“إن تحركات الجيش الجزائري على الحدود الشرقية مع المغرب قد سبقتها مناورات عسكرية بالذخيرة الحية وحشد قوات على الحدود. هي إشارات جد معبرة عن إمكانية شن حـ.ـرب في وقت قد تكون بسبب إرسال صواريخ أو القيام بهجوم بواسطة درون”. شقير.

الرباط -جريدة le12.ma

يبدو أن الحشد العسكري الجزائري قبالة الحدود مع المغرب و إطلاق مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وتلويح رموز العصابة الحاكمة في الجزائر عن طريق صنيعتها البوليساريو بالحرب، عوامل من بين أخرى تثير قلق دعاة السلام من مغبة تحول فرضية حماقة شن عدوان جزائري على المغرب إلى حقيقة. 

العدوان المحتمل 

للتعليق على هذا الموضوع، يقول محمد شقير الخبير في الشأن العسكري، في تصريح لجريدة le12.ma، «تراجع النفوذ الفرنسي في عدة دول افريقية خاصة لدول الساحل لصالح قوى أجنبية أخرى كروسيا والصين والولايات المتحدة كما ان التوتر السياسي الصامت بين المغرب وفرنسا خاصة بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء وايران تحالف امريكي اسرائيلي مغربي يجعل لفرنسا تتخوف على مصالحها بالمغرب وترجع نفوذها بشمال إفريقيا بالإضافة إلى ميل ماكرو منذ صعوده إلى الرئاسة للجانب الجزائري يمكن أن يؤدي إلى توجيه النظام الجزائري لإشعال الحرب على الحدود يمكن فرنسا من التدخل بين الجانبين واستعادة نفوذها في المنطقة”.

وأضاف، “أن الازمة الداخلية التي يعيشها النظام الجزائري نتيجة الوضع في القبائل وكذا تفادي اشتعال الحراك الذي أجهض في إطار تداعيات كورونا قد يدفع النظام إلى اختلاق أي مناوشات على الحدود بين البلدين بعد قطع العلاقات الدبلوماسية وتصريح تبون لقناة الجزيرة بأن العلاقات قد بلغت حد القطيعة قد يعكس الرغبة في التحضير لحرب مع المغرب بهدف إلهاء  الرأي العام الداخلي والتنفيس عن التوتر السياسي الداخلي”.

الدول العظمى 

وتابع الدكتور شقير ، “ان تحركات الجيش الجزائري على الحدود الشرقية مع المغرب قد سبقتها مناورات عسكرية بالذخيرة الحية وحشد قوات على الحدود. هي إشارات جد معبرة عن إمكانية شن حرب في وقت قد تكون بسبب إرسال صواريخ أو القيام بهجوم بواسطة درون”.

وخلص الدكتور محمد شقير الى القول، بأن “هناك احتمال جد قوي لحرب محتملة وإن كانت القوى العظمى كالولايات المتحدة أو اوربا لا تحبذ أي حرب بالمنطقة خاصة في إطار تداعيات الحرب الروسية الأكرانية واشتعال الحرب بالسودان  وتدهور الوضع في كل من تونس وليبيا الشيء الذي يزيد من عدم استقرار المنطقة ويساهم في تمدد تهديدات التنظيمات الإرهابية التي ترابض في منطقة الساحل”.

جيش على الحدود

وفي مطلع شهر يونيو المنصرم، كتب  موقع “مغرب انتلجنس”، أن رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، شرع في تعزيز غير مسبوق لعناصر الجيش المنتشرة بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية.

ذات المصدر، أشار في تقريره، إلى أنه قد تم إرسال عدد أكبر من القوات وأفضل تجهيزًا من عدة مناطق جزائرية أخرى ليتم نشرها على وجه الخصوص في محيط “حماغير”، الواقعة على بعد أكثر من 110 كيلومترات جنوب غرب بشار وليست بعيدة عن الحدود المغربية.

وإعتبر الموقع أن هذا الانتشار الواسع الجديد للقوات العسكرية الجزائرية، غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه تمت دراسته وشرحه والمصادقة عليه من قبل القيادة العسكرية العليا للجيش الجزائري وكذلك من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أثناء اجتمع ضد كبار المسؤولين العسكريين فقط، الذي عقد في 1 يونيو.

ووفق المصدر ذاته، فقد قدم خلال هذا الاجتماع الحساس للغاية، سعيد شنقريحة لعبد المجيد تبون، خطة عمل تتوقع مخاطر عالية جدا للتوقف العسكري مع الجار المغربي اعتبارا من سبتمبر المقبل.

ويفسر شنقريحة هذا الخطر بتسريع العمليات العسكرية المغربية التي تنفذ ضد مليشيات جبهة البوليساريو وراء “جدار الرمال” الذي يفصل الجزء المغربي من الصحراء عن المنطقة العازلة بين المغرب والجزائر. 

مقبرة  العصابة 

ما ذهب إليه موقع “مغرب انتلجنس” حول الحشد العسكري الجزائري قبالة الحدود مع المغرب، فسره الزميل محمد سليكي المحلل السياسي ورئيس التحرير لجريدة le12.ma بكونه قد يكون يتعلق بالإعداد لمناورات عسكرية بالذخيرة الحية قام بها الجيش الجزائري المنهك المعنويات، قبل أيام تحت أنظار شنكريحة وتبون الذي طالب من روسيا الدعم.

مناورات وفق الزميل سليكي جاءت من أجل إلهاء الداخل الجزائري بخصوص عدو وهمي، والتخلص من خردة سلاح متجاوز كلف الجزائر ملايير الدولارات على حساب تجويع وتفقير الشعب الجزائري. 

ويعتقد الزميل سليكي، أن فرضية قيام حرب بين المغرب والجزائر، وإن كانت قائمة فهي مستبعدة الوقوع، لعدة إعتبارات، جيوسياسية، وكذا عدم جاهزية الجزائر وجيشها للدخول في حرب مع المغرب ستنتهي بإنهيار نظام العصابة في الجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *