عاد النعمة ميارة، ذو الصفات العديدة على رأسها رئيس مجلس المستشارين وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس نقابته، (عاد) إلى جادة الصواب بعدما سبق له أن هاج على الحزب والحكومة والديبلوماسية المغربية.
*يونس دافقير
كان الملك الحسن الثاني رحمه الله قد شبه البرلمان بالسيرك، ولو أطال الله في عمره إلى اليوم، لشاهد أن الفايسبوك هو أضخم سيرك على الإطلاق هذه الأيام.
ما كان ينقص البرلمان لاستكمال طقوس وفرجة السبرك، توفر للفايسبوك،: عجول هنا وأبقار وجواميس هناك، وبينها وفي جنباتها جمهوريهيج على المباشر.
في هيجان السيرك الفايسبوكي، وتحت حوافر الغريب من حيواناته، مرت أحداث معبرة، لكن الناس لم تعد ترغب في الجاد من الأمور، تلك طبيعة السيرك وقوانينه: البحث عن الفرجة، وانتظار أن تبلغ الذروة بأن تسقط الحيوانات ( الجواميس والعجول .. ) سائسيها أرضا.
في غضون ذلك عاد النعمة ميارة، ذو الصفات العديدة على رأسها رئيس مجلس المستشارين وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس نقابته، (عاد) إلى جادة الصواب بعدما سبق له أن هاج على الحزب والحكومة والديبلوماسية المغربية.
وقرأنا تصريحاته التي تطفئ، بما يحفظ ماء وجهه بعدما تبرأ الحزب من لسانه، النيران التي أشعلها في تلابيب الأغلبية الحكومية.
وعاد في تغطيات صحفية أخرى للتراجع عن اندفاعته المباغثة الرعناء تجاه إسبانيا.
وحسنا فعل حزب الاستقلال بأن أغلق باب هذه الفرجة غير الممتعة لأحد، فقرأنا في بلاغ لجنته التنفيذية أن الحزب بكل مكوناته ملتزم بميثاقالأغلبية والتضامن الحكومي.
لقد ألقى والي بنك المغرب ومندوب التخطيط بكثير من اللبس والضبابية غلى المشهد المؤسساتي، ولم تكن الصورة بحاجة لمن يربكها أكثر منداخل الحكومة.
وكم كان المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ذكيا في التقاط فكرة بحث أحزاب الأغلبية الثلاث عن الخلاص الفردي، بدل تحمل مسؤوليتها الجماعية أمام الشعب.
ولم تسمح فرجة سيرك العجول للناس بأن تلتقط أفضل بلاغ صدر عن أحزاب المعارضة حتى اليوم.
لقد ابتعدت المعارضة الاتحادية عن استعراضية ومبالغة التقدم والاشتراكية، كما ابتعد عن شعبوية البيجيدي التي رفعت شعار “الطلاب يطلب ومرتو تصدق” في بلاغ توزيع الصدقات.
لم يوزع الاتحاد الاشتراكي أمام الجمهور دروس ما ينبغي القيام به من طرف الحكومة للتجاوب مع القلق الشعبي، بل قال إنه شكل لجنينة من بين أطره للتفكير في الوضع. يحسب له في هذا أنه لا يستسهل الأجوبة الجاهزة.
مسألة أخرى مهمة قالتها المعارضة الاتحادية: الحزب سيبلغ مقترحاته بالطرق الدستورية، كانت تلك ضربة معلم فوق رأس والي بنك المغرب ومندوب التخطيط وحزبي نبيل بنعبد الله وعبد الإله بنكيران.
كان الاستقلال والاتحاد الاشتراكي نقطتي ضوء نهاية الأسبوع الماضي، لكن السيرك الفيسبوكي منشغل بالعجول والجواميس في شوارعالرباط.
وإن سألته، سيجيبك بلغة السيرك العميقة: وفيما ستنفعني هضرة الأحزاب؟.
من الواضح أن العجول وحدها تشبع شهية السيرك، ولو كانت عجولا حزبية.
*كاتب صحفي