تشهد مساجد مدينة سلا، على غرار باقي مدن المملكة، إقبالا كبيرا للمصلين لأداء صلاة التراويح، في أجواء رمضانية مفعمة بالإيمان والروحانية والسكينة.
وتعد صلاة التراويح، هذه العبادة والسنة المؤكدة، مسك ختام يوم حافل بالطاعات والقربات إلى الله، وقيم الإيثار والمودة والتكافل الاجتماعي التي تتعزز في هذا الشهر الفضيل.
ويشهد مسجد “لالة لطيفة” بحي السلام توافدا مكثفا للمصلين القادمين من مختلف أنحاء المدينة تلبية لنداء المغفرة والتواب في شهر رمضان الأبرك، مع إعلاء كلمة ” الله أكبر” من طرف المؤذن لأداء صلاة العشاء ونوافل التراويح.
يقول العربي الدواجي، رئيس جمعية النخيل للتنمية البشرية المشرفة على المسجد، إن الأيام التي سبقت حلول هذا الشهر الفضيل شهدت استعدادات مكثفة لتوفير الظروف الملائمة لاستقبال المصلين في أجواء روحانية.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مسجد “لالة لطيفة” يستقبل في شهر رمضان حوالي 3500 مصل من رجال ونساء وأطفال، وهو ما تطلب العمل على تهيئة فضاءات المسجد وساحاته المجاورة في ظل الإقبال الكثيف الذي يشهده لأداء هذه السنة المؤكدة.
وقصد توفير كل الظروف المناسبة حتى تمر أجواء رمضان بالمسجد في أحسن الأحوال، يسجل الدواجي، تم ترميم مختلف مرافق المسجد وتهيئة فضاءات إضافية للصلاة للرجال والنساء، من خلال تفريشها، علاوة على تجهيزها بمكبرات صوت وثلاجات لتبريد المياه.
ومن جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أن مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دأبت كل شهر رمضان على استقدام خريجي مدارس القرآن الكريم لإمامة المصلين، وهي سنة حميدة تساهم في تعزيز الأجواء الروحانية التي تسم صلاة التراويح. كما تتوخى هذه المبادرة القيمة إعطاء فرصة لهؤلاء الشباب لإبراز مواهبهم في تلاوة كتاب الله تعالى وترتيله.
وكما جرت العادة، يتابع الدواجي، يحرص المجلس العلمي المحلي خلال هذه الليالي الرمضانية المباركة على إقامة دروس دينية وفقرات لتجويد القرآن الكريم من خلال دعوة ثلة من العلماء وكذا القراء المتميزين على مستوى المدينة، احتفاء بكلام الله تعالى في هذا الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن.
وأبرز الفاعل الجمعوي أن شهر رمضان يشكل أيضا فرصة لزوار المسجد للاستفادة من صفوة من العلماء الوافدين من مختلف الأقطار الإسلامية بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية، إذ تبرمج لهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حصصا لإلقاء الدروس في مساجد المملكة، ومنها مسجد “لالة لطيفة”.
ويعد مسجد “لالة لطيفة” معلمة حضارية بارزة تجمع بين الحداثة والأصالة وتراثا معماريا تقليديا ودينيا يزاوج بين عنصري الوظيفية والجمالية، حتى يكون بوسع المصلين تأدية شعائرهم في أفضل الظروف.
ويشتمل المسجد على جميع المرافق الضرورية للمصلين والقيمين على أداء الشعائر الدينية، حيث يحتوي على قاعتين للصلاة للرجال والنساء، ومدرسة قرآنية، فضلا عن مرافق أخرى.