le12.ma -كورة

 

تتالت، في الفترة الأخيرة، “أزمات” و”فضائح” عالم كرة القدم الإفريقية، التي بلغت ذروتها في النصف الأول من 2019. وإذا كانت الكرة الإفريقية قد اتسمت، منذ زمن طويل، بالعشوائية والتخبط المتواصل على مدار سنوات، فإن الشهور الأخيرة شهدت أحداثا “شوّهت” سمعة القارة السمراء في باقي أنحاء العالم.

في هذه الورقة نلقي الضوء على أبرز الفضائح والأحداث المثيرة المتعلقة بالكرة الإفريقية ومسابقاتها.

“فضيحة” تقنية الفيديو

في مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، التي جمعت الترجي التونسي بالوداد البيضاوي المغربي في نهاية ماي الماضي، تابع العالم على المباشر واقعة غريبة. فمع بداية الشوط الثاني للمباراة، وبعد تقدّم الترجي بهدف دون رد، نجح الوداد في تسجيل هدف التعادل بعد 12 دقيقة. لكن سُرعان ما ألغى الحكم الغامبي بكاري غاساما الهدف بداعي التسلل، ليحتجّ لاعبو الوداد على إلغاء الهدف، مطالبين باللجوء إلى تقنية الفيديو -ڤار.

لكنّ رد غاساما كان غريبا، إذ رفض اللجوء إلى تقنية الفيديو، ليضطرّ لاعبو الفريق المغربي إلى الامتناع عن استكمال المباراة، بسبب تعنّت الحكم.

وبمرور الوقت وإصرار لاعبي الوداد على موقفهم، اتضح أن تقنية الفيديو معطّلة منذ بداية المباراة، التي توقفت أكثر من ساعة، في ظل رفض قاطع من لاعبي النادي المغربي استئنافها.

وقد أجبر موقف الوداد الصارم مسؤولي الاتحاد وطرفي المباراة على النزول إلى أرض الملعب لمحاولة إيجاد حلّ، لكن الوداد أصر على عدم استكمال المباراة دون تقنية الفيديو.

وتلقى غاساما تعليمات بضرورة إنهاء المباراة، ليُعدّ الوداد “منسحبا” ويحتفل لاعبو الترجّي باللقب ويتسلموا الكأس في ملعب رادس.

لكنْ بعد أيام قليلة، خرج الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” بقرار إعادة مباراة الإياب عقب انتهاء بطولة كأس الأمم، ليخرج رئيس “الكاف”، أحمد أحمد، بتصريحات غريبة اعترف فيها بشكه في أن “مؤامرة” تُدار من خلف ظهره…

فساد واعتقالات

لم يكد يمر أسبوع واحد على “مهزلة” نهائي دوري الأبطال، حتى ظهرت تقارير صحافية تفيد باعتقال أحمد أحمد في العاصمة الفرنسية.

وتأكد اعتقال رئيس “الكاف” من قِبل السلطات الفرنسية، بسبب اتهامه في قضية فساد، متعلقة بمنح إحدى الشركات حق رعاية الاتحاد مقابل 830 ألف دولار.

وقد تم التعاقد بعد فسخ العقد مع شركة “بيما” (Puma) والتوقيع مع شركة فرنسية، وظهرت شبهة فساد حول هذه الصفقة، نظرا إلى وجود علاقة وطيدة تجمع أحمد أحمد برئيس الشركة المذكورة.

وقد تحرّكت السلطات الفرنسية بعد بلاغ تقدم به المصري عمرو فهمي، السكرتير السابق لـ”الكاف”، اتهم فيه أحمد أحمد بـ”الفساد”.

ووجّه فهمي لرئيس “الكاف” تهمة تقديم رشوة قدرها 20 ألف دولار لبعض المسؤولين مقابل المشاركة في تلك الصفقة. كما اتّهِم بشراء سيارتين جديدتين مقابل 400 ألف دولار على حساب الاتحاد .

لكن السلطات الفرنسية أفرجت بعد ذلك عن رئيس “الكاف”، الذي توجّه إلى مصر، لمباشرة أعماله خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية، المتواصلة هناك.

 فضيحة وردة

تواصَل مسلسل الفضائح في البطولة الإفريقية يوم 21 يونيو الجاري، وتفجّر أحد فصوله في قلب معسكر المنتخب المصري. فقد اتّهِم عمرو وردة، لاعب منتخب مصر، بالتحرش لفظيا بإحدى الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تهتزّ أركان المعسكر بفضيحة جنسية مدوية للاعب نفسه…

فقد خرجت فتاة مكسيكية بمقطع فيديو يدين اللاعب المصري بفعل مشين، ليقرّر اتحاد الكرة استبعاده من المعسكر فورا. كما تقرّر إبعاده عن المنتخب إلى الأبد.

لكن لاعبي الفراعنة، وعلى رأسهم محمد صلاح، تدخّلوا لإقناع المسؤولين بضرورة إعادة وردة للمعسكر، إذ طالب نجم ليفربول بمنحه فرصة ثانية بعد إقراره بخطئه واعتذاره عنه.

وقد تعرّض صلاح لاتهامات عديدة من عدد هائل من الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لدعمه “متحرشا”، خصوصا بعد خروج قرار رسمي من الاتحاد المصري لكرة القدم يفيد بإعادة اللاعب إلى المعسكر من جديد والاكتفاء بإيقافه حتى نهاية الدور الأول.

 

“صفعة” في معسكر مالي

وشهد معسكر منتخب مالي أيضا واقعة غريبة، انتهت باستبعاد آداما نياني بعدما قام بتصرف غير أخلاقي ضد زميله وقائد الفريق، أبدولاي ديابي.

وقد بدأت فصول هذه الواقعة بعد طلب المنتخب المالي حلاقا داخل فندق الإقامة، لينشب شجار بين نياني وديابي، بعدما أراد الأخير قصّ شعره قبل الجميع.

لم يعجب تصرف ديابي زميله نياني، ما أدى في النهاية إلى صفع الأخير بصفع قائدَه، ما دفع الاتحاد المالي لكرة القدم إلى استبعاده من المعسكر كإجراء تأديبي.

فهل تتوقف أزمات وفضائح الكرة الإفريقية عند هذه النماذج أم ترى فصولها تتواصل إلى ما لانهاية؟..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *