جواد مكرم
فجّر حميد بنساسي، الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة في إقليم الحوز ورئيس لجنة السياحة والصناعة التقليدية في جهة مراكش -آسفي، قنبلة مدوية في وجه احمد اخشيشن، القيادي البارز في حزب”التراكتور” ورئيس الجهة المذكورة، بعدما كشف، في رسالة تاريخية، ما قال إنها “خروقات وتلاعبات في صفقات المجلس الجهوي، الذي بدأت رائحة الفساد فيه تزكم الأنوف”.
وخاطب بنساسي الرئيس اخشيشن قائلا “بعد تفكير عميق في ما جرى ويجري بالمجلس الجهوي مراكش -آسفي، وبعد أن فاتحتكم في الموضوع مرات متعددة دون جدوى، أجدني مضطرا لأن أتوجه إليكم عبر رسالة مفتوحة لأذكّركم بالعمل الشاق والمضني الذي قامت به كل بنيات الحزب في الجهة قبل وإبان انتخابات 2015، التي مكّنت حزبنا من أن يتبوأ المرتبة الأولى في مجلس جهة مراكش -آسفي”. وأضاف بنساسي، متحدثا إلى اخشيشن، من خلال رسالة خطية حصلت صحيفة “le12.ma” الإلكترونية على نسخة منها: “أذكّركم بأن الإقليم الذي أتشرف بتحمل مسؤولية أمانته الإقليمية حصل على 50% من عدد المقاعد المخصصة للإقليم في المجلس الجهوي، بما يناهز 62 ألف صوت”.
وكشف بنساسي، الملقب بـ”تراكتور الحوز”، حقيقة علاقة أحمد اخشيشن، سليل سيدي المختار، ضاحية شيشاوة، بالحصاد الانتخابي الوافر لحزب “البام” في صيف 2015، عندما قال “بينما حصلت باقي أقاليم الجهة على نتائج مشرّفة جدا، لم تساهموا في تحقيقها من قريب ولا من بعيد، فمكر الصدف وحده ما مكّنكم من ترؤس جهة بحجم جهة مراكش -آسفي”.
ومضى المسؤول الحزبي والمنتخب الجهوي قائلا “السيد الرئيس المحترم جدا، عند بداية الولاية الحالية عملنا جميعا، كمناضلين ملتزمين منضبطين جدا بقرارات حزبنا -ولو أن بعضها كانت تشكل أخطاء قاتلة- كل ما في وسعنا، وبصدق ونكران ذات، من أجل إنجاح مهمة حزبنا في تسيير هذه الجه، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والعدالة المجالية بين كل مناطق الجهة، خصوصا النائية منها وتلك التي تسجل مستويات متأخرة في سلم التنمية البشرية وفي كل البنيات والتجهيزات الأساسية في كل المجالات”.
وتجسيدا للمثل العربي القائل “شهد شاهد من أهلها”، سيقول بنساسي، مخاطبا اخشيشن “بعد تقييم أربع سنوات من تسييركم وتدبيركم، المحبط والكارثي، اتضح بما لا يدع مجالا للشك أنكم لا تجعلون من إمكانات الجهة رافعا ومحركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لما فيه مصلحة الجهة والمواطنين والوطن، بل وضعتم إمكانات الجهة لتحقيق أهداف ذاتية شخصية مصلحية ضيقة”.
وفي “قصف” حارق بـ”نيران صديقة”، واصل بنساسي مخاطبة رئيس جهة مراكش -آسفي بقوله “بل إنكم تعملون على محاربة الجماعات التي يترأسها الحزب (البام) الذي تنتمون إليه، وتعملون، عن سبق إصرار، على تدعيم الأحزاب المنافسة لأهداف أنتم تعرفونها جيدا، بل لهدف واحد وأوحد هو محاولة ضمان سكوتهم عن الخروقات والتلاعبات في صفقات المجلس الجهوي، الذي بدأت رائحة الفساد فيه تزكم الأنوف”.
وتساءل بنساسي “هل مفهوم النضال عندكم يتلخص في أن تدفعوا المنسق الجهوي السابق -والذي ما زال يتصرف كمنسق جهوي خارج القانون- في اجتماعكم الأخير، ليصف المناضلين والبرلمانيين وأعضاء منظمتي الشباب والنساء وأعضاء المجلس الوطني ورؤساء الجماعات والمنتخبين بالشرذمة ويتهمهم بالانتهازية والوصولية؟!”..
وأردف المتحدث ذاته “حقيقةً، ألتمس العذر لهذا الشخص، لأن مستواه الثقافي لا يسعفه لمعرفة حمولة هذه المفردات، أما أنتم فأنا آسف: لن نلتمس لكم عذرا السيد الرئيس”.
وختم حميد بنساسي، الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة في إقليم الحوز ورئيس لجنة السياحة والصناعة التقليدية في جهة مراكش -آسفي،رسالته بقوله لأحمد اخشيشن، القيادي البارز في حزب “البام” ورئيس جهة مراكش-آسفي: “السيد الرئيس المحترم جدا، أتمنى من كل قلبي، باسم المناضلات والمناضلين في إقليم الحوز، أن تعمل خلال ما تبقى من عمر هذه الولاية على تدارك ما فات وتصلح الأخطاء القاتلة التي ارتكبتَ في حق أغلب الجماعات الترابية في الجهة وأن تفكّ الارتباط المشبوه بمسيلمة الكذاب (في إشارة الى العبدي) الذي يسيء إليك وإلى المجلس الجهوي وإلى حزب الأصالة والمعاصرة”.