حسن العطافي

 

هذا مثل مغربي صرف لم نعد نسمع به، لكن وجدت نفسي أتذكره عندما وصل إلى علمي خبر إيقاف فوزي لقجع، رئيس الجامعة، لمدة سنة باعتباره رئيسا لنهضة بركان.

والمثير في نظري هو سبب الايقاف وليس الإيقاف في حد ذاته.. رئيس نهضة بركان والجامعة تعرّض للإيقاف بتهمة الاعتداء على حكم مباراة فريقه نهضة بركان ضد الزمالك المصري.. يعني أنه وقع في المحظور.. فالرئيس الذي ينبغي أن يكون نموذجا في ضبط النفس والتحكم في الأعصاب لم يفعل شيئا من ذلك، وبعد ماذا؟! بعد خراب مالطا، كما يقولون.. فلا نهضة بركان فازت باللقب ولا سمعة المسؤول الرياضي المغربي حافظ على سمعته، وهو يعي جيدا أن كل العيون عليه بصفته أحد رجال المرحلة في الكاف. يعني بكل بساطة، كما يقول المثل المغربي “لا ديالي بقى ولا وجهي تنقّى”..

قبل هذا، كان رئيس الجامعة صرح بالصوت والصورة و… بأنه مع التحكيم ومع النزاهة ومع احترام الروح الرياضية و… لكنْ ما أدانته به لجنة تابعة الكاف يؤكد أن كلام الليل يمحوه النهار بالفعل.

حين يقع لا عب في المحظور تُشنّ عليه الحملات ويجري إيقافه، وينطبق ذلك على المدربين وفئة من المسيرين، أما حين يكون رب البيت هو ضارب الطبل فإن الإيقاف وتقديم الاعتذار لا يكفيان…

أن يقال إن فريقا مغربيا صرف أموالا طائلة ولم يتوج باللقب فهذا مقبول.. أن يقال إن المنتخب المغربي صرف مالا كثيرا على مدرب يشتغل بالمناسبات ولم يجن سوى الخيبات، قد نقبل ذلك على مضض.. لكن يتبع هذا كله إيقاف بسبب سلوكات مشينة، فهذا لا يمكن قبوله.. وعار لا يمكن أن تغسله مياه الذباب الإعلامي والإلكتروني والخلايا النائمة و…

وحدها البراءة تجعلنا نغمض العين.. أن يكون المسؤول فعل فعلا غير مقبول بأي صفة لن نقبله، فهو أصبح رئيسا للجامعة بصفته رئيسا لنهضة بركان وإذا عوقب بهذه الصفة التي أهّلته فهذا يعني أنه، واحتراما للمنطق، المغاربة الذين تجرّعوا أكثر من مرارة ينبغي أن يفسح المجال أمام الغير..

فقدنا الأموال ولم نجن الألقاب، لكن أن نمرغ في الوحل ونُتهم، عبر مسؤول، بارتكاب أفعال عفا عنها الزمن فهذا غير مقبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *