جمال اسطيفي

 

في كرة القدم لا يكفي أن تكون مرشحا على الورق لتفوز ولا يكفي أن تفوز في مبارياتك الثلاث الأولى في دور المجموعات لتواصل حضورك.

الإقصاء المفاجئ والمر للمنتخب الوطني أمام بنين دليل آخر على أنه ليست هناك مباراة سهلة وأن ما تقدمه من أداء وجهد بدني وتكتيكي وحضور ذهني هو الذي يمكن أن يجعل المباراة سهلة، وليس الترشيحات على الورق أو التصريحات لوسائل الإعلام.

الإقصاء أمام بنين كارثة بكل المقاييس، لأنه لا قياس مع وجود الفارق، لقد فعل المنتخب الوطني كل شيء ليقصى في هذه المباراة، وهذه المباراة هي استمرار لسلسة طويلة من المباريات التي تبدو نظريا في المتناول، لكن المنتخب الوطني يتعثر فيها أو يواجه صعوبات كبيرة..

إنها استمرارية لمواجهة ليبيا في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017، ثم مواجهة الكونغو الديمقراطية في نهائيات الغابون، ومواجهتي مالاوي وجزر القمر في تصفيات كأس إفريقيا 2019، وإيران في كأس العالم 2018 في روسيا وناميبيا في نهائيات مصر..

لم يكن هناك حضور ذهني للمنتخب الوطني في هذه المباراة، وقد تابعنا حالة الشتات التي عانت منها المجموعة أثناء تنفيذ الضربات الترجيحية. كما أن الحلول التكتيكية الناجعة غابت، رغم أن طريقة لعب المنافس محفوظة، ورغم أنه أكمل المباراة بعشرة لاعبين وكان يدافع بطريقة تقليدية جدا..

في كرة القدم أسوأ ما يمكن أن يعيشه لاعب أو مدرب أو مسؤول هو أن يضع المباراة في الجيب ويظن أن الحل سيأتي.. وهذا ما عاشته المجموعة، التي لم تتهيأ ذهنيا وتكتيكيا للمباراة، علاوة على أن الحلول البديلة لم تكن ممكنة، في ظل وجود قلب هجوم واحد في التشكيلة وهو يوسف النصيري، وإصابة خالد بوطيب وعدم استبدال عبد الرزاق حمد الله بمهاجم ثالث..

لقد آمن هيرفي رونار بمجموعته ودافع عنها حتى الرمق الأخير، ما دفعه إلى تقديم تنازلات في اختياراته لصالح المجموعة، لكن هذا الخيار قد يقودك، أحيانا، إلى الهاوية..

التصريحات التي أدلى بها رئيس الجامعة بعد الدور الأول لمختلف وسائل الإعلام، والتي ظل يتحدث فيها عن أن المنتخب الوطني سيبلغ النهائي لم تكن مسؤولة أيضا، لأن الألقاب لا تُربح بالتصريحات فهناك مباريات وأدوار ومسلسل طويل إذا أردت أن تكون بطلا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *