وسط حزن يرقى الى حداد معنوي في الشمال، ودعت ساكنة الفنيدق تطوان، اليوم الخميس الطفلة سلمى الياسيني الى الأبد، بعدما دخلت الى مستشفى الدولة في صحة سلامة وغادرت وهي جثة هامدة.

خطأ طبي، كان كاف بأن يعجل برحيل طفلة تنحدر من عائلة فقيرة، دون أن تخرج وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ببلاغ يكشف ملابسات الحادث ويضع العائلة والرأي العام أمام وزارة لا زال ضميرها ينبض بالحياة.

إن ما واكب مأساة عائلة سلمى من تجاهل وعدم وإهتمام، يساءل المنظمومة الصحية كاملة، و الوزير الوصي بشكل خاص، الذي لا أدري هل سيغمض له جفن الليلة وهو يضع رأسه على وسادة النوم، بينما الصغيرة تتوسد التراب.

عادل تشيكيطو، البرلماني الاستقلالي السابق، ورئيس العصبة المغربية لحقوق الانسان، سيدون منشورا يعصر القلب ألمنا ويكتب حقيقة إنهيار القيم في منظومة صحة تدار مثل طاحونة.

يقول عادل، الطفلة سلمى ياسيني أتعبها الانتظار، فانتقلت إلى جوار ربها مظلومة.

سلمى المسكينة ماتت مساء اليوم بعد أن خطفتها أيادي الخطأ الطبي، وتركتها تلاقي مصيرها على سرير بارد، وامام طبيب حائر، وفي مستشفى، عاجز، تحول بالنسبة لها إلى صالة لانتظار ملك الموت، وآخر دخلته مبتسمة وخرجت منه عاجزة عن استنشاق أوكسجين.

إذا صح لي أن أتسأءل نيابة عنها، وان اضع هذا السؤال الاستنكاري القرآني؟! على مكتب وزير الصحة، واقول له بأي ذنب مات …

موت سلمى سيبقى وصمة عار على جبين وزارة الصحة ما دمنا لحد الآن لم نسمع من مسؤوليها أي تفسير حول ما تعرضت له، يقول عادل تشيكيطو، رحم الله هذه الطفلة المظلومة، ورزق أبواها الصبر والسلوان.

خطأ طبي في حق طفلة في مستشفى عمومي .. تبقى الطفلة في الإنعاش طيلة أسابيع، قبل أن تفارق الحياة … لا أحد يتحرك .. لا أحد يشرح .. لا أحد يُحاسب .. لا أحد يعتذر .. لا أحد يُقال … علاش غادي يتحركو ؟!  يتساءل الكاتب السياسي خالد أشبيان.

يقول أشيبان، “هادوك غير مواطنين من درجة بخوش، ماقاريينش فالبعثة الفرنسية أو الأمريكية، ولا يتحدثون بالفرنسية، ولا يلبسون الماركات، ولا يقضون عطلتهم في ماربيا … علاش غادي يتحركو !”.

واش غادي نحاسبو مسؤولين VIP من أجل مواطنين low cost ؟! واش بغيتوهم يتجرأو علينا ونوليو مجبرين نحاسبو ونراقبو فجميع الحالات؟! يواصل أشبان محاصرة مأساة سلمى بأسئلة حارقة.

صافي لي مات مات ويومين وغادي ينساو… لي ماماتش المرض، غادي يموت بالحكرة.. ولي ماماتش بـ الجوع، غادي يموت بالنفس لي فيه! يواصل أشيبان، بسط أسئلته الموجعة.

خالد أشيبان، سيختتم منشوره بقوله:”كم حاجة قضيناها بتركها … المهم الضرائب كيخلصوها البسطاء باش يتخلصو السفريات وبنزين سيارات الخدمة لي كتوصل وليدات الVIP كل صباح للمدارس الهاي كلاص … أما وليدات الفقراء، فلهم الله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *