يتحدث رئيس الفدرالية الوطنية لمهن توزيع المنتجات واسعة الاستهلاك “تجارة”، محمد، في هذا الحوار على تعبئة الموزعين خلال شهر رمضان، الذي يعرف طلبا قويا على المنتجات الغذائية والعديد من الإكراهات اللوجستية

كيف تقيمون أداء سوق التوزيع خلال شهر رمضان؟

يتميز سوق توزيع المنتجات واسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان بتعبئة متعددة الأبعاد تشمل: الموارد البشرية، والاستفادة المثلى من الوسائل المتاحة، والمخزون وتنوعه، مع مراعاة التغييرات التي تشهدها أنماط الاستهلاك خلال هذه الفترة.

وعلى الرغم من السياق الاقتصادي الصعب وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية وأزمة ما بعد كوفيد-19، يبذل قطاع التوزيع في المغرب أقصى جهوده من أجل الحفاظ على مكانته، من خلال التواجد على نطاق واسع في جميع أنحاء التراب الوطني.

ونعمل على التحكم المسبق في احتياجات المستهلكين من خلال التخزين الكافي للمنتجات، وكذا نقلها إلى نقاط البيع، وذلك قصد تنويع المنتجات وإتاحتها بجودة عالية.

كيف يتعبأ الموزعون لضمان التموين الكافي خلال الشهر الفضيل؟

لدينا، بشكل مسبق، القدرة على التحكم في الأمر من المنبع من خلال الشراكات المبرمة مع الجهات الفاعلة في القطاع من منتجين ومكلفين بالتخزين وغيرهم، وصولا إلى النقل نحو نقاط البيع والتوزيع في احترام للشروط الصحية.

ويتسم مسار التعبئة لدينا بحس المسؤولية والعمل بجد بغية تمكين مواطنينا من الحصول على المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية التي يحتاجون إليها في الوقت المحدد، وذلك حتى يتسنى لهم قضاء شهر رمضان في أفضل الظروف.

ماذا عن السلسلة اللوجستية؟

تضطلع السلسلة اللوجستية بدور حاسم في تطوير قطاعات الاقتصاد بأكملها، حيث تساهم في نجاح عملية التوزيع من خلال تدبير أمثل ومتكامل للمنتجات، فضلا عن نقلها نحو مختلف أنحاء المملكة.

وفي هذا الإطار، قمنا بإحداث لجنة متخصصة في الخدمات اللوجستية حتى تُدمج رؤية الأداء العام للتوزيع. والواقع أنه لا يمكن أن يكون التوزيع تنافسيا ومولدا للقيمة من دون لوجستيك مرن وقابل للتكيف مع التغيرات التي تشهدها أسواقنا وأنماط استهلاكنا.

وهذا دون التغاضي عن التجارة الإلكترونية التي تستدعي بدورها خدمات لوجستية ملائمة والتي تعيد حاليا تشكيل المنطق التقليدي للتجارة والتوزيع.

وتتموقع فدرالية مهن توزيع المنتجات واسعة الاستهلاك “تجارة” كفاعل مواطن وقوة اقتراحية لفائدة شركائنا في القطاع العام بهدف تشكيل رؤية متكاملة حول التوزيع، تشمل الخدمات اللوجستية.

كما يتم الرجوع إلينا من أجل إغناء التفكير واتخاذ القرارات بشأن المناطق اللوجستية ومساهمتها في تطوير القطاع.

ما هي المنتجات الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان المبارك؟

يعتبر الشهر الفضيل شهر الاستهلاك بامتياز. ويتصدر الحليب والطماطم والبيض والتمر واللحوم والأسماك والسكر والفواكه الجافة وكذلك التوابل، قائمة المنتجات الأكثر استهلاكا خلال شهر الصيام.

وقد تختلف هذه المنتجات باختلاف المناطق الجغرافية وأنماط الاستهلاك.

وبناء على ذلك، نقوم بتحليل البيانات والمعطيات المتعلقة بالاستهلاك حسب الحجم والجهة بشكل يسمح لنا بتحقيق التوازن بين المنتج والسوق، والوفرة والاستهلاك دون انقطاع.

كيف يتعامل الموزعون مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية؟

لا نؤثر بأي شكل من الأشكال على الأسعار، إذ تدخل هذه الأخيرة ضمن منطق أكثر تعقيدا يتعلق بالعرض والطلب، وتوفر المواد الأولية، وتكاليف التجهيز، والخدمات اللوجستية، إلى جانب عوامل أخرى تكون في بعض الأحيان غير متوقعة كجائحة كورونا أو سياق الحرب وتغير المناخ الذي نشهده حاليا.

وتتمثل مهمتنا الرئيسية في توزيع المنتجات الأكثر استهلاكا في أفضل الظروف لفائدة المستهلك المغربي، مع ترشيد تكاليفنا حتى يتمكن المستهلك من الحصول عليها في ظروف ممتازة.

ما هو الدور الذي تضطلع به الفدرالية؟

تجمع فدرالية “تجارة” بين الفاعلين والموزعين الرئيسيين للمنتجات واسعة الاستهلاك في العديد من الأنشطة على غرار الصناعة الغذائية ومنتجات النظافة ومواد التنظيف والاتصالات والمطاحن … وذلك حتى تكون مخاطبا مشتركا لدى السلطات العمومية.

وتعمل الفيدرالية بكامل إمكاناتها من أجل هيكلة وتحديث وتطوير قطاع التوزيع من خلال مجموعة متنوعة من الإجراءات والشراكات الاستراتيجية.

كما تمثل وتتحاور مع مختلف الفاعلين والشركاء قصد جعل قطاع التوزيع رافعة حقيقية للنمو وتوليد القيمة.

وتحرص فدرالية “تجارة” على الجمع بين الفاعلين في القطاع، وتوحيد جهودهم وإشراكهم في دينامية حقيقية بناءة ومواطنة، مدفوعة قبل كل شيء بالمصلحة العامة.

وفي هذا السياق، يشكل القطاع العام والإدارات المغربية شركاء داعمين لنا بهدف رفع التحدي المتمثل في إرساء تجارة مسؤولة وملتزمة تلبي تطلعات المستهلك المغربي، على الرغم من الظرفية الدولية الصعبة وغير المسبوقة.

وتعالج اللجان الموضوعاتية، باعتبارها قوى اقتراحية، داخل فدرالية “تجارة” مواضيع متعددة، تشمل الجوانب الصحية، وترشيد العمليات، والرأسمال البشري، والتجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية الخضراء، وغيرها الكثير، وذلك بهدف العمل مع باقي القطاعات على تحقيق نمو اقتصادنا الوطني.

* أجرى الحوار: (زين العابدين تيموري) وكالة لاماب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *