واصل الهداف الطائر الدولي المغربي يوسف النصيري، رحلة الابهار، عندما حطم الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف المسجلة في الدوري الاسباني أرجل مغربية، والذي كان بحوزة مواطنه الأسطورة الراحل العربي بنمبارك.
وإستفاق النصيري اليوم الاثنين، من سبات الكان رفقة منتخب المغرب، عندما سجل هدفين، في شباك رايو فايكانو، ليصبح رصيده من الأهداف في الدوري الاسباني، 60 هدفا، متقدما على مواطنه الراحل العربي بنمبارك بهدف واحد.
وصمد الرقم القياسي للأسطورة بنمارك من الاهداف 70 عاما، قبل أن يأتي النصيري ليحطمه في ليلة للتاريخ.
وسجل بنمبارك، لفائدة ناديه الاسباني أتليتكو مدريد 59 هدفا، بينما سجل هداف إشبيلية 60 هدفا، بعدما كان قد أصبح هداف المغرب في كأس العالم. فيما يلي محطات من رحلة النصيري كما كتب عنها موقع فيفا:
هداف المغرب في كأس العالم
دخل يوسف النصيري مهاجم المغرب التاريخ مرتين خلال كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، الأولى حين سجل أمام كندا وأصبح أول لاعب مغربي يُسجل في نسختين مختلفتين من أم البطولات، والثانية حين قاد أسود الأطلس إلى نصف النهائي بهدفه في مرمى البرتغال. إنجاز لم يُحققه أي منتخب إفريقي في السابق.
النصيري رفع رصيده من الأهداف في تاريخ كأس العالم FIFA إلى ثلاثة، ومازال لديه مباراتين على الأقل، نصف النهائي والنهائي أو تحديد المركز الثالث، مما يعني أن العدد قابل للزيادة، ولكن ذلك ليس إلا محطة في رحلة بدأت منذ سنوات من رحم المعاناة وستتواصل لأخرى قادمة.
أكاديمية محمد السادس كانت البداية
اللاعب المولود في الأول من يونيو ١٩٩٧ لم ينشأ في أحد مراكز تكوين الشباب في أوروبا، بل هو إنتاج محلي خالص في المغرب، بدأ مسيرته في شوارع وحواري مدينته فاس لينضم بعدها إلى نادي المغرب الفاسي وبعدها خلال موسم ٢٠١٠-٢٠١١ إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم المختصة باكتشاف المواهب وتطويرها وتسهيل انتقالها إلى أوروبا.
كان المدرب المغربي الفرنسي ناصر لاركيت هو المشرف الفني على الأكاديمية منذ افتتحت عام ٢٠٠٩ حتى رحل عام ٢٠١٤ للعمل من جديد في فرنسا، وقد زامل النصيري خلال تواجده هناك عدد من اللاعبين أبرزهم حمزة منديل وأنس نوادر.
الرحيل إلى أوروبا
استمر النصيري في أكاديمية محمد الفاتح حتى عام ٢٠١٥، حين التقطته عيون كشافة نادي ملقا الإسباني وتعاقدوا معه بالإعارة لموسم واحد قبل أن يتحول العقد إلى انتقال نهائي الصيف التالي مقابل ١٢٥ ألف يورو. قضى اللاعب موسمه الأول مع الفريق الرديف وفي موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ صعد إلى الفريق الأول للعمل تحت قيادة المدرب ميشال نجم ريال مدريد السابق.
لعب النصيري مع ملقة ٤١ مباراة رسمية في جميع البطولات لم يُسجل فيها سوى خمسة أهداف، وقد اختار الرحيل عنه عند هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية في إسبانيا بنهاية موسم ٢٠١٧-٢٠١٨.
الخطوة الأهم .. إلى ليجانيس
انضم المهاجم الشاب إلى ليجانيس صيف ٢٠١٨ مقابل عشرة ملايين يورو، ليُصبح بذلك أغلى صفقة في تاريخ النادي وكذلك بين مواطنيه المغاربة.
البداية لم تكن جيدة أبدًا، لكن النصف الثاني من الموسم الأول شهد انقلابًا في الأحداث بإحرازه ١١ هدفًا خلال ٣٤ مباراة.
وفي الموسم الثاني لعب ١٨ مباراة في الدوري الإسباني سجل خلالها أربعة أهداف وصنع هدفين، وفي يناير كانت نهاية الرحلة مع ليجانيس.
إشبيلية .. اللعب مع الكبار
تألق النصيري الملفت وصُغر عمره دفع إشبيلية للاستثمار به، وقد دفع النادي ٢٠ مليون يورو للحصول على خدماته في يناير ٢٠٢٠.
ظفر اللاعب المغربي بأول لقب في مسيرته حين توج بنهاية موسم ٢٠١٩-٢٠٢٠ بالدوري الأوروبي وقد ساهم في الإنجاز بإحراز هدفين، ومعهما سجل أربعة أهداف في ١٨ مباراة من الدوري الإسباني.
المهاجم صاحب القدرات الرائعة داخل منطقة الجزاء، سواء على الأرض أو في الهواء، لعب حتى الآن ١٢٢ مباراة مع الفريق الأندلسي في جميع البطولات، سجل خلالها ٣٧ هدفًا وصنع ثلاثة أهداف.