استعرض رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال أشغال الدورة الثانية لقمة روسيا-إفريقيا اليوم، محددات تعاطي المملكة مع الأزمات الدولية المتزايدة، مؤكدا على أنها تقوم على المبادئ التالية: أولا، احترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة؛ ثانيا، احترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة؛ ثالثا، التشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة.

وفي كلمته خلال أشغال الجلسة العامة الرئيسة للقمة المنعقدة في مدينة سان بيترسبورغ الروسية، أبرز أخنوش، أنه بالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، فإن المملكة تؤمن بالحاجة إلى تـكثـيف الجهود وتـشجيع التعاون الدولي والإقلـيمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يـمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة.

وشدد رئيس الحكومة، أن الملك محمد السادس الذي يمثله في هذه القمة، كان سباقا إلى التـنبيه إلى ضرورة تغيـير زاوية التعامل مع القارة الافريقية من طرف شركائها التـقليديـين، حيث عبر عن ذلك عدة مرات، وخاصة في خطابه الذي ألـقاه جلالته في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، بقوله “فـقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقـدر ما تحتاج لشراكات ذات نـفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية”.

وأعرب أخنوش، الذي يرأس وفدا مكونا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وسفير المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة، على التزام المغرب الدائـم بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا، معربا عن تـطلع المملكة “لأن تـمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتـكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبـفتح آفاق أوسع أمام مستـقبـل العلاقات الأفريقية الروسية”.

يشار أن أشغال القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي روسيا- إفريقيا، التي تنعقد بعد الأولى في سوتشي سنة 2019، انطلقت أمس الخميس بحضور قادة دول وحكومات ووزراء 49 بلدا إفريقيا وتختتم اليو، ويضم جدول أعمالها أزيد من 50 جلسة ومائدة مستديرة، بمواضيع متنوعة تهم بالأساس الطاقة والسيادة الغذائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *