هناك جديد يعزز الفكرة التي كنت قد طرحتها في وقت سابق بشأن “الباقة الثلاثية“، والتي تتكون من صحيفة إليكترونية وأخرى ورقية، وإذاعة محلية في المدينة التي تصدر منها الصحيفة.

الجديد جاء من “مؤسسة نيمان للصحافة” في جامعة هارفارد، التي خلصت عبر بحث ميداني موسع إلى أن الإذاعة المحلية هي الحل المتاح للعناية بالأخبار المحلية أي أخبار المدينة وليس أخبار البلد.

هناك مشكلتان تواجه هذا الحل، كما تفيد الدراسة، الأولى ارتفاع تكلفة البث عبر موجة “إف إم”، والأشكال الآخر مسألة توسيع طاقم قاعة التحرير (الديسك) وفريق المحررين الذين يناط بهم التغطيات الميدانية.

الإذاعات المحلية لديها مشكلة في التوظيف. تتمتع بعض المحطات الإذاعية بإمكانات معقولة، لكن ليس وارداً في توجهها العناية بالأخبار المحلية .

تفيد الدراسة أن مشكلة الأخبار المحلية أكثر تعقيداً من مشكلة إغلاق الصحف الورقية المحلية وتقليص طاقم الصحافيين.

بل هي أيضاً أزمة ديمقراطية، من ذلك كما تقول الدراسة “عرفت المجتمعات المحلية التي فقدت صحيفتها الأكثر رواجاً انخفاضاً في معدلات التصويت أي عزوف الناخبين، وتقلص الشعور بالتضامن بين أفراد المجتمع، وتراجع الوعي، والاهتمام بالشؤون المحلية“.

في سياق آخر يجب الحرص على التكوين الملائم للصحافيين الذين يمكن أن يعملوا في الإذاعات المحلية، ويشمل ذلك بالدرجة الأولى تعليمهم كيفية صياغة الأخبار التي يمكن أن تكون ملاءمة للصحيفة الإليكترونية أو الورقية أو نشرات الأخبار والموجز الإخباري في الإذاعة المحلية. كذلك كيفية إعداد البرامج الإذاعية التي تناقش مشاغل الناس ومشاكلهم في المدينة.

رأيي أن الإذاعة المحلية يفترض أن يكون همها الأساسي بث الأخبار المحلية، ليس ذلك فقط بل تقديم برامج خدمات تهم سكان المدينة التي تبث منها، على سبيل المثال أحد المطاعم يقدم وجبات منخفضة الثمن خلال بعض أيام الأسبوع، أو عناوين صيدليات تقدم خدماتها بعد مواعيد إغلاق الصيدليات، أو معلومات بشأن وسائل النقل داخل المدينة. بهذه الكيفية يمكن القول باطمئنان أن الإذاعة المحلية  ستساهم في سد فجوة الأخبار لسكان المدينة.

 توجد في أميركا إذاعات محلية في كل ولاية وتصل إلى 98 بالمائة من المنازل، بما في ذلك تلك الموجودة في “صحاري الأخبار” أي المدن التي لا توجد بها صحف يومية.

يمكن أن يعمل في الإذاعات المحلية محررون بدوام جزئي ومحررون متدربون وأشخاص لهم تخصصات متميزة يساهمون بانتظام في نشرات الأخبار والبرامج.

ثمة مسألة ربما تمثل تحدياً للإذاعات المحلية في مناطق نائية تسود فيها لهجات محلية، لكن هناك عدة طرق للتغلب على هذا الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *