اليابان قبل خمسة عقود من خلال قصة الكابتن ماجد، اعطت الامل لأطفال العالم، بأنه يمكنهم أن يصبحوا من الكبار، ولديهم القدرة على الفوز بكأس العالم، وبأن الفتى الياباني يمكنه أن يبهر الجميع بمهاراته وقدراته..

رغم أن السلسلة تمت ترجمتها الى لغات محلية، لكن تقاسيم وجوه الشخصيات، والكتابة، والثقافة اليابانية، كانت ممتدة عبر كل الحلقات، وعرفنا ونحن كبارا وبتغذية راجعة بأن احداث المسلسل كانت بأقدام الساموراي.

بقيت تلك الأحاسيس بالتفوق والتميز على كبار الكرة، حبيسة الرسوم المتحركة، ولم يعر أحد أي اهتمام لليابان ولا لأحلامها، وبقيت المتعة التي صنعها المسلسل لم تتحقق على أرض الواقع..!

لكن بعد جيل كامل، استطاعت اليابان ان تقارع الكبار وتصل الى كأس العالم، بل وقامت بتنظيم التظاهرة ذاتها، وقد نراها في المستقبل القريب متوجة به دون أن ان يتفاجأ أحد..

نفس القصة تتكرر مع جميع البلدان، التي ترسم اهدافا وتسعى لتحقيقها. وطبعا من بين تلك المنتخبات الحالمة، نجد في مقدمتها أسود الأطلس، التي سرعت انجازاتهم، من وتيرة تطوير كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى التنظيم أو البنيات الأساسية، ومراكز التكوين.

لن يكون غريبا إن رأينا منتخبنا بطلا للعالم في قادم الدورات.. لم لا؟ – كما قالها المدرب العالمي وليد الركراكي إبان مونديال قطر – وهو الذي هزم في ظرف أقل من سنة، منتخبات عالمية بعضها حاملة لكأس العالم، والتي كانت الى وقت قريب يخسر خصومها مباراياتهم معها قبل خوضها، من شدة الرهبة!

المغرب مدين لأبناء جاليته في التألق العالمي، وهم من سيقودون هذه المرحلة، والمراحل القادمة، وسيكونون قاطرة النجاح محليا..ذلك انه ستكون هناك وفرة في المكونين والمدربين والتقنيين بشكل تراكمي، الى جانب البنيات التحتية الرفيعة التي بدأت تتشكل كصناعة مغربية واضحة..

الجمهور المغربي، والعربي، والافريقي، رفع السقف عاليا، ولا يمكن التفكير في التراجع الى الوراء مطلقا.. وأول هدف يجب العمل على تحقيقه في أفق الظفر بتنظيم مونديال 2030 والتتويج به، هو الفوز بكأس افريقيا القادمة..

*محمد ازروال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *