يسيطرون بقوة على أسواق رمضان في المغرب، يصنعون ويهتمون بكل التفاصيل ويبيعون حلوى الشباكية بكل أصنافها، باعتبارها حلوى رمضان عند المغاربة.

عندما تتجول في أسواق المغرب، تجد رجالا يرتدون وزرات بيضاء، ويضعون على رؤوسهم قبعات بيضاء أيضا، منهمكون بتركيز في مطابخ مفتوحة في صناعة الحلوى الرمضانية المغربية الأشهر، الشباكية.

ينقسمون إلى فريقين اثنين يشتغلان معا بتكامل، نضف الفريق يشتغل على العجينة الأساسية لحلوى الشباكية، ولكل محل وصفته الخاصة، فكلما اقتربت منهم، هاجمت أنفك روائح زكية، تشير إلى أن رمضان لا يمكن أن تمضي يومياته من دون شراء حلوى الشباكية.

يخضع عجين الشباكية، إلى عملية خلط للمكونات في الوصفة، واساسها الدقيق، قبل تقطيع العجين إلى قطع صغيرة، لتحمل أنامل الحلوانيين القطعة الصغيرة، وتنفذ عليها حركات سريعة، للتشبيك، فتولد حبة واحدة من الشباكة أو المخرقة.

لما ترتفع درجة حرارة زيت القلي، إلى الدرجة المطلوبة، يجري غمس ناعم لقطعة الشباكية في حمام الزيت، وباستعمال محراك يدوي معندي، يجري ضمان استكمال القلي، قبل الرفع إلى المرحلة الموالية في رحلة الشباكية.

تأخذ حلوى الشباكية حمامها الثاني في العسل، لتأخذ شكلها النهائي، فتخرج في الختام بلون بني ما بين فاتح أو داكن، بحسب تقديم معلم الشباكية.

لم تنتعش حلوى الشباكية في حمام العسل، يحرص الرجال الحلوانيون على رش الزنجلان كما يسمى مغربيا، أي السمسم وفق المتعارف عليه عربيا كاسم رسمي.

يوزع الحلوانيون ابتساماتهم على العابرين، وينهمكون في خدمة الزبون الراغب في العودة إلى البيت بالشباكية.

 أصبح رجال الشباكية علامة لشهر رمضان في أسواق المغرب، فهم سخروا حياتهم للاستمرار في تقديم حلوى المغاربة في شهر رمضان، ورفيقة شوربة الحريرة الدائمة.

*عادل الزبير / مراسل مجموعة العربية في المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *