احتل حارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو المركز الـ 13 في ترتيب أفضل اللاعبين لعام 2023، فيما حصل الأسطورة الارجنتيني ليونيل ميسي على الرتبة الأولى.
وتقدم حارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو، على حارس منتخب الارجنتين، “إيميليانو مارتينيز” وحارس مرمى أستون فيلا، الذي حصل على المركز الـ15.
وجاء الحارس ياسين بونو، بعد الدولي المصري محمد صلاح الذي جاء في المركز الحادي عشر.
ويفتح حصول بونو على المركز الثالث عشر عالميا فرص حصد لقب أفضل حارس مرمى في العالم، والتتويج بالكرة الذهبية الافريقية برسم سنة 2023.
فكيف كانت طريق بونو نحو المجد العالمي؟.
من الوداد الى أتلتيكو
من نهائي دوري أبطال إفريقيا مع الوداد، مرورًا إلى الدرجة الثالثة في إسبانيا مع الفريق الثاني لأتلتيكو مدريد، ووصولًا إلى جائزة أفضل حارس في الدوري الإسباني، تعرف على القصة الملهمة لمسيرة حارس منتخب المغرب ياسين بونو.
لم يكُن يتخيل مغربيٌ واحد، أن ذلك الفتى الذي غادرَ فريق الوداد في عامِ بعد وصوله لنهائي دوري أبطال إفريقيا سيكون هو ذاتُ الحارس الذي سيُتوَجُ بزامورا حارس في الدوري الإسباني في موسم 2021/2022 ، وهو الذي سيقود منتخب المغرب نحو الإنجاز الأسطوري في كأس العالم قطر 2022.
لكن هذه القصة لها بدايةٌ قديمة، أقدم من ذلك بكثير.
البداية كانت في كندا، حيث هاجرت أسرة ياسين بونو إلى هناك بحثًا عن الرزق، ليُولد ياسين في مدينة مونتريال ويحصل على الجنسية الكندية، لكن أسرته عادت إلى المغربِ بعد ذلك لتبدأ قصة بونو مع كُرة القدم في الدارِ البيضاء.
بدأ بونو مسيرته مع فريق الوداد عام 1999, ليتم تصعيده إلى الفريق الأول عندما بلغ عامه الـ 19، شارك بونو في نهائي دوري أبطال إفريقيا مع الوداد عام 2011, وبدأ اللعب بشكل منتظم مع الفريق، كما تدرج في صفوف مختلف المنتخبات السنية للمغرب، قبل أن يخوض أول لقاء رسمي رفقة المنتخب الأول ضد منتخب بوركينا فاسو في 2013. يومها اطمأن المغاربةُ أن عرينهم سيكونُ في مأمنٍ في حمى ذاك الأسدِ الذي يُسمى ياسين بونو.
لكن يومًا بعينه، استيقظ فيه مشجعو الوداد على خبرِ رحيلِ حامي العرينِ الشاب.
وإلى أين؟ ـ كانت الوجهةُ مفاجئة جدًا للجميع: الفريقِ الثاني في أتلتيكو مدريد والذي يلعب في الدرجة الثالثة للدوري الإسباني.
ياسين اختار الطريق الصعب والرجوع إلى نقطة الصفر طمعًا في شيء أكبر، والبداية كانت معقدة جدًا ـ فرصه معدومة مع الفريق الأول لأتلتيكو مدريد رغم تألقه مع الفريق الثاني، ما جعله يقوم بخطوة صعبة أخرى:
انتقل بونو إلى سرقسطة في دوري الدرجة الثانية حيث أظهر نفسه للعالم بشكل مميز قبل أن ينتقل لجيرونا الذي منحه فرصة اللعب في الدرجة الأولى أخيرًا….ياسين في مواجهة كريستيانو وميسي وأكبر نجوم العالم ويبدو أن المغامرة الكبيرة التي أخذها في طريقها للنجاح.
لكن المصاعب عادت لتصادف ياسين من جديد بعد أن هبط جيرونا للدرجة الثانية مع نهاية موسم 2018/2019, فما العمل يا ترى؟ ياسين قبل تحدي اللعب كاحتياطي وانتقل معارًا لنادي إشبيلية في الصيف الموالي، ما جعله يعود إلى مقاعد الاحتياط ولا يحصل على فرص كثيرة، لكن مثابرته آتت أكلها: الحارس الأساسي لإشبيلية فاتشليك يصاب في الفترة الحاسمة من الموسم وبونو ينقض على فرصة العمر كالأسد الجائع.
قدمَ ياسين مستوى مميزًا قاد به فريقه للفوز بلقب الدوري الأوروبي مع نهاية الموسم وجعل من شاهدوه يتساءلون: كيف لهذا السد المنيع أن يقضي موسمًا كاملًا في الاحتياط؟ بونو بات منذ ذلك الحين حارس مرمى إشبيلية الأساسي ولم يتوقف عن الإبهار حتى تحول اليوم إلى واحد من أبرز حراس المرمى في القارة العجوز، لكن قصة الصعود لم تنته هنا، فياسين واصل تحدي نفسه حتى حصل على جائزةِ زامورا كأفضل حارسٍ في الدوري الإسباني في موسم 2021/2022 وهو إنجازٌ لم يسبق لأي عربيٍ أو إفريقي أن حققه، ما مكنه من مواصلة كتابة أسطورته بأحرف من ذهب.
ياسين عقب ذلك حقق ما لم يكن يخطر لا على بال ولا خاطر مع منتخب المغرب: المركز الرابع في كأس العالم FIFA قطر 2022, وهناك أظهر للعالم معدنه، خاصة في حصة ركلات الترجيح أمام إسبانيا حينما أحبط محاولات ثلة من أمهر المسددين في العالم، وقبل ذلك أبهر الجميع بأدائه المميز أمام بلجيكا ثم بعد ذلك أمام البرتغال.
ياسين بونو: مثابرتي أتت بثمارها.. ويمكنني التحدث عن كرة القدم لساعات
تحدث ياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب ونادي إشبيلية، عن العديد من الأمور على هامش تواجده في حفل الأفضل Le Meilleur FIFA pour les joueurs de football.
الحكاية استمرت، ولم يأب أن يطوي مسيرته مع إشبيلية سوى بتتويج آخر بالدوري الأوروبي لعب فيه دور البطولة مجددًا بعد أن حسم اللقب بتصدياته الخارقة ثم في ركلات الترجيح، ليؤكد للجميع أنه رقم صعب في حراسة المرمى العالمية.
اليوم، بونو هو حامي عرين الهلال السعودي، وكما فعل في كل محطاته السابقة، سيُحاول أن يكتب تاريخًا جديدا مع واحد من عمالقة الكرة العربية والآسيوية وفي دوري يعرف تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.
فرص المركز 13 عالميا
يمنح تتويج ياسين بونو بالمركز 13 عالميا في تصنيف الكرة الذهبية، الحصول على العديد من الجوائز التي لم يسبقه لها حارس مغربي أو عربي في التاريخ، لعل من أبرزها جائزة الكرة الذهبية الافريقية لأفضل لاعب في القارة برسم سنة 2023.
كما يعني تقدم حارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو، على حارس منتخب الارجنتين،”إيميليانو مارتينيز” وحارس مرمى أستون فيلا، الذي احتل المركز الـ15، أن الاسد بونو كان الأحق بالتتويج كأفضل حارس في كأس العالم 2022 فيفا قطر، التي خطفها مارتينيز