لم يكن للمركز المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية باعتباره مؤسسة أكاديمية بحثية تعنى بالدراسة والرصد والتقييم للقضايا الكبرى التي تعرفها الساحة الوطنية بالمملكة المغربية بكل روافدها، أن يترك قضية الخائن الجاسوس المسمى عبد الإله عيسو، أن تمر مرور الكرام على خلفية استضافته مؤخرا في قناة “الشروق” التابعة للنظام العسكري الجزائري المارق، بعد أن تقاطعت أهدافه الخبيثة المجسورة بالحقد والضغينة والكراهية، مع المؤامرات والدسائس والتكالب والعداء الدفين للجنرالات حكام قصر المرادية ضد المملكة المغربية ورموزها ومقدساتها، سيما بعد توالي النكسات والهزائم الدبلوماسية والسياسية والامنية على أكثر من صعيد على الجار الشرقي للمغرب.
هذا الجوار المغاربي الذي يترجم بقوة عناد ومكر الجغرافية بكل أبعادها الترابية والحدودية التي أوجدت المغرب الى جوار هذا البلد المسمى الجزائر، وهو توصيف للمرحوم الحسن الثاني لم يأت اعتباطيا، بل فرضه بجلاء تراكم السياسيات العدائية بالمناسبة أو بدونها حيث ما فتئ يمارسها النظام العسكري الجزائري بشتى الأساليب الماكرة والخسيسة ، على مدار السنوات والعقود بحكم هذا الجوار الملتهب والمؤلم والخارج عن كل الأعراف والأوفاق الدولية ذات الصلة بقضايا الجوار.
اليوم، يواصل ذات النظام الشمولي المارق تكريس سياسته العدائية ضد المملكة المغربية في أقوى مظاهرها العفنة، ولا ضير أن تسجل عشرات التقارير الإعلامية الدولية لمدة ليست بالقصيرة ، ارتفاع منسوب العداء الخطير الذي يقوده حكام هذا النظام بعد أن رهن وجوده المغاربي بتقعيد أوسخ قواعد العداء ضد المغرب، وإصراره العدواني على توظيف الممكن وغير الممكن بما في ذلك التسخير العبثي لبعض الخونة وضعاف النفوس والمتآمرين من الذين رفضهم المجتمع المغربي، كما حصل مؤخرا مع خائن الوطن الجاسوس النكرة المدعو عبد الإله عيسو، والذي سخرت الآلة الإعلامية “الجارة” كل مهاراتها البسيطة الموسومة بالغباء، المحسوبة على قناة ” الشروق” المتخصصة في مزدوجة تكرر نفسها برتابة ولا تخرج عن امرين، اولها الاستمارة اليائسة في محاولة تلميع الصورة المكشوفة الوسخة والبشعة لنظام الجنرالات بالجزائر المقهورة والمفضوحة لدى كل أطياف الرأي العام الشعبي الجزائري، ثم ثانيه تفريغ الغل عبر الإمعان بالمقابل في محاولة تشويه صورة المملكة المغربية على مدار ساعات البث الرتيبة دون أن تفلح في ذلك.
اليوم، نرصد باستغراب اعتقاد مسؤولي هذه القناة الساذج، وضعف أداء محركي خيوطها الموغلة في الهذيان الى حد الضياع والإفلاس والشيخوخة الإعلامية، ويتوقف عند ما يعتبرونه “مستجدا” بدون الخوض في التفاصيل المفبركة التي أدلى بها خائن وطنه المدعو عيسو في الحوار المصطنع الذي خصصت لتفاهته حلقة بالليلة المعروفة في مثل هذه الحالات الرخيصة بـ:”ليلة القبض الإعلامي”، والتي بدت محاورها محددة ومؤطرة بالنهج العدائي ذاته لمرجعية البربغاندا المعتمدة في كافة قنوات الصرف الصحي الناطقة بإسم الثكنات العسكرية الفاشلة المحبطة التي تجثم على الجزائر وترهن أهلها داخل فكر عفا عنه الزمن، ولا يصدقه كما لا ينخرط في السير في منطقه احد داخل المشهد والرأي العام الجزائري الا من يتسم داخل الجزائر وخارجها بقدر كبير من الغباء والسذاجة أو الاسترزاق، فالروايات والقصص والخرافات والاحجيات والحكايات بل وما يقدمونها على أنها معلومات ساقها المارق المسمى عبد الإله عيسو، ووجهها محاور قناة الشرور الخبيث بأعطاب فاضحة وجهالة وإدعاء سريالي أقرب إلى المكيافللية.
بيد أن المثير للغثيان والسخرية السوداء في تصريحات العسكري المارق الصغير والجلوس المبتدئ، هو الهالة الوهمية والمكانة التي أحاط بها نفسه، كما لو كان فعلا شخصية محورية ومركزية بغرض التسويق لنفسه كمصدر قادر على بلوغ واختراق منابع ومصادر المعلومات التي وصفها محاوره البليد هو الأخر بالحساسة والخطيرة! فنصبوه أو بالأحرى نصب نفسه خبيرا عالما بخفايا وتفاصيل ما يجري في الصحراء المغربية ومطلعا على استراتيجيات قيادات الجيش المغربي الموجه ضد الجزائر، ومستشارا في تفكيك شبكات تهريب المخدرات إلى ما استفرغ على مشاهديه من ادعاءات الفساد والرشوة والتمرد وانشقاق الجنود، وهلوسات التحكم الامني في حكام المغرب وغيرها من المعلومات،حد الوصول إلى القصر الملكي العامر وما رواه هذا المعتوه من قصص بهلوانية سفسطائية عن الأسرة الملكية الشريفة، وذلك في محاولة كاريكاتورية لإضفاء نوع من طابع الشرعية والصدقية لرواياته ومعلوماته المصطنعة في كافة محاور الحلقة المبرمجة على مقاس اتهامات العسكر الجزائري بغرض تأكيدها على لسان الكائن الإفتراضي عبد الإله عيسو.
في الواقع لايحتاج المتلقي بما في ذلك البسيط لبدل أي جهد لفهم حقيقة خلفيات الحلقة المخصصة لشخص من حجم جندي صغير برتبة ملازم، يدعي اطلاعه ومعرفته بالقضايا المتشعبة والحساسة لدولة من حجم المملكة المغربية الشريفة، وهو الفار من شرف العمل العسكري، والبائع ضميره لمن يدفع الثمن، والعاجز عن تركيب الكلمات ومفردات الروايات والسيناريوهات المتفق مسبقا على الإدلاء بها من طرف مسخريه في أكبر حلقة لشاهد زور في تاريخ الإعلام الرخيص بجزائر الجنرالات.
بالفعل قد يطول الحديث عن تفكيك شفرات هذا الخبث الإعلامي الجزائري الموسوم بعقدة نقص حيال تفوق الجار المغربي، لما ينطوي عليه من دسائس وتدليس وتزوير مشين للواقائع والحقائق المغربية المنتصبة بعناد وعنفوان وصولاجان يقض بلا شك مضجع نظام عسكري هرم بالجزائر المغتصبة.
لذا، وجب القول ان المملكة المغربية أقوى مما يتوهم النظام الجزائري المغبون، وحكامها وقيادات جيشها ورجالات أمنها أشرف من النكرات والبيادق الخائنين لأصولهم ووطنهم ولا عزاء للمارقين.
*د. طارق اتلاتي.رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية