ثمة ثقوب في المحاكمة، قادت الشرطة الفرنسية في باريس قبل قليل من يومه الجمعة الفنان المغربي سعد لمجرد الى السجن مكبل اليدين، بعدما جرت إدانته بالسجن لستة سنوات.
ويقضى لمجرد أول أيامه الصعبة في السجن، بعد محاكمة يرى مراقبون انها لم تتوفر فيها جميع شروط اخذ المحكمة عدد من عناصر دفوعات دفاع المتهم لتكوين قناعتها النهائية قبل إستصدار حكم الإدانة.
وساق مصدر جريدة le12.ma مثالا على ذلك بتجاهل المحكمة تنبيه هيئة الدفاع الى عدم تجريم القانون الفرنسي للعلاقات الرضائية بين الراشدين.
وأضاف، أنه في جميع أطوال المحاكمة كانت هيئة الحكم شبه مقتنعة بأن لا دليل مادي على وجود جريمة الاغتصاب، والتي ان سلمنا جدلًا بوجودها فهي وقعت في اطار علاقة رضائية تحت تأثير تناول المخدرات.
ويعتقد مصدرنا أن هيئة الحكم جانبت الصواب عندما سايرت ملتمس النيابة العامة الذي لم يكن في مصلحة المتهم، فضلًا عن استفادة المشتكية من حملة اعلامية موجهة ضد لمجرد.
وأضاف، أن المحكمة ذهبت في تعليلها للحكم بعدم وجود أي تطابق بين فحص الحمض النووي الذي أخذه المختبر الجنائي لتنوير العدالة والموجود على ملابس الضحية.
ويرى مصدرنا، أن هذه كلها ثقوب شملت الحكم، وهي في الوقت نفسه معطيات مادية تهدم مزاعم قيام جريمة الاغتصاب.
ويمنح القانون الفرنسي المهتم، حق التقدم بالطعن بالاستئناف في حكم محكمة الجنايات في باريس، أمام محكمة من درجة أعلى.
وكانت محكمة الجنايات في باريس قد قضت مساء اليوم ، بإدانة الفنان المغربي سعد لمجرد، بالسجن النافذ، على خلفية القضية التي تعودفصولها إلى سنة 2016، المتهم فيها بضرب الشابة الفرنسية “لورا بريول” واغتصابها داخل غرفة بأحد الفنادق.
وأدانت هيئة الحكم الفنان سعد لمجرد، بالسجن ست سنوات وغرامة قدرها 375 ألف يورو ومنعة من دخول فرنسا 5 سنوات.
كما أبلغت المحكمة سعد لمجرد أن أمامه 10 أيام فقط لاستئناف الحكم الصادر، كما سيتم إيداعه السجن.
وكانت القاضية لدى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالعاصمة الفرنسية باريس، أصدرت قرارا عاجلا بوضع الفنان سعد المجرد تحت تدبير الحراسة النظرية، وذلك إلى حين النطق بالحكم في حقه على خلفية اتهامه بالاعتداء جنسيا على شابة فرنسية.
هذا، وكانت النيابة العامة الفرنسية قد طالبت يوم الخميس بسجنه 7 سنوات بتهمة الاعتداء الجنسي، بينما نفى سعد يوم الأربعاء إقامة علاقة بينه وبين لورا أو اغتصابها.
وقال المدعي العام جان كريستوف موليهن في نهاية مرافعته : ” مذنب بارتكاب أعمال اغتصاب”، مطالباً أيضاً بحظر دخوله إلى فرنسا لخمس سنوات بعد قضاء عقوبته حسب ما نقلت وكالة فرانس بريس.
وأمرت رئيسة محكمة غرفة الجنايات في باريس صباح يومه الجمعة يأمر بإيداع سعد المجرد داخل قاعة تحت حراسة أمنية قبل النطق بالحكم.
وجاء ذلك بعدما استمعت هيئة المحكمة، الى جميع أطراف القضية، ودخلت في مداولة من أجل صياغة منطوق الحكم قبل النطق به.
واعتبر مراقبون، وقتها أن أمر المحكمة بإيداع لمجرد في قاعة تحت حراسة امنية قبيل. النطق بالحكم، ينطوي على مخاوف مقلقة، خاصة أن لمجردكان يتابع في حالة سراح.
ودخلت محاكمة الفنان المغربي سعد لمجرد، في جلستها الرابعة اليوم الخميس في باريس، منعطفًا ضيقًا، بعد مرافعة وصفت بالمزلزلة للممثل النيابة العامة.
وذكر مصدر مطلع، أن المدعي العام جان كريستوف موليه واجه لمجرد بعدد من الأسئلة، قبل أن يلتمس من هيئة المحكمة الحكم على المتهم بالسجن سبعة سنوات و الغرامة والمنع من دخول التراب الفرنسي.
وحاول دفاع لمجرد تفنيد التهم التي وجهته له النيابة العامة معتبرًا أن موكله بريء من التهم المتابع من أجلها وأنه لا يوجد ثمة أي اغتصاب كما ادعت الضحية، وأن العلاقات الرضائية بين الراشيدين كما ينظمها القانون الفرنسي تدحض مزاعم المدعية لورا.
واعطت المحكمة اليوم الجمعة الكلمة الاخيرة لجميع أطراف الدعوى ودفاعهما، قبل أن تختلي للتداول في الحكم.
وصرح لمجرد في اليوم الثالث من محاكمته ردا سؤال حول ما إذا كان يكذب مزاعم لورا بأنها لم تقم معه أي علاقة رضائية بقوله:”أنا لا أقول بأنها تكذب، لكنها كانت مخطئة في تقدير الموقف عندما طالب المغادرة“.
وأضاف لقد” هددتي بالاتصال بالشرطة بعد خروجها من الحمام وشعرت بالخوف وحاولت تهدئة الأمور وكان بإمكانها المغاردة لأن باب الغرفة لم يكن مغلقا“.
وكانت والدة المشتكية لورا قد ادعت تلقي ابنتها لعروض مالية لسحب الشكوى ضد الفنان المغربي سعد لمجرد، المتهم بـ “الاعتداءوالاغتصاب” في باريس عام 2016.
وقد صرحت الوالدة في جلسة المحاكمة الثالثة الأربعاء بأن ابنتها كانت تتلقى مكالمات من سعوديين أبدوا استعدادهم لدفع مابين 500 ألف ومليون يورو لسحب شكايتها، إلا أنها رفضت هذه العروض.
وأشارت الوالدة إلى أن ابنتها عانت نفسيًا كثيرًا بسبب هذه الواقعة وأنها فقدت الثقة في الآخرين، وأكدت الطبيبة النفسية هذه المعاناة خلال جلسة المحاكمة.
كما استمعت الهيئة القضائية المكلفة بالنظر في القضية إلى تفاصيل الجلسات العلاجية للمشتكية التي انصبت على معاناتها النفسية بعدالواقعة التي حدثت، وكذلك تم الحديث عن شاهدة غير موجودة للإدلاء بشهادتها، والتي تتهم أيضًا سعد لمجرد بالاعتداء عليها.
يذكر أن سعد لمجرد قد نفى التهم الموجهة إليه خلال الجلسات السابقة من المحاكمة.
و نفى، سعد لمجرد ، أمام محكمة الجنايات في باريس أن يكون اغتصب شابة فرنسية تدعى لورا، أو اقام علاقة جنسية معها.
و وسط الدعم والتعاطف الذي يتلقاه الفنان سعد لمجرد من طرف محبيه في المغرب والوطن العربي، وهو يجتاز محنة المحاكمة في باريس ظهر دعم الأسرة الصغيرة له وقع خاص.
لقد ظهر من خلال العديد من الصور والفيديوهات المسربة من باريس خلال محاكمة لمجرد، حجم التعاطف والدعم الذي يتلقه من طرف أسرتهالصغيرة.
وتعبيرا على ذلك كان لمجرد، يتوجه إلى جلسات المحاكمة مرفوقا بزوجته غيثة العلاكي، التي كانت تصفها والدته نزهة الركراكي قبل زواجهما بصديقة الطفولة الوفية لإبنها سعد.
بيد أن دعم الزوجة والحبيبة في هكذا محنة، لا يقل عن حجم دعم الأم لإبنها ومشاطرتها لمشاعر ظروف الأزمة التي يمر منها، مهما كان قويًا.
ففى رسالة مؤثرة لها عبر خاصية ستوري، ستعبر أم سعد نزهة الركراكي، كما عاينت ذلك جريدة le12.ma، عن شعور الأم تجاه إبنها ليلة النطق بالحكم في قضيته.
فقد كتبت نزهة الركراكي، ” أنا لا أخاف الموت، بقدر خوفي ان أعيش يوما بدون أولادي“.
وتذرعت إلى لله قائلة: ” اللهم خذ من عمري ورد لأولادي فأنا لا أقوى على فراقهم أبدًا“.