مع إقتراب موعد حسم الكاف في فوز الحارس الدولي ياسين بونو بالكرة الذهبية لكرة ظهرت على مستوى النقاش الكروي، قراءات المفاضلة بين بادو الزاكي، وياسين بونو، حول من هو أسطورة حراس المغرب على مدى التاريخ.
وفي هذا الصدد، أشعل الدولي المغربي السابق وعميد الوداد سابقا، رضوان العلالي، مواقع التواصل الاجتماعي، عندما قال في برنامج رياضي لفائدة قناة تيفي، إن ياسين بونو يبقى الحارس الأول في تاريخ كرة القدم الوطنية، وليس بادو الزاكي، الذي أقام له نادي مايوركا الاسباني تمثالا في المدينة.
وأوضح، العلالي، أن الأرقام والاحصائيات، تلغي العاطفة في الحسم في المفاضلة بين العملاقين، بادو الزاكي وياسين بونو.
وأكد العلالي، أن بونو المرشح فوق العادة للظفر بالكرة الذهبية الافريقية، وثالث حراس العالم وصاحب الصف الثالث عشر كأفضل لاعب خلال سنة 2022، وفق فرانس فوتبول، يبقى على رأس حراس المرمى في المغرب على مر التاريخ، يليه، الأسطورة بادو الزاكي.
في الورقة التالية نقف عند المسار الأسطوري لكل من الحارسين، كما رسم ذلك موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي سبق أن نشر تقريرًا يرصد قصة صعود نجم الكرة المغربية ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية السابق الذي انتقل مؤخرًا إلى الهلال السعودي.
وعلى غرار بورتريه الزاكي، سرد التقرير مراحل انتقالات بونو بين الأندية المختلفة، المحلية والأوروبية، وقال إنها “قصة حارس ضحى بكل شيء قبل سنوات من أجل تحقيق حلم اللعب في أوروبا، والتحول إلى واحد من أفضل الحراس العرب والأفارقة في التاريخ”.
*أشرف الحاج LE12.MA+ موقع فيفا
قصة حارس ضحى بكل شيء ليصبح من أفضل الحراس في التاريخ
بدأ بونو مسيرته مع فريق الوداد عام 1999، ليتم تصعيده إلى الفريق الأول عندما بلغ عامه الـ19، وشارك في نهائي دوري أبطال إفريقيا مع الوداد عام 2011، وبدأ اللعب بشكل منتظم مع الفريق.
كما تدرج في صفوف مختلف المنتخبات السنية للمغرب، قبل أن يخوض أول لقاء رسمي رفقة المنتخب الأول ضد منتخب بوركينا فاسو في 2013. يومها اطمأن المغاربةُ إلى أن عرينهم سيكونُ في مأمنٍ في حمى ذاك الأسدِ الذي يُسمى ياسين بونو.
وبعد ذلك أخدت رحلة بونو منعطفات حملت الكثير من المخاطر والشجاعة، حيث انتقل من الوداد مباشرة إلى الفريق الثاني لأتلتيكو مدريد الذي يلعب في الدرجة الثالثة للدوري الإسباني.
الطريق الصعب
وأضاف التقرير “ياسين اختار الطريق الصعب والرجوع إلى نقطة الصفر طمعًا في شيء أكبر، والبداية كانت معقدة جدًّا، فرصه معدومة مع الفريق الأول لأتلتيكو مدريد رغم تألقه مع الفريق الثاني، مما جعله يقوم بخطوة صعبة أخرى”.
انتقل بونو إلى سرقسطة في دوري الدرجة الثانية الإسباني، حيث أظهر نفسه للعالم بشكل مميز قبل أن ينتقل لجيرونا الذي منحه فرصة اللعب في الدرجة الأولى، وأخيرًا ظهر ياسين في مواجهة كريستيانو وميسي وأكبر نجوم العالم ويبدو أن المغامرة الكبيرة التي أخذها في طريقها إلى النجاح.
الخطوة الشجاعة الأبرز في مسيرة ياسين، كانت عندما هبط جيرونا للدرجة الثانية مع نهاية موسم 2018-2019، إذ انتقل إلى نادي إشبيلية الذي يلعب في الدرجة الأولى معارًا، ووافق على الجلوس على دكة الاحتياط.
الأسد الجائع
لكن قراره الشجاع ومثابرته آتيا أكلهما عندما أصيب الحارس الأساسي لإشبيلية فاتشليك في الفترة الحاسمة من الموسم، “وانقض بونو على فرصة العمر كالأسد الجائع”، وفقًا لتعبير الفيفا.
قدمَ ياسين مستوى مميزًا قاد به فريقه للفوز بلقب الدوري الأوروبي مع نهاية الموسم، وفرض نفسه حارسًا أساسيًّا، ولم يتوقف عن التألق حتى تحول اليوم إلى واحد من أبرز حراس المرمى في القارة العجوز، كما توج مع إشبيلية بالدوري الأوروبي من جديد العام الماضي، مساهمًا بشكل رئيسي في البطولة بالتصدي لركلات ترجيحية في المباراة النهائية.
ومع مستواه المبهر، حصل بونو على جائزة زامورا بوصفه أفضل حارس في الدوري الإسباني في موسم 2021-2022 وهو إنجاز لم يحققه أي عربي أو إفريقي.
على المستوى الدولي، واصل ياسين التألق مع المنتخب المغربي وحصل على المركز الرابع بكأس العالم في قطر 2022، وهناك أظهر للعالم معدنه خاصة في حصة ركلات الترجيح أمام إسبانيا حينما أحبط محاولات ثلة من أمهر المسددين في العالم، وقبل ذلك أبهر الجميع بأدائه المميز أمام بلجيكا ثم بعد ذلك أمام البرتغال.
بادو الزاكي .. أسطورة مايوركا والمنتخب المغربي الذي صنع تاريخًا في كأس العالم!
مشوار دولي حافل
بدأ مشوار بادو الزاكي الدولي الحقيقي مع المنتخب المغربي من خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في عام ١٩٨٠ في نيجيريا ولعب بداية من المباراة الثانية ضد الجزائر، ولم يحالف التوفيق فريقه في تلك النسخة حيث خسروا في نصف النهائي بهدف نظيف أمام نيجيريا وحصدوا المركز الثالث على حساب مصر لاحقًا.
وعلى مدار سنوات طويلة كانت مشاركة الزاكي في مباريات المنتخب المغربي تعني بالضرورة أن الفريق لن يتعرض للهزيمة، فلم يحدث ذلك إلا في مناسبات نادرة سواء أمام مصر في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية ١٩٨٦ التي توج بها الفراعنة في القاهرة أو ضد ألمانيا في كأس العالم في العام نفسه في دور الـ ١٦ وسوف نعود لذلك لاحقًا.
الزاكي يعد ضمن أكثر اللاعبين في تاريخ المنتخب المغربي مشاركة في المباريات الدولية، حيث يملك في سجله ٧٨ مباراة دولية في الفترة بين ١٩٧٩ و١٩٩٢.
كأس عالم للتاريخ
بجوار مشاركته في أربعة كؤوس أمم إفريقيا وفي أولمبياد ١٩٨٤ الصيفية في لوس أنجلوس وبجانب اختياره من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كواحد من أفضل ٢٠٠ لاعب كرة قدم داخل القارة خلال آخر ٥٠ عامًا، تعد مشاركة الزاكي في كأس العالم ١٩٨٦ في المكسيك هي اللقطة المضيئة الأكبر في مسيرته الدولية.
الزاكي كان مفاجأة البطولة حاله كحال المنتخب المغربي الذي دخل المنافسة في مجموعة صعبة للغاية تضم إنجلترا وبلجيكا وبولندا، وما كان أكثر المتفائلين وقتها لينتظر تأهل المنتخب الغربي إلا من خلال أفضل مركز ثالث في المجموعات.
لكن المفاجأة جاءت عندما نجح الزاكي في الحفاظ على شباكه أمام بولندا في المباراة الأولى في مونتييري أمام 20 ألف متفرج ثم كرر الأمر نفسه أمام منتخب إنجليزي يعج بالنجوم أمثال جلين هوديل وبراين روبسون وجاري لينيكر وستيفن هودج وغيرهم، ليتلقى هدفًا وحيدًا في ٢٧٠ دقيقة جاء أمام المنتخب البرتغالي في الجولة الثالثة بعد التقدم بثلاثة أهداف نظيفة وضمان الصعود إلى دور الـ ١٦ في صدارة مجموعة الموت، ليخرجوا بعدها أمام ألمانيا التي وصلت للنهائي لاحقًا بهدف نظيف لا يسئل عنه الحارس الكبير حقًا بعد تسديدة صاروخية من لوثر ماتيوس.
تكريم عالق في الذاكرة
طوال سنواته في صفوف ريال مايوركا لم يظهر الزاكي إلا أفضل المستويات والالتزام التام بالنص وبالمطلوب منه داخل وخارج الملعب.
في فترة وجود الزاكي في صفوف مايوركا نجح الفريق في الصعود من الدرجة الثانية وفاز الحارس المغربي بجائزة ريكاردو زامورا في الموسم نفسه لمساهمته في أكبر عدد من الشباك النظيفة التي خرج بها الفريق في الدرجة الثانية.
كما ساهم في صعود مايوركا لنهائي كأس ملك إسبانيا في عام ١٩٩١ قبل الخسارة في الأوقات الإضافية أمام أتلتيكو مدريد بهدف نظيف، وكان ذلك نهائي واحد من أصل ثلاثة صعد لهم النادي في تاريخه الممتد منذ عام ١٩١٦.
وتكريمًا على مشواره الرائع في صفوف مايوركا قام النادي في ٢٠١٩ بوضع جدارية تضم عدد من النجوم الذين تم إدخالهم إلى قائمة أساطير الفريق عبر التاريخ، وكان في مقدمتهم بادو الزاكي.
الزاكي يحتفل بعيد ميلاده الـ ٦٤ وهو يعلم الأثر الطيب الذي تركه والإرث الذي استفاد منه عدد كبير من المحترفين المغاربة في الدوريات الأوروبية، وبكل تأكيد فقد شاهد تألق ياسين بونو في قطر ٢٠٢٢™ وهو يدرك مدى تأثيره فيه وفي كافة المغاربة حول العالم بفضل ما قدمه من أداء ومستويات طوال مسيرته الاحترافية، عيد ميلاد سعيد لبادو الزاكي.
المغرب الاسطورة
سواء كان الزاكي، هو أسطورة الحراس المغاربة عبر التاريخ أو ياسين بونو، يبقى اللقب فخر لكل المغاربة بتواجد حارسين مغربيين، لم تلد العرب وافريقيا مثلهما.