أتذكر أنني يوما دافعت عن رجل مغربي يسمي نفسه “الملالي“، تعرض لهجوم من عدد من الناس، بعدما اشتهر في تيك توك بمقطع فيديو وهو يغني وفي الآن نفسه يقوم بعمله في حفر الآبار..

دافعت عنه من منطلق أنه لم يفعل شيئا منافيا للقانون، وأعجبني أن شخصا مغربيا استطاع أن يثير اهتمام الناس من بلدان مختلفة، بغض النظر عن قيمة ما قام به من فعل.

كنت قلت مع نفسي، هذا مواطن مغربي بسيط. ومن حق البسطاء في هذه الحياة أن يسعدوا ويفرحوا، ومن حقهم أيضا أن يشتهروا، لأنهم أشخاص طيبون، ولا يؤذون أحدا.

ما حدث فيما بعد، أن ذاك الرجل حين اتضح له أنه أصبح مشهورا، وتوهم أنه أضحى شخصا هاما، بدأ يعطي رأيه عبر فيديوهاته في الدين وفي السياسة وفي أخلاق المرأة، وبدأ يطعن في شرف هذه ويفتي في مظهر تلك، ويتحدث عن قوامة الرجل، وعن فساد النظام السياسي، وفي أي موضوع مهما كان معقدا، ولم يعد مقتصرا دوره على فتح فمه وإظهار أسنانه وأضراسه والظهور بمظهر الرجل السعيد الذي يحفر الآبار وهو يغني، بل تجاوز ذلك، وتحول إلى واعظ وداعية ومعارض سياسي..

حينها، أدركت أنني بتعاطفي معه، واعتباري أنه شخص طيب، ساهمت في النفخ بقوة في بالون مثقوب، فاق حجم الهواء الذي نفخته فيه أنا والآخرون حجم الثقبة، فانتفخ البالون وبدأ يهتز فوق الأرض ويعلو فوق الرؤوس، قبل أن يتسرب الهواء من خارج الثقبة بسرعة، ويصبح شكله مثل مؤخرة قرد كئيب… وهذا ما كان..

أحمد الدافري: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *