دموع، نحيب، صراخ، وبكاء…كلمات بدلات اللوعة ومعاني الألم تلخص مشهد قاس اليوم الأربعاء، لأمهات هناك في العطاوية مابين مراكش وبني ملال وهن يتظاهرن من أجل كشف حقيقة مصير 51 حراك من أبنائهن.
ما لا يقل عن 51 مرشحا للهجرة السرية قيل إنهم فقدوا في رحلة البحث عن الفردوس الأوروبي، إنقطعت أخبارهم منذ 12 يوما عاشتها عائلاتهم بطعم المرارة .
«راه كنتقطعو عرق بعرق“، تقول إحدى الأمهات قبل أن يغمى عليها.
“ولدي خرج مع الحراكة، خرج نهار السبت، من أكادير .12 يوم ما سمعنا خيارًا“. هكذا تروي أم أخرى محنتها في البحث عن إبنها المفقود.
تقول أم ثالثة :”أنا أم معاد، محروقة على ولادنا معرفنهم حيين ولا مييتين“، مضيفة “نناشد السلطات يقولوا لنا ماذا وقع “.
أم معاد تواصل الحكي وهي شبه منهارة قائلة :” ما شفنا حتى مسؤول، نهار الصوت كنصوتوا عليهم اليوم ماشفنا حتى مرشح، عندنا الله تعالى“.
وفيما لم يصدر عن السلطات المختصة، أي بلاغ للرأي العام حول ملابسات الواقعة، علم لدى مصدر مطلع أن بحث جاري لمعرفة حقيقةً الأمر.
وعرف المغرب خلال السنوات الأخيرة، عودة قوية لانشطة الاتجار بالبشر المحظورة ممثلة في عصابة «الحريك».
وتواصل السلطات المختصة، تسخير جميع إمكانياتها للحد من هذه الأنشطة المحظورة.
كما يضرب القضاء بيد من حديد على يد عصابات الإتجار بالبشر الحراكة.
وكانت مصالح الامن، قد أوقفت أكثر من 32 ألف مهاجر غير نظامي خلال العام2022، 85 بالمائة منهم من جنسيات أجنبية.
جاء ذلك حسب بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب حول حصيلة العام 2022.
وأفاد البيان وقتها، بأن “جهود مصالح الأمن الوطني لمكافحة شبكات تنظيم الهجرة غير الشرعية تكللت بتوقيف 32 ألفاو733 مرشحاً للهجرة من بينهم 28 ألفا و146 من جنسيات أجنبية مختلفة بما يعادل 85 بالمائة من إجمالي الموقوفين“.
وذكر أنه “تم تفكيك 92 شبكة إجرامية وتوقيف 566 منظما ووسيطا للهجرة، بنسبة زيادة فاقت 36 بالمائة مقارنة مع سنة 2021، التي عرفت توقيف 415 منظماً للهجرة“.
ولفت البيان، إلى أن “وثائق السفر وسندات الهوية المزورة المحجوزة خلال محاولات الهجرة غير النظامية بلغت 832 وثيقة، فضلا عن حجز 193 قاربا و156 محركا بحريا و61 ناقلة استخدمت في تنظيم عمليات الهجرة“.
وفي 2020، أوقفت السلطات المغربية نحو 12 ألفا و231 مرشحا للهجرة غير النظامية، وفكّكت 150 شبكة إجرامية تنشط في الهجرة السرية، فيما تمكنت من تفكيك أكثر من 265 شبكة في 2021، حسب بيانات رسمية.
وتعد مدينتا مليلية وسبتة، المحتلين، أشهر نقطتين لعبور المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
وتخضع المدينتان للاحتلال الإسباني فضلاً عن الجزر الجعفرية وجزر صخرية أخرى في المتوسط، في حين يطالب المغرب الجزر والمدينتين “بإستعادتهم إلى السيادة الوطنية المغربية“.
*صور بعض المرشحين للهجرة السرية المنقطعة أخبارهم (المصدر : سوشل ميديا)