غاب الانسجام، غاب الانضباط، غابت الرغبة في الانتصار، وظهر ضعف عدد من اللاعبين، و كان التجريب فاشل، كان واضحا ان الركراكي يجد صعوبة في تدبير خطة اخرى غير خطته المالوفة 4-1-4-1 الدفاعية التي لا تصلح في مواجهة كل الفرق الافريقية، فالتمريرات العرضية نحو راس النصيري (وفي الوداد نحو راس مبنزا) يمكن افشالها من طرف الدفاعات الافريقية بفضل القامات الطويلة و الاندفاع البدني للاعب الافريقي، وحتى امام خط دفاع جنوب افريقيا الذي لاتتوفر فيه نفس المعطيات كان الفشل واضحا في اختراقه.
يجب ان نقولها صراحة، الركراكي وجد فريقا جاهزا منضبطا ومنسجما و اضاف له خطابا قوى تلاحمه ورغبته في الانجاز، و من باب الموضوعية، فان الفريق جاء نتيجة مشروع لوحيد خاليلوزيش فرض الانضباط و اللعب الجماعي و تعمد التجريب، في غير وقته احيانا، للتوفر على اكبر عدد من اللاعبين الذين يمكنه الاعتماد عليهم و لجعل كل لاعب يسعى الى ان يكون من ضمنهم. وان الاوان لكي يكون الركراكي فريقه الحامل لبصمته. من الصعب تصور ان يصبح الفريق الوطني مختل البناء لدى غياب لاعب بعينه، اي امرابط، ومن الصعب تصور تحقيق اي نتيجة بترك اللاعبين يلعبون فرديا و بشكل فوضوي احيانا و بلاحماس ايضا كما حصل في المباراة ضد جنوب افريقيا.
بهذه الطريقة لن نستطيع حتى تجاوز الدور الاول لكاس افريقيا المقبلة بكوت ديفوار، فاحرى ان نفوز بها.
يحتاج الركراكي فيما يبدو الى مساعدين اخرين، و كذلك الى عدد من اللاعبين في الدفاع اولا ثم الوسط والهجوم، فقد تبين ان بعض اللاعبين ليسوا في مستوى يسمح لهم بالمساهمة في تحقيق نتائج ايجابية وجعل المجموعة تلعب بتكامل وانسجام، و تبين ان الترقيع غير مجد، و من المفروض ان يفكر الركراكي والاقربين اليه في حلول لكل المشاكل قبل شتنبر والا فانه يجب التصرف قبل فوات الاوان.
لنتعلم من تجارب من سبقونا، فلا شئ اسوا من العيش على الماضي، وربما اسوا منه الخوف، فالخوف يشل كل القدرات، و في مقدمتها القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
*كاتب صحفي