يعود الفضل قبل حوالي سبع سنوات، للإعلامية إيمان أغوثان في منح الفرصة لمايسة سلامة الناجي وشامة درشول كي تتعرفا على بعضهما، لأول مرة.
كان ذلك حين وجهت إليهما الدعوة هما معا من أجل المشاركة في حلقة من برنامجها “بدون حرج” الذي كان يُبث في قناة ميدي1 تيفي.
تلك الحلقة كانت تتمحور حول موضوع تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الرأي العام.
حضرت مايسة وشامة إلى البرنامج على أساس أنهما ناشطتان في شبكات التواصل الاجتماعي، وحضرتُ أنا والدكتور عبد الرحيم العطري المتخصص في علم الاجتماع بصفتنا، زعما، لدينا رأي أكاديمي في الموضوع.
الإعلامية إيمان أغوثان، لأنها متمكنة من مهنتها، ونظرا لتكوينها العلمي في علوم الإعلام والاتصال، كانت تدبر النقاش باحترافية، وتطرح الأسئلة الدقيقة، وتوجه الحوار في الوجهة الصحيحة، رغم الإكراه الذي كانت تفرضه عليها عملية توزيع الوقت بإنصاف على كل الحاضرين الأربعة في بلاطو البرنامج.
لقد كانت لا تسمح لمتدخل بأن يأخذ وقتا أكثر من الآخر.
بعد نهاية حلقة البرنامج، كان على مايسة وشامة أن تتوجها إلى فندق في طنجة قرب محطة القطار المدينة.
اتفقت معهما أن ألتحق بهما في الفندق وأن نخرج معا كي نتجول في المدينة ليلا.
نعم.
كانت لدي رغبة في أن أتعرف عليهما أكثر.
خرجنا نحن الثلاثة، وكان الوقت ليلا.
كان وقت العشاء قد فات ومطعم الفندق كان قد أُغلق، وكانتا تريدان أن تأكلا شيئا ما.
حين خرجت مايسة سلامة من الفندق ليلا، كانت قد ارتدت ملابس أخرى مغايرة عن تلك التي حضرت بها في البرنامج.
ارتدت ملابس عادية من نوع الملابس التي ترتديها النساء المغربيات داخل البيت.
أما شامة فقد ظلت بملابسها التي حضرت فيها إلى البرنامج.
قمنا نحن الثلاثة بجولة في الكورنيش.
بدا من خلال الكلام الذي كانت تتبادله شامة مع مايسة أنهما لم يسبق لهما قط أن التقتا أو تحدثا مع بعض.
وبدتا لي من خلال طريقة حديثهما مع بعض أنهما لطيفتان وظريفتان.
تحدثنا ونحن نتجول في الكورنيش عن أمور عديدة.
ولم يكن هناك تقريبا اختلاف بيننا حول أي شيء.
كانت جولة ذات طبيعة ودية.
فيها مجاملات ورغبة في الاقتراب الإنساني.
لا شيء أكثر..
بعدها لم ألتق مرة أخرى بمايسة سلامة الناجي.
عكس السيدة شامة درشول التي بقيت علاقتي بها مستمرة من خلال التواصل عن طريق الهاتف وعن طريق الواتساب، إلى أن اكتشفت مؤخرا أنها بلوكاتني في واتساب وفي فيسبوك دون أن أعرف السبب.
إذن الإعلامية إيمان أغوثان كانت هي السبب في الجمع بين مايسة سلامة الناجي وشامة درشول، حين اختارت أن تكونا ضيفتين في حلقة برنامجها تلك التي يوجد مقطع منها في التعليق.
وبعد ذاك اللقاء تبادلتا أرقام هاتفيهما مع بعضهما في الفندق، وأصبحتا صديقتين، قبل أن تتحولا إلى ما هما عليه الآن.
الله يسمح لك لالة إيمان.
وهذا ما كان.