أنهى إبراهيم الشرادي عمل 34 عاما في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليتفرغ الباحث المغربي منذ عام 2020 لابتكار تطبيق ذكي يمكن المكفوفين من القراءة والكتابة بتلقائية تامة.
سخّر الشرادي مهاراته التي خدم بها الوكالة الذرية لعقود كمتخصص في ابتكار أجهزة التفتيش التي يعتمدها المفتشون في حملاتهم الدولية ليخرج للنور اختراته الذكي الخاص الذي أطلق عليه اسم كينوا.
ويقول الشرادي “في عام 2020 تقاعدت من عملي وتفرغت في العمل على تطبيق “كينوا” لمساعدة المكفوفين على القراءة والكتابة بكيفية سهلة، وبهذا التطبيق يمكن للمكفوفين أن يكتبوا بنقرات على الطاولة ويقرأوا بالدبدبة على الأصابع بأي لغة، عربية أو فرنسية، أي لغة كانت”.
وحصل التطبيق على براءات اختراع أوروبية وأمريكية عدة لقدرته على تحويل أحرف النصوص الرقمية إلى اهتزازات تنتجها حلقات الهاتف المحمول تفسر للمستخدمين المكفوفين ما كُتب نصا، وتعينهم على كتابة نصوصهم بأنفسهم.
وأضاف الشرادي أن “التطبيق يساعد المكفوف على أن يسمع تفسيرا ما فيكتبه بكيفية سريعة، كملاحظة على ما سمعه خلال الدرس مثلا، فتطبيق كينوا يعمل بالآلية ذاتها التي تحدث عند نطق كلمة بشكل تلقائي، الأمر ذاته مع كينوا.. فالأصابع تتحرك وتطرق على الطاولة بكيفية تلقائية”.
وينتج المستخدم لهذا التطبيق أيضا أحرفا ورموزا وأوامر، دون الحاجة إلى لوحة مفاتيح، وذلك بالنقر على سطح صلب، ليتيح جهاز كينوا الوصول الفوري إلى أي كتاب أو وثيقة في شكل رقمي.
وأوضح الشرادي الحاصل على شهادة الدكتوراة في الفيزياء والرياضيات من فرنسا أن تطبيقه عبارة عن خمسة خواتم تتصل بتقنية البلوتوث مع التطبيق الذي يعمل في الهاتف الذكي، والنص الإلكتروني يقرأه التطبيق حرفا بحرف ويترجمه على شكل ذبذبات تشعر بها الأصابع.
ويقول أيضا إن “ضربات الأصابع الطويلة ترسل إشارات عبر البلوتوث إلى التطبيق الذي يترجمها إلى حروف وكلمات ورموز تمكن المستخدم المكفوف من الكتابة”.
ويطمح المخترع المغربي من خلال هذا التطبيق إلى أن يكون المغرب رائدا في طريقة التعلم المبتكرة هذه قبل تعميمها على جميع أنحاء العالم، ويعمل حاليا على تطوير التطبيق بالتعاون مع السلطات المغربية، لا سيما وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والمنظمة العلوية لتشجيع المكفوفين في المغرب.
كما يهدف الشرادي إلى إنشاء فصول تجريبية في المملكة بغية دمج طريقة كينوا في نظام التعليم التقليدي للمكفوفين، ما يمكِّنهم على المدى المتوسط والطويل، من متابعة منهج دراسي متكامل من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة وفي نفس الفصول وقاعات المحاضرات مع أطفال المدارس والطلاب الذين لا يعانون إعاقات بصرية.