يبدو أن لعنة ظلم المدرب الوطني السابق الحسين عموتة، وإقالته بطريقة مهينة من طرف الوداد، لا تزال تلاحق مكتب الرئيس سعيد الناصيري.
فبعد تعاقد الوداد المدرب المغربي عادل رمزي، الذي راهن عليه الجميع بأن يكون نسخة من وليد الركراكي، أو الحسين عموتة، ضحى مكتب الناصري بهذا الطموح في أولى الكبوات التي تعرض لها النادي، وسارع إلى إعلان طلاق من جانب واحد مع رمزي.
لم يكن البديل سوى شيخ المدربين العرب، التونسي فوزي البنزرتي، رجل في الثمانينات من العمر، أو يطل عليها، لقيادة فريق مرجعي بلاعبين من شباب.
قبل التعاقد مع المغربي الرمزي، كان الوداد قد تعاقد ا لمدرب البلجيكي سفين فاندنبروك، قبل فسخ العقد.
وتفيد معطيات جريدة le12.ma، أن إقالة عموتة من تدريب الوداد في نونبر الماضي، قرار خاطئ، يتحمل مسؤوليته ومسؤولية نتائج الرئيس سعيد الناصيري.
وكان المدرب البلجيكي، سفن فاندنبروك، قد حل على رأس الجهاز الفني للفريق بدلا من الإسباني، خوان كارلوس غاريدو.
واستمرت حقبة غاريدو الثانية مع الفريق البيضاوي نحو عشرة أسابيع فقط، إذ تمت إقالته بسبب تراجع مستوى الفريق ونتائجه في المباريات الأخيرة.
ويعد البلجيكي رابع مدرب لفريق “وداد الأمة” الموسم الماضي، بعد الحسن عموتة والتونسي المهدي النفطي وغاريدو الذي تم فسخ التعاقد معه مباشرة بعد التعادل المخيب للفريق مع ضيفه الجيش الملكي 1-1 في القمة الكلاسيكية للدوري المغربي وبالتالي بقي الفريق العسكري متصدراً للبطولة بفارق نقطة واحدة عن الوداد حامل اللقب.
وفشل المدربيون الأجانب الذين تعاقبوا على الوداد في تحقيق النتائج التي يتطلع إليها الجمهور، لابل لم يتكمنوا في الحفاظ على مكتسبات النادي على عهد المدرب المغربي الحسين عموتة.
وكان رئيس الوداد الرياضي سعيد الناصيري، قد اعلن في غشت 2022 رسميًا التعاقد مع الإطار الوطني حسين عموتة مدربا للفريق الأول لكرة القدم.
وسبق لحسين عموتة قيادة الفريق الأول لكرة القدم، خلال موسم عرف التتويج بلقبي دوري أبطال إفريقيا والبطولة الوطنية الاحترافية.
وكان الحسين عموتة، قد دخل في عام 2017 رفقة الوداد البيضاوي التاريخ من أوسع أبوابه بعدما قاد فريقه للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بتخطيه السبت عقبة الأهلي المصري في المباراة النهائية للبطولة.
وبذلك يكون عموتة (56 عاما) أول مدرب مغربي يفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، حيث إن جميع الألقاب بالبطولة القارية التي توّجت بها الفرق المغربية كانت عبر مدربين أجانب. بذلك، نجح عموتة في تشكيل الاستثناء في تاريخ الكرة المغربية.
وانطلقت بداية عموتة التدريبية مع فريق اتحاد الخميسات المغربي عام 2004، وهو الفريق نفسه الذي بدأ معه مشواره لاعبا، كما استطاع أن يحقق نتائج إيجابية خاصة في موسم 2007-2008 عندما قاد الفريق لوصافة الدوري المغربي والتأهل لدوري أبطال أفريقيا في إنجاز غير مسبوق.
وفي الموسم التالي، قاد عموتة الفتح الرباطي للوصول إلى نهائي كأس العرش المغربي قبل الخسارة في المباراة النهائية أمام الجيش الملكي بركلات الترجيح.
وفي موسم 2009-2010 نجح عموتة في التتويج بأولى بطولاته بعدما حقق لقب كأس العرش المغربي على حساب المغرب الفاسي.
وعلى الصعيد الأفريقي، حقق لقب كأس الكونفدرالية بعد الفوز على النادي الرياضي الصفاقسي التونسي (3-2) في مباراة الإياب بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي.
بعدها انتقل عموتة للتدريب في الخليج، وعمل في نادي السد القطري عام 2011 ونجح في قيادته للتتويج بلقب الدوري موسم 2012-2013 بعد غياب خمس سنوات، إضافة إلى لقب كأس أمير دولة قطر.
وعاد من قطر إلى المغرب لتولي مسؤولية تدريب الوداد البيضاوي وقاده للتتويج بلقب دوري أبطال الموسم الحالي.
وبذلك توّج عموتة بلقب كأس العرش المغربي وكأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية) ودوري أبطال أفريقيا ولقب الدوري القطري وكأس أمير قطر.