس عن ضعفها في البيت.

مسلسل فارغ لا يخدم أبدًا الوعي المجتمعي، بل على العكس ينشر ثقافة التنمر و القبلية و السخرية بين المناطق المغربية.

نساء آيت أورير اللواتي تسخر منهن هذه السلسلة الرمضانية الرديئة سطرن أروع ملاحم البطولة وعزفن أجمل معزوفات الرجولة على مر تاريخ المغرب منذ الأحداث التي ارتبطت بقبيلة أيلان المصمودية القديمة أو قبيلة إمسفيوان التي حلت محلها في عهد الدولة السعدية.

المرأة في آيت أورير كسرت المحرمات إبان فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب و كانت إلى جنب أخيها الرجل في الدفاع عن الوطن و التمرد على عائلة الكلاوي التي استوطنت المنطقة، فدفعت ضريبة الدفاع عن الأرض والعرض، تحملت المشاق وتعرضت إلى السجن والاعتقال وإلى شتى أنواع التعذيب والتنكيل والاغتصاب، فكانت رمزا للنضال والتضحية.

المرأة في آيت أورير التي تضرب بها هذه السلسلة الهابطة المثل في التخلف ، كانت دوما مضرب المثل في الالتزام والبطولة من أجل الدفاع عن قيم واخلاق مجتمعها ونموذجا مشرفا في النضال والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته، واكبت مسار التعمير بعد الاستقلال واقتحمت مختلف الميادين وكانت فاعلا في مشاريع التنمية.

إذا أصبحت القنوات التلفزيونية تسمح بتمرير مثل هذا التنمر المقيت تحت يافطةالإضحاكفأي ثقافة نريد أن نغرس في مجتمعنا ؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *