تقرير إخباري:le12.ma

بينما ساد الإعتقاد عند أكثر المتفائلين داخل قيادة حزب “البام” الجريح وخارجه، من المهتمين والمتتبعين، بكون خط الود بين حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب”التراكتور”، والقطب الصحراوي البرلماني البامي، سيدي إبراهيم الجماني، قد ضاع و إنقطع للأبد، على خلفية “واقعة للنسيان”، سرعان ما كذبت روابط المشترك الإنساني والحزبي، بين الطرفين، كل تلك التكهنات..حين بصم الرجلان على مصالحة الشجعان.

لقد ضربت حكمة المصالحة، وخصلة المسامحة، وشجاعة دفن مواجع الماضي، و مسؤولية التطلع نحو المستقبل.. نحو المغرب الممكن، وهي صفات وقناعات تطبع شخصية كل من بنشماش و الجماني، ضربت إذن في مقتل، مناورات “غرارين عايشة”، ممن “يبعون القرد ويضحكون على من شراه”، لغرض في نفس”المُنعور”، و ليس يعقوب، فيعقوب نبي لله، وحاش لله أن يكون في نفس نبي الصبر، ما يفرق به بين الإخوة، من قول أو فعل أو عمل..

مساء ليلة أمس الاثنين، لم تكن كباقي ليالي حزب” البام” الحالكة، خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بقدر كانت بارقة أمل، إن لم تكن هي الأمل.. الأمل في عودة الطير إلى سربه، والغصن إلى ظله..

و لعل، القصد ليس عودة المياه إلى مجاريها، بين الجماني وبنشماش، فذلك كان رغم كيد مكائد حديدان، بل الغرض، تثبيت ركوب قلاع آل الجماني الانتخابية وأبناء عمومته، بالرباط  والصحراء، ظهر “تراكتور”، المغرب الممكن.

فبحضور القطب الصحراوي سيدي ختار الجماني، كبير شيوخ وأعيان قبيلة الركيبات، و إبن عمه الدكتور محمد الشيخ بيد الله، رجل الدولة وعميد حكماء “البام”، وتحت رقابة عدد من برلمانيي الصحراء، و قادة حزب الأصالة والمعاصرة، يتقدمهم حكيم بنشماش،  سيتأكد وسط تصفيقات من أثثوا ما وصف بـ”اللمة العائلية”، المثل الحساني القائل:”الطير ألا من فركو، والعود ألا من عركو”، أي أن” آل الجماني باميون في الرباط والصحراء، لا يخرجون عن هذه السرب الحزبي، ولا ينقطعون عن هذا المكون السياسي”..

وبعدما تبادلا في أكثر من مناسبة، مكالمات الود و زيارات الوفاء للعهد، سيكتمل بدر المصالحة، في ليلة الاحتفاء بشعيرة دينية، لكنها بإحالة سياسية، إذ كان لنزول بنشماش، ضيفا على عائلة الجماني، المسكن الذي يوصف بـ”الزاوية”، أكثر من دلالة ومعنى.. لخصها القطب الصحراوي سيدي ختار الجماني، كبير شيوخ وأعيان قبيلة الركيبات، في جملة بأكثر من حمولة، قال فيها لإبنشماش: “أنت عَدت إلا واحد مَنا”..

على الرغم من أن الذين يعرفون ثقافة البيضان، يدركون عمق ما جاء على لسان الرجل، إلا أن إبراهيم الجماني، سيُعفي أصدقاء بنشماش، قبل المطالبين بـ”رأسه” على رأي، العربي لمحرشي، من حيرة تفكيك شيفرة ما خاطب به سيدي ختار الجماني، زعيم”البام”، إذ قال :”حنا مع الحزب ديالنا كيف ما كنا وأكثر سواء بالرباط أو بالصحراء وحنا عائلة”.

هي ضربة معلم إذن، وقع بموجبها بنشماش والجماني مُصالحة الشجعان، وربح عبرها حزب “البام”،  قلاعه بالعاصمة والصحراء..

الأكيد أن هذه الضربة، قسمت ظهر خصوم الشرعية، الذين دون شك كانوا يراهنون على فك آل الجماني إرتباطهم بـ”التراكتور”، كورقة لمحاولة “شيطنة” تدبير بنشماش لحزب”الأصالة والمعاصرة”، وتقديمه أمام الباميين.. كل الباميين، بوجه “مشتت الحزب”.. والمفرط في قلاع الرباط و الصحراء، لا صائن العهد.. عهد “الحفاظ على وحدة الحزب.. الذي كلف الأمين العام بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء..أكثر ما يتصوره العقل”. يقول لعربي المحرشي، رئيس الهيئة الوطنية للمنتخبين الباميين..

كاميرا قناة موقع “le 12 .ma “، كان لها سبق التوثيق الحصري بالفيديو لكواليس هذا الحدث..الذي حضرته من أوله إلى آخره وعادت بالربورتاج التالي..شاهد الفيديو 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *