افتتحت اليوم الثلاثاء بشنغهاي، الدورة العشرين لمعرض شنغهاي الدولي لصناعة السيارات، بمشاركة عدة دول من بينها المغرب.

وتم افتتاح الجناح المغربي بهذه المناسبة من طرف الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، الذي يقود جولة ترويجية بالصين، رفقة المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات علي صديقي.

ويعرض الجناح المؤهلات التي تجعل من المغرب وجهة مفضلة للمصنعين في قطاع السيارات، وتم تقديم شروحات بهذا الفضاء لمختلف الزوار والفاعلين الذين يبحثون عن معلومات حول السوق المغربي، وعن الفرص التي تتيحها المملكة كسوق واعد، ومنصة نحو مناطق أخرى في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا.

وأصبح قطاع صناعة السيارات من أكثر القطاعات الواعدة للنشاط الاقتصادي في المغرب، مع حوالي 100 مليار درهم من الصادرات سنة 2022، ليفرض نفسه كركيزة للاقتصاد المغربي وصادرات البلد.

ويعتبر المغرب اليوم المنتج الرئيسي لسيارات الركاب في إفريقيا بقدرة مركبة تقدر بمليون سيارة في السنة. ومع أكثر من 65 في المائة من المكونات 100 في المائة مصنوعة بالمغرب، فإن المنظومة الوطنية للسيارات، المكونة من أكثر من 250 مناولا، تعمل عبر مجموع سلسلة القيمة وتنتج محليا 9 طرازات من السيارات حتى الآن.

كما أن المغرب ملتزم بقوة في عملية تقليص استهلاك الطاقة من خلال استخدام الطاقات المتجددة من طرف القطاع، ذلك أنه سنة 2022، جاءت نسبة 41 في المائة من القدرة المركبة للسيارة من انتاج خالي من الكربون، والهدف سنة 2030 هو الانتقال لـ 64 في المائة.

وبالإضافة لذلك، يقدم الجناح معلومات عن المناخ العام للأعمال بالمغرب والامتيازات التي تقدمها المملكة، فضلا عن أكبر البنى التحتية الكبيرة بالبلد، من بينها شبكة الطرق السيارة المتطورة وميناء طنجة المتوسط، والذين يشكلون قوة المغرب، فضلا عن مؤهلات أخرى.

كما تم تسليط الضوء خلال هذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية 27 أبريل الجاري على إمكانية الولوج الذي يتيحه المغرب، مع 54 اتفاق للتبادل الحر، أي سوق يقدر بـ 1,3 مليار مستهلك.

وتم أيضا عرض فيلم مؤسساتي بالجناح، يبرز التقدم المحقق من طرف المغرب في مجال تطوير البنية التحتية، ويسلط الضوء على الفرص التي يتيحها التعاون بين المغرب والصين، البلدان المرتبطان بشراكة استراتيجية منذ سنة 2016.

وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة أشار الجزولي إلى أهمية مشاركة المغرب في هذا المعرض الذي يظل أكبر حدث لصناعة السيارات في العالم.

وسجل أن صناعة السيارات في المغرب بلغت طاقة إنتاجية تصل لمليون سيارة بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من هذه الصناعة محركا للتصدير واحداث فرص الشغل.

وبعد أن ذكر بالابتكارات الرئيسية التي عرفها القطاع، لا سيما تلك المتعلقة بسيارات الطاقة الجديدة، سجل الوزير أنه يرتقب أن يتم الاستثمار في هذا القطاع، وذلك عبر اجراء تبادلات واسعة، بمناسبة معرض شنغهاي، بهدف جذب الاستثمارات الصينية في مجال التنقل الكهربائي بالمغرب.

ويعتبر معرض شنغهاي للسيارات أول معرض دولي للسيارات من الدرجة الأولى يقام في الصين منذ أن رفع البلد التدابير الاحترازية الصارمة في اطار استراتيجيته لمكافحة جائحة كوفيد-19.

ويشارك في هذا المعرض المنظم بالمركز الوطني للمعارض والمؤتمرات (شنغهاي) أكثر من 1000 شركة من جميع أنحاء العالم، لتسليط الضوء على أحدث التطورات التكنولوجية لصناعة السيارات.

وتمتد مساحة المعرض على أكثر من 360.000 متر مربع، مع 13 قاعة عرض داخلية.

وتنظم الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمارات والصادرات على هامش هذا المعرض ندوة “موروكو ناو” تحت شعار “الصين-المغرب: ربط اقتصاداتنا من خلال التجارة والاستثمار”، وهي فرصة لتقديم مؤهلات المملكة لصالح المستثمرين الصينيين، لاسيما تنافسية المنظومة الصناعية، وجودة الرأس المال البشري، وإمكانية إزالة الكربون، والتحسن المستمر في مناخ الأعمال.

وأكد الجزولي في هذا الصدد أنه “تحت قيادة  الملك محمد السادس، يدخل المغرب في مرحلة جديدة من تنميته، من خلال العديد من الفرص الجديدة التي يمكن أن تشكل أساس تنمية الشركات الصينية “.

وبعد شنغهاي، سينتقل الجزولي لبكين لعقد عدة لقاءات عمل مع صناع القرار الرئيسيين في الاقتصاد الصيني. كما سيعقد اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى مع مسؤولين رسميين بالبلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *