إهتز المغرب أمس الخميس، وخاصة مدينة تطوان على وقع خبر واقعة تعود إلى 2012، و اكتشفتها الشرطة خلال الساعات الماضية، تكرس مقولة المغاربة “الروح عزيزة عند الله والحقيقة تبان مهما طال الزمان”.

مصطفى العباسي

نتفرج في بعض الأفلام عن تلك الأرواح العالقة، والتي تسمى أيضا أشباح، وبغض النظر عن صدق ذلك من عدمه، فقد عهدنا تتبعها والتكيف معها في الافلام، بل اصبحت سلسلات عالمية متخصصة في هذا النوع من الافلام..

في مرتين روح أو أرواح عالقة، بقيت دون دفن، وفق أعراف الدفن الشرعية، مصيرهم مجهول، تماما كما نرى في أفلامنا الهتشكوكية تلك.. لتكتشف بعد قرابة 12 عاما، سبحان الله.. دائما يقال الروح عزيزة..

لحد الساعة الامن يؤكد الوصول لجثة واحدة، وهي جثة الزوج، رب الأسرة، المسمى قيد حياته عزوز، اللي كان طاشرون ديال الصباغة، حسب معارف مقربين منه، وقتلاتو مراتو، رفقة شقيقها، حسب تصريحها للأمن، في 2012 ودفناتو فبئر فالكاراج دالدار، وعادت لحياتها العادية.. يا ربي.. كيفاش هاذ السيدة قدرات تقتل وتدفن راجلها وطمرو فالدار اللي عايشا فيها، يعني تحسه في كل لحظة، روحه العالقة لابد وانها كانت تحاسبها، تحدثها، تزورها ليلا وفجرا.. ومع ذلك استمرت في الحياة وفي نفس المكان إلى اليوم.. وهي تمثل دور الباحثة عن الزوج الضائع، في الكوميساريات والمستشفيات والقنوات التلفزية..

الأمور حسب أهالي مرتين، وبعض المصادر المقربة من التحقيق، ترى ان عدد الارواح العالقة في هاته القضية قد يكون اكبر، اذ لازالت نفس الشكوك تطرح بخصوص اختفاء ابنها وقت قصير بعد اختفاء الاب.. والذي لم يظهر له اثر لحد الساعة، رغم ادعاءاتها مرارا انه ذهب للعمل بالخارج، ولم تقدم اي بلاغ عن اختفائه، لكن ما سبب اختفاءه، وهل له علاقة بحادثة والده؟

أيضا، المثير في هاته القصة، وفاة ابنتها “انتحارا” منذ بضعة أسابيع بسم الفئران، والشكوك المحيطة بهاته الوفاة/الانتحار والتي يعتقد انها كانت النقطة التي كشفت هذا “الفيلم”.. وحسب علمي، ان شهادة وفاتها وقعت من طرف جهة اخرى، ولم يتم التأكد من سبب عدم توقيع المصلحة المختصة.

كيفاش ناضت هاذ الحيحة؟ وكيفاش جا البوليس بعد قرابة 12 عام افتش وبحث فهاذ الاختفاء وبهاذ الجدية؟ هذا هو السؤال اللي بزاف كيطرحوه، وباقي مكاينش بلاغ رسمي بخصوصه، لأنه ربما يدخل ضمن الاسرار وحماية الشهود.. لأنه وفق معلومات مقربة، إن الأمن توصل بوشاية من جهة ما تشكك في “انتحار” الابنة، وتشكك كذلك في ظروف اختفاء الزوج والابن، ومن تم بدأت القضية

حكايات كثيرة وروايات أكثر بهذا الخصوص، وتكتم كبير على مجريات التحقيق. لحد الساعة المتهمة اعترفت بمقتل زوجها ودفنه في نفس المنزل الذي كانا يسكنانه، وورطت شقيقها في هذا، لكن الاسئلة الاخرى لازالت مطروحة، والشكوك المحيطة بباقي الأحداث والوقائع، مؤكدا ستكشف أمورا صادمة أخرى

أخيرا روح عزوز العالقة ربما سترقد حاليا في سلام، بعد ان خرجت من مدفنها، وستدفن في قبر يحمل شاهده، في انتظار فك باقي طلاسيم اختفاء الابن وانتحار الابنة، اذا ما توفرت المصالح الأمنية على ما يكفي من الأدلة بهذا الشأن.. إذ ان الأمن يضع حاليا كل السيناريوهات المحتملة في تحقيقاته ولن يطوي الملف سريعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *