أثار مشهد وفاة “زهور” بادرت بالتبرع لشقيقها بكليتها ضمن أحداث مسلسل “كاينة ظروف” جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بسبب رفض ربط التبرع بالأعضاء بالموت.
وفي الحلقة 25 من المسلسل الدرامي الذي يعرض على القناة المغربية الأولى، توفيت الشابة “زهور” التي تجسد شخصيتها الممثلة رباب كويد، بعد أن عانت من مضاعفات صحية أعقبت عملية تبرعها بكلية لأخيها، الذي أصيب بالفشل الكلوي الحاد.
وخلّف مشهد وفاة المتبرعة صدمة بين عدد من متابعي العمل الدرامي وأخصائيي أمراض الكلى، الذين عبروا عن رفضهم لـ”تمرير رسائل سلبية، من شأنها التأثير على عملية ووتيرة التبرع بالأعضاء في المغرب”.
ويعتبر مسلسل “كاينة ظروف” من بين الأعمال الرمضانية التي تحظى بأعلى نسب المشاهدة في المغرب، حيث حقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة.
ويسلط هذا المسلسل الاجتماعي الدرامي الضوء على حياة 3 سجينات، تجمع بينهن علاقة صداقة قوية داخل أسوار السجن، قبل أن يغادرنه ويجدن أنفسهن في مواجهة تحديات الاندماج داخل المجتمع.
كاتبة السيناريو ترد
وتباينت آراء متابعي المسلسل حول الهدف من مشهد وفاة “زهور”، بين من حذّر من خطورة مثل هذه المشاهد التي قد تؤدي إلى العزوف عن التبرع بالأعضاء، ومن اعتبر المشهد “ضرورة للفت الانتباه إلى أهمية المتابعة الطبية بعد إجراء العمليات الجراحية”.
وتفاعلا مع ردود الفعل التي خلفها مشهد وفاة المتبرعة بالكلي، نفت كاتبة سيناريو المسلسل، بشرى مالك، أن تكون وفاة زهور ناتجة عن التبرع بكليتها، أو بهدف ترهيب المشاهدين من عملية التبرع بالأعضاء.
وأضافت في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لو كانت الغاية من وفاة الشخصية متعلقة بالتبرع بالأعضاء، لتوفيت مباشرة بعد خروجها من العملية الجراحية دون أن تتعرض لتعفن بعد الجراحة بسبب الاستهتار بصحتها”.
وأوضحت مالك أن “وفاة الشابة مرتبط بالإهمال الطبي، بعد أن رفضت الكشف عن الألم الذي كانت تعانيه لشقيقها، الذي كان يصر عليها لزيارة الطبيب، قبل أن تتوفى بعد تدهور حالتها الصحية في صمت”.
وأكدت الكاتبة أنها “كانت تتوقع الجدل” القائم حاليا حول وفاة شخصية “زهور”، مما دفعها إلى “إبراز سبب الوفاة في الحلقات السابقة، والمتعلق بالإهمال الطبي بعد الجراحة”.
وتعتبر السيناريست أن هذا الجدل “يؤكد تفاعل الجمهور مع أحداث المسلسل، ويبين الاهتمام بتفاصيل شخصيات العمل”.
التبرع بالأعضاء.. عملية آمنة
وفور عرض مشهد موت الشخصية التي تبرعت بكليتها، سارع عدد من أخصائيي أمراض الكلي في المغرب إلى طمأنة المتابعين حول سلامة عملية التبرع، داعين إلى “ضرورة توظيف الفن والإعلام في المساعدة على إشاعة ثقافة التبرع بالأعضاء”.
وقال رئيس الجمعية المغربية لطب الكلى، الدكتور طارق الصقلي، إن “الطريقة التي تناول من خلالها المسلسل موضوع التبرع بالأعضاء لم تكن موقفة، وأعطت نظرة سلبية ومخالفة للواقع”.
وأضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الوفاة نتيجة التبرع بالكلى شبه منعدمة”، مبرزا أنه “لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لشخص متبرع منذ انطلاق العملية في المغرب”.
وتابع: “موضوع التبرع بالأعضاء غالبا ما يتم التطرق إليه بشكل سلبي في الأعمال التلفزيونية. وقد عبّر عدد من المرضى عن تخوفهم من أن يؤثر مسلسل (كاينة ظروف) على عملية التبرع بالأعضاء”.
وأشار الطبيب المتخصص في أمراض الكلى، إلى أن “الإقبال على التبرع بالأعضاء في المغرب يعد ضعيفا، حيث لا تتجاوز عمليات زرع الكلى 50 عملية سنويا، في الوقت الذي يلجأ فيه 37 ألف شخص لتصفية الكلى بشكل دوري”.
واعتبر الصقلي أن “على صناع الدراما استغلال التأثير الذي يحدثونه في المجتمع بشكل إيجابي وتمرير رسائل للتوعية، مع تشديد المراقبة على السيناريوهات والاستعانة بالمختصين في المجال الطبي في حال التطرق لمواضيع لها علاقة بالصحة”.
أسماء حسن: سكاي نيوز عربية