من جديد يتأكد وأمام عدسات الصحافة العالمية وفي عاصمة دولة أوروبية، أن النظام الحاكم في الجزائر على عهد خادم العسكر تبون، آيل للسقوط، إن لم يكن قد بدء يتهدم.

لقد علمنا التاريخ السياسي، أن النظام القائم على الدكتاتورية وتزوير إرادة الشعب ونهب ثرواته، لا يمكن أن ينتهي به المطاف إلا إلى السقوط الحر على يد ثورة الشعب، وأن رموز العصابة الحاكمة، لن تقبل بها سوى مزبلة التاريخ..

 قبل يومين، وبالضبط يوم الثلاثاء 23 ماي 2023، وفي سابقة في تاريخ رؤساء الجزائر. سيُرجم موكب وجه النظام الفاسد في الجزائر عبد المجيد تبون، بالبيض، على يد حراكيون جزائريون فروا من سجن الجزائر الكبير نحو أوروبا النجاة على ظهر قوارب الموت.

 حراكيون قهرهم النظام العسكري الجزائري بالحكرة، والاستعباد والتفقير والقمع والسجن والتعذيب.. سيقولون من هناك من ليشبونة عاصمة واحدة من أعرق دول أوروبا كلمتهم للتاريخ، ويواصلون النضال والحراك ضد فساد النظام..

لقد قالوا لتبون الذي فضل الهروب على تملك شجاعة الترجل لبضع خطوات والتحدث لأفراد من الجالية الجزائرية في الغربة، عبارة قصيرة المبنى لكنها عميقة المعنى.. لقد قالو له:” وين تروح راك مفضوح”.

 ولعل من أقوى معاني ودلالات هذه العبارة التي هزت أركان النظام الفاسد، أن جولات تبون الأوروبية والتي ستقوده في الأسابيع القادمة إلى باريس، لن تخلوا من مبادرات جزائرية شعبية سلمية، ستستقبل تبون بالرفض والفضح..

إنه حراك جزائري يثور من جديد في وجه نظام القمع، وهذه المرة ليس من سجن الجزائر الكبير، ولكن من أوروبا الحرية..

شخصيا، لم يفاجئني إستقبال جزائريون لتبون في ليشبونة بالبيض الفاسد، ولا توعده بعبارة “وين تروح راك مفضوح”..

 كما لم يفاجئني إستقبال مغاربة قبل أسبوعين في ليشبونة، لعزيز أخنوش رئيس حكومة المملكة المغربية بالترحيب.

لأنه شتان بين نظام مغربي عريق، ونظام جزائري لقيط.

 لذلك فكل مقارنة بين إستقبال المغبون تبون في ليشبون، وإستقبال مغاربة العزة لأخنوش في البرتغال، ستكون ظالمة. أو كما يقول الفرنسيين، On ne peut pas comparer l’incomparable.

إنها صورة عاكسة لحقيقة مثانة روابط الشعب المغربي بالعرش العلوي، ووهن إرتباط الشعب الجزائري بعصابة حاكمة تقوم على نظام عسكري قمعي وحكار ومستبد.. آيل للسقوط أجلا أم عاجلا.

 في إنتظار تحرر الشعب الجزائري الشقيق من قبضة العصابة، لا يسعنا إلا نتضامن مع أخواتنا وإخواننا في الجزائر، ونردد مع شباب الحراك وهم يفضحون تبون في ليشبونة عبارتهم المزلزلة: “وين تروح راك مفضوح”.

*محمد سليكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *