قال الإعلامي هشام غرفاوي، رئيس تحرير القسم الرياضي بالقناة الثانية، إن البرنامج الرياضي الجديد “ريبلاي” أعاد الإعتبار للمادة الرياضية في القناة.
وأضاف أن البرنامج جاء في توقيت مهم يكمن في الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم في قطر.
وأوضح غرفاوي في حوار مع جريدة le12.ma أن “ريبلاي”، بفضل طاقمه الإعلامي المهني الشاب، يسعى إلى تقديم كل ما يهم الرياضة الوطنية بشكل مهني ومتميز خدمة لمشاهدي القناة ودينامية الحركية الرياضية في المملكة.
حوار: محمد بنعيسى
الزميل غرفاوي، حدثنا أولا عن كيف جاءت فكرة برنامج “ريبلاي” الرياضي بعدما شهدت قناة دوزيم غياب برنامج رياضي متخصص طيلة سنوات؟
البرنامج هو نتاج طموح شابات وشباب صحفيي القسم الرياضي. إنه طموح في إعطاء توهج للمادة الرياضية في شبكة القناة الثانية عبر موعد رياضي أسبوعي جامع وشامل لأهم مستجدات الخبر الرياضي وبزوايا معالجة مختلفة عن السائد.
اشتغلنا منذ البداية، بشكل جماعي، على فكرة البرنامج، وعقدنا اجتماعات داخل إطار القسم الرياضي.
أولا، تلقينا كل الإقتراحات حول مواد البرنامج، وناقشناها بكل مهنية مع الزملاء، وصولا إلى التوافق حول أحسنها جودة وأكثرها قيمة مهنية مضافة للبرنامج، قبل أن نرفع ما جادت به قريحتنا إلى إطار آخر لإغناء النقاش حول هذا المولود الجديد.
هنا، أيضا، تلقينا اقتراحات أخرى من الزملاء رؤساء التحرير ورؤساء الخلايا في مديرية الأخبار، قبل أن نصيغ التصور النهائي لبرنامج “ريبلاي” الذي تم إرساله إلى الإدارة العامة التي تفاعلت بشكل إيجابي مع هذه الصيغة، ووفرت لنا الإمكانات اللازمة لخوض هذه التجربة الإعلامية الجديدة.
من المؤكد أن البداية هي التي تحدد معالم الطريق في كل منتوج إعلامي تلفزيوني، فكيف كانت البدايات الأولى لبرنامج “ريبلاي”؟
هذا صحيح، البداية هي البوصلة نحو الإستمرارية في كل مشروع مهني، لقد اتفقنا على تسخير إمكانات القسم وتعبئة طاقاته البشرية لإخراج منتوج إعلامي رياضي يلبي انتظارات الجمهور الواسع من مشاهدي القناة التي تحظى بنسبة متابعة معتبرة داخل وخارج المملكة، فكان التركيز على الحدث الرياضي الوطني من خلال تغطيات مصورة وتصريحات حصرية وآنية لصانعي هذا الحدث، إضافة إلى حرصنا منذ الحلقات الأولى للبرنامج على اختيار الضيوف بعناية، فكان ضيف الحلقة الأول سي امحمد فاخر قيدوم المدربين المغاربة.
لقد حرصنا كذلك على إشراك الجمهور الرياضي في كل ما تناولناه من أحداث، لذلك أدرجنا فقرة قارة في البرنامج سميناها “نبض الجمهور” ندرج فيها أسبوعيا ردود فعل الشارع الرياضي حول الموضوع الأبرز في الحلقة، ثم كان الحرص أيضا على استعراض آراء “المتدخل الآخر” في المستجد الرياضي، وهم الزملاء الصحفيون.
لذلك، استضفنا زملاء مشهود لهم بالدراية والكفاءة في المجال الرياضي كالزميلين جمال السطيفي وسي محمد الروحلي… كما أدرجنا ضمن فقرات البرنامج، فقرة قارة أخرى تعنى بمتابعة مقالات الصحف والمواقع الرياضية الوطنية والدولية.
حدثنا عن أبرز الأحداث الرياضية التي تابعها البرنامج حتى الآن، علما أن “ريبلاي” انطلق قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2022 في قطر بأيام قليلة؟
لعل أبرز ما تابعه البرنامج بالمواكبة الدقيقة والتحليل المستفيض، والتهليل أيضا، هو العرس الكروي العالمي في قطر.
نعم أقول التهليل، ولما لا؟ لأن أسود الأطلس يستحقون بالفعل مواكبة دقيقة، والمقصود هنا هو المشاركة التاريخية لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في المونديال القطري، والذي بلغنا فيه نصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذه الدرجة المرموقة وغير المسبوقة على الإطلاق في كل الكؤوس العالمية على مر التاريخ.
هنا، استوقفتنا اللحظة التاريخية الفارقة في تاريخ كرة القدم العالمية، وتظافرت كل الجهود لتخصيص تغطية إعلامية تليق بإنجاز الأسود.
وهكذا، استضفنا خيرة المحللين الرياضيين والأسماء والأطر الرياضية الوطنية، وواكبنا المستجدات من قلب الحدث العالمي في قطر عبر فريقنا الإعلامي هناك، وتابعنا الفرحة العارمة والهستيرية للمغاربة بالإنجاز الإستثنائي من كل ربوع الوطن ومن خارجه.
اشتغلنا جميعا بحماس كبير، حاولنا جهد المستطاع، السير جنبا إلى جنب مع الجهد السخي الذي بذلته عناصر المنتخب الوطني لتشريف ورفع راية المملكة خفاقة في ذلك المحفل الدولي الكبير، وأتمنى أن نكون قد وفقنا، ولو بجزء يسير، في مواكبة هذا “الإعجاز المغربي” في مونديال قطر.
ما هي أبرز اللحظات والمحطات التي خلقت تميز البرنامج ومنحته انتشارا على مستوى نسبة المشاهدة؟
البرنامج حرص، منذ حلقاته الأولى، على البحث عن التميز في مشهد يحفل بالبرامج الرياضية خصوصا مع النتائج الكبيرة التي باتت تحققها الرياضة الوطنية وفي مقدمتها الإنجاز الكبير للكرة الوطنية، فكنا أول من استقبل بعض لاعبي المنتخب الوطني في بلاطو “ريبلاي” مباشرة بعد العودة من مونديال قطر كيحيى جبران، وجواد الياميق الذي انضم إلينا في أحد الحلقات من العاصمة مدري.
هذا إضافة إلى لاعبين آخرين استضفناهم في مواعيدنا الإخبارية كالعميد والمحارب رومان سايس، والجناح الطائر يحيى عطية الله، والوديع بدر بانون، والمقاتل أشرف داري الذي استضفناه رفقة والديه في بلاطو نشرة “المسائية”.
“ريبلاي” استضاف أيضا، وبشكل حصري، مجموعة من الأسماء الأخرى التي شرفت الرياضة الوطنية في المحافل الدولية خصوصا بطلة العالم في الملاكمة المتألقة خديجة المرضي، ومؤخرا مدرب أسود “الفوتصال” هشام الدكيك والذي كان لنا سبق استضافته حصريا من مدينة القنيطرة مباشرة بعد العودة من السعودية إلى المغرب للتعليق على التتويج بكأس العرب للمرة الثالثة تواليا.
كسبنا رهان التميز من خلال حلقة خاصة خصصناها للوداد البيضاوي، ممثل الكرة المغربية في نهائي العصبة الإفريقية، بعد متابعتنا للأجواء يوم المباراة وسط أنصار الفريق الأحمر في معقله التاريخي بالمدينة القديمة للدار البيضاء، ومن داخل بيت من البيوت الودادية التي كانت تستعد لتشجيع فريقها يوم المباراة.
كما كنا، حصريا، في بيت اللاعب الودادي المصاب عبد الله حيمود رفقة والدته في يوم المباراة، ونقلنا لجمهورنا الواسع وللجمهور الودادي لحظات مليئة بالمشاعر والعواطف والعفوية والمساندة التي عبر عنها ابن الفريق ووالدته.
أنتم تشرفون على إدارة تحرير القسم الرياضي، كيف يقيم هشام غرفاوي أداء طاقم عمل برنامج ريبلاي المكون من مهنيين شباب؟
أجمل شيء في طاقم عمل هذا البرنامج هو أنهم شباب منحت لهم فرصة للتميز، فأثبتوا أنهم على قدر عال من المهنية، ويستحقون بالفعل كل التنويه، وهم قادرون على رفع التحدي والذهاب بعيدا في هذه التجربة لضمان نجاحها.
جيهان جاهوري مرآة عاكست بحضورها المهني الوازن، لوهج منتوج “ريبلاي”، أنس فوبار ناقل أمين ورزين لآراء زملاء المهنة، أسامة العبادي خلق بروح الدعابة التي تميزه، فسحة في البرنامج بفيديوهاته التي تشكل المتنفس ومسك ختام الحلقات.
ولن أنسى جنديان من جنود الخفاء، جنديان مبدعان بربورتاجاتهم المختلفة شكلا ومضمونا: محمد الكردة الإنتذاب الناجح، وحمزة آيت مسعود الملفت في كتاباته.
نختتم هذا الحوار بالوقوف على تجربتكم في القسم الرياضي للقناة الثانية، علما أنكم صحفي متعدد الوظائف داخل مديرية الأخبار منذ أزيد من 20 سنة؟
لا أخفيك سرا أنني كنت دائما شغوفا ومولعا بالرياضة منذ صغري. حتى الآن، لازلت أتذكر لحظات الطفولة عندما كان أصدقائي يلعبون الكرة أو أي نوع رياضي آخر في مساحات الحي، بينما أنا أجلس متابعا لأعلق على أطوار مبارياتهم بكل أحاسيسي ومشاعري.
بدأت المسار في مديرية الأخبار كصحفي ومقدم لنشرة الأخبار طيلة 24 سنة غطيت خلالها أحداثا كبرى داخل وخارج المغرب، ليعود بي القدر إلى حبي القديم وشغفي الأول.
كان يوما استثنائيا ذلك اليوم الذي اقترحت فيه مديرية الأخبار علي شغل منصب رئيس تحرير القسم الرياضي بالقناة. حينها لم أتردد، ولو لثانية، في قبول المقترح.
قلت حينها آن الأوان، وآنت المرحلة لهشام غرفاوي كي يحقق حلم الطفولة، وأركز على عبارة، آنت المرحلة لأنه لولا إيماني بالرغبة الحقيقية للقناة، ومديرها العام السيد سليم الشيخ، ومدير مديرية الأخبار حميد ساعدني ومساعداه الزميلة فضيلة أنوار والزميل خالد مصطفاوي، في التغيير والعودة إلى إشعاع المنتوج الرياضي في شبكة برامج القناة، ما كنت لأقبل بالمقترح بتلك السرعة.
وجدت، والحمد لله، كل المساعدة والدعم من كل هؤلاء وخضت التجربة، ووقعنا جميعا على انطلاقة جديدة للقسم الرياضي للقناة الذي بات، بفضل الجهود المخلصة لطاقاته الشابة والتعبئة المهنية والتقنية السخية لكل مكاتبنا الجهوية في كل جهات المملكة، حاضرا بالفعل في كل الأحداث والمواعيد الرياضية الوطنية، ومواكبا لكل الإنجازات الرياضية التي باتت اليوم مبعث افتخار لكل المغاربة، ونحن أولهم.