عبد الرزاق بوتمزار

أطلق الأستاذ الجامعي المتقاعد أحمد وهوب، مؤخرا، مشروعا للتدقيق والمواكبة اللغوية المباشرة أو عن بُعد (à distance) باسم “AL MOUDAKKIK” كفضاء للتدقيق والمواكبة اللغوية.

ويسعى الموقع، بحسب الأستاذ وهوب، إلى تقديم خدمات التدقيق والمواكبة اللغوية المباشرة أو عن بُعْد لفائدة الأشخاص الذاتيين والمعنويين، داخل المغرب وخارجه.

وممّا جاء في تقديم المشروع أن “المتتبع لبعض ما ينشر باللغة العربية، من كتب ومجلات ودراسات وأبحاث ومقالات وتقارير ومواد إخبارية يلفت نظره، أحيانا، كثرةُ الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية والترقيمية وضعف أساليب التعبير، ويصادَف ذلك في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وفي المواقع الإلكترونية، وفي الدراسات الأدبية والنقدية، وفي بعض البحوث الجامعية أيضا، وهو ما يؤثر سلبا على جودة المنشورات، خاصة منها النصوص الرصينة ذات الوزن المعرفي الجادّ، ويشوش على مصداقية بعض دور النشر والمنابر الإعلامية المعنية، دون أن ينفي هذا أن مهمة التدقيق اللغوي، التي هي مهنة عريقة، تُنجَز بنجاح كبير في كثير من المؤسسات”.

ونقرأ أيضا في تقديم هذه التجربة الفريدة “سعيا منا إلى إدراك العلاقة بين اللغة والفكر وما تستتبعه من ضرورة التعبير عن الأفكار بلغة سليمة ومقبولة من قراء متعددي المشارب والمستويات المعرفية؛ ومساهمةً في أن تحتل اللغة العربية المكانة اللائقة بها بين اللغات الحية الأخرى الوطنية والأجنبية، التي لا يجادل أهلُها في ضرورة سلامتها والمحافظة عليها؛ واستثماراً لخبرتنا المتواضعة وخبرةِ أُخْرَيات وآخرينَ، ممن سيفيدوننا بدون شك، في التعامل مع اللغة العربية وعلومها تدريساً وبحثاً لمدة طويلة، مع الإقرار بأننا لا ندّعي الإحاطة بالموضوع ولا نقول فيه الكلمة الفصل، وإنما نسعى إلى أن يكون لنا أجر المجتهد إن أصبنا، والعذر والتفهم إن لم نصادف الصواب في مسعانا.. واعتبارا لكل ذلك، ومن أجله، نقترح على المهتمين والمتتبعين تأسيس شركة “المدقق” (AL MOUDAKKIK) فضاءً لخدمات التدقيق والمواكبة اللغوية المباشرة أو عن بُعْد”.

وستكون الانطلاقة، في مرحلة أولى، باللغة العربية، في انتظار توسيع نشاط المشروع وانفتاحه على اللغات الأخرى؛ فـ”المدقق”، في قانونه الأساسي، لا ينص على الاشتغال بلغة محددة، كما أنه يحدد مجالات عمله ببعض المعارف التي يستطيع أن يقدم فيها خدمات مقبولة ويستثني أخرى، وخاصة في مجال العلوم الدقيقة فقط، لأنه لا يستطيع حاليا توفير الشروط الموضوعية لارتياد آفاقها، وهو لن يقبل تدقيق كل المنشورات التي تدعو إلى التطرف والكراهية وعدم التسامح أو المساس بالثوابت الوطنية..

وتتجلى خدمات الموقع، بحسب قانونه الأساسي، في تقديم خدمات التدقيق والمواكبة اللغوية، المباشرة أو عن بُعْد، لفائدة الأشخاص الذاتيين والمعنويين، داخل المغرب وخارجه، في مجالات الأبحاث والأطروحات الجامعية المعدة للمناقشة أو النشر في مستوى الدكتوراه والماستر، وفي الدراسات الأدبية والنقدية المعدة للنشر، والدراسات الثقافية العامة المعدة للنشر، والتقارير العامة المتنوعة، ومقالات وتقارير وسائل الإعلام، المكتوبة والمسموعة والمرئية، والمواقع الإلكترونية، وكل المنشورات الرائجة في الحياة العامة، وكل ما يتصل بنشاط شركة “AL MOUDAKKIK”، بكيفية مباشرة أو غير مباشرة.

وتنقسم مستويات التدقيق اللغوي، كما ورد في أرضية المشروع إلى أربعة مستويات:

-المستوى الأول: التدقيق اللغوي العادي، وفيه يتم اعتماد النص المُتوصَّل به كما هو، وتصحيح أخطائه الإملائية والنحوية والصرفية والترقيمية، مما يضمن الحد الضروري لسلامة الجملة؛
-المستوى الثاني: تحسين التراكيب وتجويد العبارة، بإعادة كتابتها أسلوبياً، ويتم بتنسيق مع صاحب النص، وهو تدقيق اختياري لمن يرغب في ذلك؛
-المستوى الثالث: ضبط كلمات النص بالشكل، كلّاً أو جزءاً، بحسب ما يتم الاتفاق عليه.
-المستوى الرابع: الاستشارة العلمية: في حالة ما إذا ظهرت هناك طلبات سنُحدثُ خدمة الاستشارة العلمية، بعرض الدراسات على أساتذة مختصّين من أعضاء اللجن العلمية المعتمَدين في التخصص بالمؤسسات الجامعية لقراءة الدراسة وإنجاز تقرير علمي استشاري بشأنها يقدم إلى صاحبها.

وبخصوص وسائل اشتغال المدقق، نقرأ في أرضيته التقديمية أن “أهداف مشروع المدقق استعمالُ وسائل تقنية في ضبط العلاقة بينه وبين طالبات وطالبي خدماته في ما يتعلق بمجمل عمليات خدمة التدقيق: إيداع النصوص المراد تدقيقها، تحديد عدد الصفحات وأتعاب التدقيق، الموافقة على إنجاز الخدمة، التفاعل مع من يعنيه الأمر أثناء عملية التدقيق، الإشعار بإنجاز الخدمة، التوصل بوسيلة الأداء، إعادة إرسال النصوص مُدقّقة إلى أصحابها مع الوثائق الضرورية… وسيتم مجمل هذه العمليات بواسطة الأنترنيت، وعن بُعْد (à distance) بالاعتماد على وسيلتين تقنيتين متكاملتين:
الوسيلة الأولى: الموقع الإلكتروني www.almoudakkik.ma
وهو مكون من زاويتين:
-زاوية الزبناء، التي تُفتح أمام كل طالب خدمة راغب في ذلك عن طريق فتح حساب خاص به، يقترحه بنفسه ولا يعرفه إلا هو، ويمكّنه هذا الحساب من الدخول إلى الحيز المخصص له لإيداع النص وتتبع المستجدّات بشأنه متى أراد ذلك. (هذه الزاوية غير جاهزة للعمل الآن).
-زاوية تفاعلية عامة: وتتضمن التعريف بمراجع المدقق وهويته وأهدافه وخدماته ووسائل اشتغاله والتزاماته وأسئلة ومساهمات وآراء من يرتاده من المهتمّات والمهتمين، وهي زاوية ستبنى مكوناتها تدريجيا بمقاربة تشاركية مع كل الفاعلين والمهتمين والمتعاونين والأساتذة الباحثين. وقد دعمنا هذه الزاوية بصفحة على “فيسبوك” تحمل الاسم نفسَه، وفيها ننشر ملحوظاتنا حول بعض القضايا ذات الصلة بالتدقيق اللغوي.

الوسيلة الثانية: البريد الإلكتروني:

contact@almoudakkik.ma
a.ouahoub@almoudakkik.ma

ويؤدي وظائف البريد الإلكتروني العادي بين المدقق والراغبات والراغبين في خدماته، بما في ذلك إيداع النصوص المراد تدقيقها وإنجاز كل العمليات التالية للتدقيق التي سبق ذكرها أعلاه.

ويلتزم “المدقق” بالسرية التامة في التعامل بينه وبين المستفيدات والمستفيدين من خدماته؛ إذ تظل العلاقة العمودية، حصريا، بين الطرفين.
كما يلتزم الموقع بعدم استعمال مضمون النصوص المودَعة لديه أو التصرّف فيها بأي طريقة من الطرق، طبقا للضمانات القانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *