“كان نجم النجوم، ومع ذلك كان يمشي بين الناس كانه ليس عسيلة ذلك اللاعب الذي مجرد ذكر اسمه كان يرهب الحراس والمدافعين..حتى بعد اعتزاله، كان يختار الجلوس بين صفوف الجماهير بعيدا عن المنصات الشرفية..” ( أحمد فرس).

*عبد العزيز بلبودالي 

هاتفني العزيز الغالي أحمد فرس أسطورة الكرة المغربية، وكان من المفروض أن أكون أنا المتصل سائلا عن أحواله وكيف يحاول تجاوز ما بعد صدمة رحيل رفيق دربه في الحياة المرحوم حسن عسيلة.. إلا أنه أبى مرة أخرى إلا أن يؤكد أن الكبير يبقى دائما كبيرا.

“لازلت لا أصدق أن حسن مات ..لم أحزن في حياتي كما حزت على رحيل أخي الحبيب حسن عسيلة.. ربنا أراده ولا مرد لقدر الله…

رحل الإنسان الخلوق المتواضع الخجول الذي يستحي حتى من ظله وخياله..

رحل النجم الكبير اللاعب الاستثنائي الذي ولد وولدت معه موهبته..خلق هكذا، لم يعلمه ولم يلقنه احد كيف يلامس الكرة ،أو كيف يراوغ أو يسدد أو يسجل. 

كما لم يعلمه أي أحد كيف يموت في حب الفريق الوطني أو كيف يموت حبا في فريقه الأم شباب المحمدية..

كان الصديق، الزميل،الأخ والتوأم، كان الوفي المخلص المستعد دوما للتنازل عن أي شيء أمام مصلحة القميص الذي يرتديه ويحمله..

مات نصفي ،وذهب جزء كبير من عمري…

عشنا عمرا وحياة ومسارا نحمل نفس الحلم ،نفس الطموح، نفس الرغبة والحماس في الدفاع عن قميص المنتخب الوطني وقميص فريق مدينتنا الحبيبة المحمدية.. لم أكن أحتاج فوق بساط الملعب ان أبحث عنه وعن تموقعه، كان قلبي ووجداني دليلي إليه..وأنا متأكد انه بدوره كان يشعر بي ويعرف أني هنا  او هناك بدون أن يحتاج إلى البحث عني..

عرفته جنديا لا يهاب الخصم والمنافس ولا يخاف صعوبة الطقس أو خشونة أرضية الملعب ولا خشونة المدافعين..

عرفته خجولا خارج الملعب، اسدا جسورا وشجاعا داخله..

في أدغال إفريقيا، في طقوسها الحارة ،في غياب الأمن وفي حضور الانقلابات والمعارك والمواجهات بالأسلحة في عدد من البلدان، كان حاضرا يقبل القميص بحب قبل ارتدائه وقبل ولوج أرضية الملعب. 

ولم أذكره منسحبا رافضا دعوة الفريق الوطني في سفرياته حتى لو كانت لإحدى تلك البلدان التي كان يجثم عليها الخطر.. بل كان حاضرا حتى وإن ألمت به الإصابة… 

اسعد أوقاته كان عندما يتوصل بدعوة الناخب الوطني وكأنها المرة الأولى التي يتم فيها دعوته، وكأنه لم يحمل من قبل القميص الوطني.

كان نجم النجوم، ومع ذلك كان يمشي بين الناس كانه ليس عسيلة ذلك اللاعب الذي مجرد ذكر اسمه كان يرهب الحراس والمدافعين.. حتى بعد اعتزاله ،كان يختار الجلوس بين صفوف الجماهير بعيدا عن المنصات الشرفية..

حزنت ولازلت حزينا على فراقه، وكيف لا أحزن و رفيق الحياة قد رحل.

لم يكن يسأل عن المقابل، ولم يكن يستعطف الامتيازات..

أتصل بك عزيزي عزيز راجيا منك أن تقول للجميع أن إسما كبيرا في كرة القدم المغربية قد رحل.. أتصل بك لتقول أن عسيلة يستحق أن يخلد اسمه في ذاكرة المغاربة جميعا…

أتصل بك لكي أقول شكرا جلالة ملكنا الغالي محمد السادس على عطفه وعلى سؤاله عن الرياضيين الحاليين والسابقين، وعلى برقيته السامية في تعزية الحبيب حسن عسيلة.

اتصل بك عزيزي عزيز لتكتب ولتقول شكرا السيد المحترم فوزي لقجع على حضورك في جنازة المرحوم وسيرك مشيا وسطنا في موكب توديع حسن عسيلة..

شكرا السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على كل ما تقدمه للكرة المغربية والتي عرفت في عهدك وتحت رعاية ملكنا محمد السادس نصره الله، كل هذا التقدم والتألق والذي كان عسيلة قيد حياته سعيدا بما تحقق لها وبما أنجز ورحل وهو مزهوا معتزا مفتخرا بما وصل إليه منتخبنا الوطني.

عزيزي حسن عسيلة.. شكرا على أنك كنت كل حياتك حسن عسيلة..

منذ عرفتك لأول مرة وكنت جد سعيد بها، إلى ٱخر مرة تنفست فيها هواء الحياة وكنت فيها أنا صديقك ورفيقك في حزن ليس  لي قدرة على تحمله ولكن عندنا الله سبحانه وتعالى القادر على أن يلاقينا في حياة قادمة.. في جنة الخلد يا رب !!!”.

*كاتب /صحفي رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *