بعد أربعة أيام على انقضاء المهلة التي حددتها إكواس لقادة انقلاب النيجر لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم الذي اعتقله حراسه في 26 يوليو إلى منصبه،  قرر قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، نشر “القوة الاحتياطية” التابعة للمنظمة لإعادة النظام الدستوري في النيجر “في أقرب وقت”، وفق ما أعلنت المنظمة ورئيس ساحل العاج الحسن واتارا.

ولم تحدد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في قمتها في أبوجا أي جدول زمني أو عديد العسكريين الذين يشكلون هذه “القوة الاحتياطية”، مع تشديدها أنها لا تزال تأمل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

لكن رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، قال، مساء الخميس، لدى عودته إلى أبيدجان، إن قادة “إيكواس” أعطوا الضوء الأخضر لبدء العملية “في أقرب وقت ممكن”.

وأشار إلى أن ساحل العاج ستساهم بـ”كتيبة” من 850 إلى 1100 عنصر، إلى جانب نيجيريا وبنين خصوصا، وأن “دولا أخرى” ستشارك أيضا في قوة التدخل.

وشدّد على أن “الانقلابيين يمكنهم أن يقرروا المغادرة صباح الغد ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم”، مردفا “نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى وظيفته”.

من جهتها، أعربت فرنسا مساء الخميس عن “دعمها الكامل لكل القرارات” التي تبنتها المنظمة الإقليمية، وجددت “إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الجارية في النيجر، وكذلك احتجاز الرئيس (محمد) بازوم وعائلته”.

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقال إن الولايات المتحدة تدعم “قيادة وجهود الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا” من أجل “العودة إلى النظام الدستوري”.

في ختام قمة “إكواس” شدد رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة على أنه يأمل “في التوصل إلى حل سلمي”، لكنه لم يستبعد استخدام القوة “كملاذ أخير”.

وعلّقت “إكواس” عضوية كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي شهدت جميعها انقلابات مؤخرا، وبالتالي لم تكن ممثلة في قمة أبوجا، كما هو الحال بالنسبة للنيجر.

لكن رؤساء أو مندوبين عن أعضاء التكتل الباقين البالغ عددهم 11 حضروا، فيما دعي، أيضاً، رئيسا بوروندي وموريتانيا.

ولوحت المنظمة باستخدام القوة لأول مرة في 30 يوليوز خلال قمتها السابقة، وأمهلت حينها الانقلابيين سبعة أيام لإعادة الرئيس بازوم تحت طائلة التدخل المسلح. لكن الإنذار لم ينفذ مع انتهاء المهلة الأحد.

وأظهر الانقلابيون مذاك تمنعا إزاء محاولات “إيكواس” للتفاوض على حلّ.

الثلاثاء، رفض قادة الانقلاب مسعى لإيفاد فريق يضم ممثلين عن “إكواس” والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى نيامي.

في الأثناء، شكل الانقلابيون في النيجر حكومة قبيل القمة الحاسمة، وسيتولى رئيس الوزراء الجديد علي الأمين زين، وهو مدني، رئاسة الحكومة المكونة من 21 مسؤولا فيما سيتسلم جنرالان من المجلس العسكري الحاكم الجديد رئاسة حقيبتي الدفاع والداخلية.

ويمثل الإعلان عن تشكيل الحكومة ترسيخاً للنظام العسكري منذ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليوز، ويظهر تحديا لقادة “إكواس”.

من جهتهما، أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وحيث تتولى السلطة حكومتان عسكريتان استولتا على السلطة عبر انقلابين، بأن أي تدخل عسكري سيمثّل “إعلان حرب” عليهما.

وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر، وهي دولة هشة تصنّف على أنها من بين الأفقر في العالم، الجدل ضمن إكواس وتحذيرات من الجزائر وروسيا.

في ما يتعلق بالرئيس المعزول محمد بازوم (63 عاما)، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه حيال وضعه، مشيرا إلى أنه وعائلته يعيشون وفق التقارير في “ظروف مؤسفة”.

وذكرت “سي إن إن” الأربعاء بأن بازوم معزول ولا يأكل غير الأرز والمعكرونة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس “لدينا قلق عميق عليه، على أسرته، على أمنه ورفاهيته”.

وأضاف “أوضحنا للقادة العسكريين أننا سنحملهم المسؤولية عن سلامته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *