عراب قصر الاليزي في العراق على عهد شراك، الذي أصدر مؤخراً كتاباً استثنائياً بعنوان «الآخرون لا يفكرون مثلنا»، عاش الغزو الأميركي للعراق ربيع عام 2003 «من الداخل»، يروي القصة كما عاشها
تأخذكم جريدة le12.ma، طوال شهر رمضان الكريم، في رحلة كشف أسرار حرب دمرت العراق، بناءا على تقرير إستخبارتي تأكد بعد عشرون عاما على سقوط بغداد، بأنه مضلل وعديم المصداقية.
في الملحق الإعلامي الخاص بشهر رمضان، يكتب، يتحدث، يروي، ويصرح، نقلا عن يومية الشرق الأوسط العريقة وغيرها، أكثر من مسؤول رفيع المستوى عربيا وغربيا، حول 20 عاما من عن دمار القوة العسكرية الأولى وقتها في الخليج.
ونواصل الحلقات المفقودة في حقيقة الحرب على العراق، وهذه المرة من خلال شاهد على الحرب، إنها السفير الفرنسي السابق بغداد ق موريس غوردو مونتاني.
عراب قصر الاليزي في العراق على عهد شراك، الذي أصدر مؤخراً كتاباً استثنائياً بعنوان «الآخرون لا يفكرون مثلنا»، عاش الغزو الأميركي للعراق ربيع عام 2003 «من الداخل»، يروي القصة كما عاشها في حوار خص به ميشال أبو نجم الصحفي في «الشرق الأوسط».
وفيما يلي نص الحوار:(الجزء الأخير)
ثمة قناعة مترسخة أن الأميركيين ارتكبوا بعد احتلال العراق الكثير من الأخطاء وأولها ربما حل الجيش العراقي على يدي المبعوث الأميركي وحاكم العراق بول بريمر. ما تحليلك؟
نظام صدام كان ديكتاتورياً، وقد حكم العراق بيد من حديد.
والعراق بلد متنوع وفي بيئة إقليمية صعبة تتأرجح بين العالم التركي والإيراني والكردي والعربي…
وهو مفترق حضارات وديانات، وبالتالي هو في حالة بحث دائم عن التوازنات. وديكتاتورية صدام أوجدت ضوابط وسيطرت على الوضع.
ولكن مع انهياره ودخول الأميركيين الذين ربحوا الحرب بسهولة بفضل ما حشدوه من إمكانيات عسكرية هائلة، أصبحت إدارة البلاد بيدهم، وقرار بريمر الذي لم يكن يملك الخبرات المطلوبة، بحل الجيش العراقي، كانت له نتائج سيئة؛ إذ إن العسكريين رجعوا إلى بيئاتهم وحملوا أسلحتهم معهم.
والجميع يعلم أن توافر السلاح بالتلازم مع وجود مشاكل معقدة يفتح الباب لحروب أهلية، وهو ما حصل في العراق.
والحال أن الدول التي تمتلك إدارة وأجهزة قوية تحصر السلاح بقواتها الأمنية وبجيشها. وأريد أن أضيف أن الحرب الأميركية أسقطت التوازنات التي أقرها القرار الدولي للعام 1988 الذي وضع حداً للحرب العراقية ــ الإيرانية.
بمعنى أنها أسقطت ما يمكن تسميته «العقدة العراقية» بوجه إيران.
وأذكر أن شيراك كان دائماً يشدد على المحافظة على التوازنات في الشرقين الأدنى والأوسط، وهو ما أطاح به العمل العسكري الأميركي.ذ
لنختتم هذا الحديث بالعودة إلى عالم اليوم. ما الذي يتعين توقعه، إلى جانب مصير الحرب الروسية على أوكرانيا من نزاعات رئيسية في العامين المقبلين أو الأعوام القليلة المقبلة؟
سأقف عند العامين المقبلين اللذين اعتبر أنهما سيكونان بالغي الصعوبة، حيث ستسيطر المنافسة الأميركية – الصينية على المسرح الدولي.
فمن جهة هناك الانتخابات الرئاسية في تايوان بداية عام 2024.
ثم هناك الانتخابات الأميركية في نوفمبر من عام 2024.
ولا أستبعد أن تتكاثر الاستفزازات والتوترات.
وأعتقد أن واشنطن سوف تسعى لجر الأوروبيين والحلف الأطلسي وإدخالهما في مواجهتها مع الصين.
وبالمقابل، فإن بكين سوف تسعى لتعبئة الدول التي تقيم معها علاقات تجارية واقتصادية ورصها إلى جانبها. والحل أن نصف بلدان العالم هم شركاء للصين.
ما دور الحلف الأطلسي في المنافسة الأميركية – الصينية؟ هل الصين تدخل في الإطار الجغرافي للحلف؟
في قمة الحلف في يونيو من العام الماضي، ورد في البيان النهائي الذي تبنته المنظمة الأطلسية أن الصين «تشكل تحدياً للمنطقة الأورو – أطلسية»، وبالتالي نرى في ذلك خطوة البداية لجر الحلف.
كذلك تتعين الإشارة إلى أن رؤساء حكومات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية حضروا القمة الأطلسية في مدريد.
ثمة من يعارض من الأوروبيين هذا التوجه، ومنهم فرنسا وألمانيا؟
هذا صحيح. لذا أعتبر أن الزيارة التي قام بها المستشار الألماني أولاف شولتس إلى بكين، وتلك التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي الشهر المقبل، بالغتا الأهمية؛ لأنها تُسمع الصينيين أصواتاً مختلفة عن تلك التي يسمعونها من الأميركيين.
وعلى أي حال، فإن الخطة الأميركية تقوم على تأطير الأمن العالمي حول الحلف الأطلسي.
*المصدر: «الشرق الأوسط» بتصرف