أنهى منتخب المغرب لكرة القدم مشاركة تاريخية في المرتبة الرابعة في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد أن سلب قلوب عشاق الساحرة المستديرة، عبر العالم، ودفع كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية، إلى الاعتراف بالتفوق المغربي غير المسبوق في أكبر عرس عالمي لكرة القدم.

وبينما يستعد أسود الأطلس للعودة إلى المغرب، بعد سبع مباريات تحولت إلى أسطورة ستتحدث عنها البشرية، عن منتخب كان تاريخه في نهائيات كأس العالم مرتبطا بتأهل إلى الدوري الثاني في مونديال المكسيك 1986، بتحضر المغاربة لتخصيص أسود الأطلس باستقبال يليق بهم 

خرج ملايين المغاربة فرحا في أمسيات رياضية بعد انتصارات على منتخبات أوروبية بصيت عالمي، بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، هذا النبوغ المغربي القادم في كل المجالات، ظهرت ثماره الطيبة في لعبة شعبية تجمع الشعوب على المتعة وعلى حلاوة الفوز وتحمل مرارة الهزيمة

انبهر المغاربة أمام مدرب مغربي شاب اسمه وليد الركراكي، تمكن في أقل من ثلاثة أشهر، من ترميم منتخب متعب من مرحلة مدرب آخر، سيء الذكر عند المغاربة، وحيد خليلوزيتش، فأصبح أسود الأطلس ينشرون الرعب في ملاعب الدوحة القطرية، فخرج الدون كريستيانو رونالدو، نجم البرتغال، باكيا بعد أن أوقفه دفاع مغربي صلب

تحدث العالم عن يوسف النصيري الفتى الطائر الذي على ما يبدو سجل هدفا من أعلى قفزة في تاريخ نهائيات المونديال، ولو أن منظمة الفيفا لم تعترف بالفتى الطائر المغربي، وسط موجة سخط مغربي عارم ضد هذا الاتحاد الدولي لكرة القدم  على خلفية مجزرة تحكيمية، يرى مغاربة أنهم راحوا ضحيتها، لأن السويسري جيانو إنفانتينيو، لم يعجبه تفوق أسود الأطلس المغاربة

بالتأكد أن المغاربة لم يتوقعوا هذا المسار الناجح لمنتخب بلادهم في عرس قطر الكروي، ولكن الشعب المغربي تعود على أن المستحيل ليس مغربيا، في مناسبات قديمة وأخرى جديدة، فلما ألقى عليهم وليد الركراكي، رأس لافوكا، بتحايا الانتصارات رد عليه المغاربة بأفضل منها

منتخب المغرب لكرة القدم أعاد إحياء النشيد الوطني المغربي على ألسن المغاربة، تصطف فئات اجتماعية مغربية في المقاهي، تردد بحرارة أبيات “منبت الأحرار مشرق الأنوار”، وعبارات “سير سير سير” ترددت في كل العالم، فيما في مقاهي الرباط كما باقي مقاهي المغرب، فلها دفىء خاص

انبعثت أمة مغربية عاشقة لكرة القدم، أعاد المغاربة اكتشاف مفاخرهم، افتتح الناس صفحات جديدة من مرويات شيقة عن كتيبة وليد الركراكي في ملاعب المونديال، عن الرسام عز الدين أوناحي، وعن المدافع الصعب حكيم زياش، وعن صاحب التمريرات الحاسمة أشرف حكيمي، وعن كل أسماء منتخب المغرب 

وفي مبارتي نصف نهائي كأس العالم والترتيب، تغير الفرح حزنا عميقا، وشعر المغاربة بمرارة الهزيمة، ولكنهم ظلوا ماسكين بالفرح، لأن أسود الأطلس وإن خسروا فإنهم الأبطال بالأعمال، فبقي الشارع المغربي مصمما على الفرح 

بالتأكيد أن انتصارات أسود الأطلس وجدت بين العالم العربي، وفي رحاب إفريقيا مرحبين هم الغالبية، فيما يبقى السؤال العريض في الشارع المغربي؛ هل تعرض المغرب لمآمرة ما أخرجته من المونديال بدون أي لقب رسمي؟

*عادل الزبيري: صحفي تلفزيوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *